كلمة البطريرك يوحنا العاشر في صلاة الشكر مسقط ٢٦…
2022-05-26
كلمة البطريرك يوحنا العاشر في صلاة الشكر
مسقط ٢٦ أيار ٢٠٢٢
مسقط ٢٦ أيار ٢٠٢٢
صاحب السيادة،
أصحاب السيادة،
أيها الأحبة،
المسيح قام.
فرحي اليوم كبير لوجودي بينكم. وشكري لله العلي القدير عبر صلاة الشكر التي نقيمها الآن لوجودي في هذا البلد الطيب عُمان بين أهلنا وأحبتنا. أصافحكم جميعاً من القلب إلى القلب وأحيي فيكم أصالة الإيمان الذي تحملون أينما وجدتم. أحييكم بالمسيح الناهض من بين الأموات. أحييكم بفرح حاملات الطيب وبإنجيل المحبة الذي خطه الرسل سلاماً للمسكونة. أحييكم من ههنا من الخليج العربي جناح كنيسة أنطاكية وامتدادِها الطبيعي. أحيي فيكم بذرة الإيمان التي وضعها الآباء في قلوبكم وتضعونها أنتم في قلوب أبنائكم شهادةً لرب القيامة. أحيي فيكم أصالة الإيمان والغيرة الرسولية التي تشربتموها، ومنذ فجر المسيحية، في أرض هذا المشرق بكل أوطانه. نحن على هذه الأرض المشرقية ركاب قاربٍ واحد مع إخوتنا المسلمين، نتنسم وإياهم مرضاة الرب العلي القدير.
جمعتنا عُمان هذه الأرض الطيبة في كنيسة القديس الحارث زعيم نجران ابن هذه الديار، الغيور الذي ختم حياته بشهادةٍ ليسوع المسيح رباً وإلهاً ومخلصاً مؤكداً وجود المسيحية منذ الأيام الأولى في القبائل العربية وليس فقط وراء الأسوار. تجمعنا اليوم ذكرى هذا القديس الشهيد الذي أكد ويؤكد أن المسيحية لم تكن في يومٍ من الأيام غريبةً عن شبه الجزيرة العربية ولم تكن ولن تكون تبعاً لمخلفاتِ حملاتٍ سميت باطلاً صليبيةً، كانت هي (أي المسيحية) في مشرقيتها أول من تلقى ارتداداتها السلبية. تجمعنا ذكرى هذا القديس الذي استشهد مع قومه فكان حارثاً وحرّاثاً للإيمان المسيحي. زرعه في نفوس قومه وصحبه الذين نال وإياهم شرف الشهادة. جمعتنا جهودٌ أثمرت اليوم بيتاً لنا وبيتاً مقدساً لله في رحاب هذه الكنيسة المقدسة والكنيسةٌ بشرٌ قبل أن تكون حجراً.
طوبى للذين يحبون جمال بيتك يا رب. هذا ما يقوله الكتاب المقدس. والبيت الأول للرب هو النفس، نفوسكم أحبتي والتي ينعكس جمالها بين حنايا البيت الذي أردتموه ههنا، وهو هذه الكنيسة المقدسة. ينعكس جلالها وجمالها في قلبِ كلٍّ منكم، في قلب الراعي والرعية.
يشمل طقس تكريس الكنيسة دهنها كأي منا وقت المعمودية بالميرون المقدس ختماً للروح القدس. وفي هذا دلالةٌ كبيرةٌ وهي؛ أنَّ كلاً منا مدعوٌ أن يجعل من قلبه وكيانه هيكلاً للرب القدوس وأن الكنيسة المكرسة المقدسة حديثاً مدعوةٌ كجماعةٍ مؤمنة أن تسير بعد معموديتها بهدي الروح الإلهي. يشمل طقسها أيضاً غرس رفات القديسين الشهداء دلالةً أن مسيرتها كجماعةٍ مؤمنةٍ مسيرةُ شهادةٍ للرب على مثال قديسيه الشهداء وسط عباب هذا العالم. يشمل طقسها إنارة قنديل الزيت دلالةً على أننا أبناء النور وأبناء نصاعة القيامة التي نحيا دوماً.
نقول هذا وترتسم أمامنا صورة كل من سعى ومنذ التسعينات لكي تكون هذه الكنيسة. مشوارٌ طويل تحقق في السنوات الثلاث الأخيرة. نذكر ههنا المثلث الرحمة المطران قسطنطين باباستفانو الذي سَعى دوماً وعمل على لم شمل أبنائنا ههنا. نذكر جهودكم صاحب السيادة المطران غطاس هزيم الراعي الصالح الذي يبذل كل جهده لرعاية أبنائنا. نذكر قدس الأرشمندريت ديمتري منصور وكل الذين سبقوا فخدموا هذه الرعية المباركة ابتداء بالأب الحارث ابراهيم مروراً بالأب المرحوم ميشيل عجرم، مع كل الأبناء الغيورين فرداً فرداً ممن أسهموا في بناء هذه الكنيسة المقدسة. بارك الله بكم جميعاً وكافأكم وأجزل عليكم من معين عطاياه.
ثبتها يا رب إلى دهر الداهرين لترفع على الدوام التسبيح السماوي واحرسها بعينك الناظرة كل شيء، وباركنا جميعاً أنت المبارك إلى الأبد، آمين.
المسيح قام، حقاً قام.