القدّيسة الشهيدة أغاثي
(251م):
إسم أغاثي Αγαθη يوناني ويعني صالح αγαθος، ومشتق منه صلاح. كما يأتي في بعض الصيغ بمعنى مفيد وكريم وفاضل ( الترجمة السبسيعينية – في اليونانية في القرن الثالث قبل المسيح).
سيرتها:
قيل أنها من بالرمو الإيطاليّة، وقيل لا بل من قطاني في صقلية، لكن ثمَّة تسليمًا أنّها استشهدت في قطاني عام ٢٥١م أيام داكيوس قيصر.
كانت نبيلة غنيَّة العائلة، جميلة، بهيَّة الطلعة وعفيفة في سلوكها، نذرت نفسها للرَّب منذُ نعومة أظافرها.
جمال وطلعة أغاثي، جعل الكثير من الشباب يرغبون بها زوجةً لهم، ومن بين أولئك كان كوانتيانوس، وهو رجل ذو منصب قنصلي.
أغاثي كانت بالنسبة إليه صيدًا ممتازًا من ناحيتين: لجمالها ولوفرة أموالها.
فبدأ يتحيّل الفرصة للانقضاض على فريسته بخاصةٍ لمّا صدر مرسوم إمبراطوري بملاحقة المسيحيين وإرغامهم على نكران أمانتهم أو تعذيبهم وتصفيتهم. عندها سعى كوانتيانوس إلى القبض على نعجة المسيح وإيقافها أمامه في قطاني.
وأملاً في ترّويضها وإخضاعها لمراميه، أسلمها إلى امرأة تُدعى أفروديسيّة كانت قيّمة على بيت من بيوت الدعارة هناك، على مدى شهر، فواجهت أغاثي حجمًا هائلاً من الضغط والاحتيال تهجماً على عفتها وكرامتها. وحده الله وإرادتها الفولاذية صاناها عفيفة.
أخيًا عيّل صبر أفروديسيّة، فرَدَّت أغاثي لتقف من جديد أمام كوانتيانوس الذي أسلمها للجلد وألقاها في السجن.
في اليوم التالي مثلت أمام المحكمة، وأحيلت للتعذيب، فمزَّق الجلادون جنبيها وكووها بالمشاعل، فيما دخلت أغاثي إلى داخل قلبها وجعلت نفسها أمام ربِّها تصلِّي إليه وتسأل عونه وعفوه.
كلّ ذلك أغاظ القنصل بالأكثر لأنّه بدا له كأن تدابيره ذهبت أدراج الرياح وأمَة الله ثابتة في عزمها وإيمانها لا تتزحزح.
ثمَّ إن الجلادين قطعوا أحد ثدييها وألقوها في السجن ومنعوا عنها الطعام والشراب.
وقد ورد أن الرسول بطرس جاء فعزاها وأبرأها.
وبعد أربعة أيام استدعاها كوانتيانوس من جديد فوجدها عند تصميمها فأمر بتعريتها ودحرجتها على الجمر وكِسر الفخَّار.
فلما أُعيدت إلى السجن أسلمت الروح.