سرّ المعمودية
سرّ المعمودية
فهرس
> تأسيسُ السرّ
> معاني المعموديَّة
> المعموديَّةُ بالماءِ والرُّوح
> المعموديَّةُ مدخلٌ لباقي الأسرار
> خادِمُ المعموديَّة
> المعموديَّةُ تُعطى لكلِّ إنسان
> معموديَّةُ البالغين
> معموديَّةُ الأطفال
> يجوزُ تعميدُ الطفلِ إذا
> العرَّاب
> المعموديَّةُ بالتغطيسِ الثلاثيّ
> طقسُ المعموديَّة
> زمنُ المعموديَّة
> مكانُ المعموديَّة
> المعموديَّةُ حَدَثٌ كنسيٌّ لا فرديّ
> المعموديَّةُ سرٌّ فصحيّ
> معموديّاتٌ جماعيَّة
> بيوتُ المعموديَّة
> التهيئةُ قبلَ المعموديَّة
> سجلاّتُ المعموديَّة
> الخِدَمُ السابقةُ للمعموديَّة
> التعليمُ بعدَ المعموديَّة
الربُّ يسوعُ المسيحُ نفسُه هو الذي أسَّسَ المعموديَّةَ عندما أرسلَ تلاميذَه بعدَ قيامتِهِ لنقلِ بُشرى الخلاصِ قائلاً: "اذهبوا وتلمِذوا كلَّ الأممِ مُعمِّدين إيَّاهم باسمِ الآبِ والابنِ والروحِ القدس" (متى 19:28)، لأنّ "كلَّ مَنْ يؤمنُ ويعتمِدُ يَخلُصُ" (مر 16:16). ومنذُ ذلكَ الحينِ نرى في أعمالِ الرُّسلِ أنَّ المؤمنينَ بالبشارةِ الجديدةِ كانوا ينضمّونَ إلى الكنيسةِ بالمعموديَّةِ. "فقالَ لهم بطرسُ تُوبوا وليعتمِدْ كلُّ واحدٍ منكم... فقَبِلوا كلامَه بفرحٍ واعتمدوا وانضمَّ في ذلكَ اليومِ نحوَ ثلاثةِ آلافِ نَفْس" (أع 2: 38 - 41. راجع أيضاً أع 8 : 12 - 13 و 8: 38 و 9: 18 و 10 : 47 - 48 و 16 : 15و 18: 8 و 19: 5 و 1 كور 1: 14 - 16).
فهرس
1. المعموديَّةُ هي البابُ الذي به ندخلُ إلى الحياةِ في المسيحِ يسوع. لقد سقطَ آدمُ فتغرَّبَ عنِ الحياةِ الحقيقيَّةِ والوجودِ، أي الله، واندسَّ في الإنسانِ الموتُ الروحيُّ وكلُّ نتائِجهِ مثلَ الِبلى والفسادِ والميلِ إلى الخطيئةِ وموتِ الجسد. والمعموديَّةُ، ليسَتْ محواً لخطيئةٍ جَدِّيةٍ وَرِثناها مِن آدم، إنّها الولادةُ الجديدةُ مِنْ فوق بعدَ أن صارَ الإنسانُ يُولَدُ بطبيعةٍ فاسدةٍ مُسْتَعْبَدةٍ للموت. نعم إنّه في المعموديَّةِ يُولَدُ الإنسانُ ثانيةً لامِن لحمٍ ودمٍ ولا مِن مشيئةِ رجلٍ، بَلْ مِن اللّه (يو1: 12 - 13 و 3: 3 - 7) وإنّه يعودُ الى جمالِهِ الأوَّلِ وكيانهِ الحقيقيّ.
2. المعموديَّةُ اشتراكٌ في موتِ المسيحِ وقيامتِهِ "أَوَتَجهَلُونَ أنَّ كلَّ مَن اصطبغَ منّا في يسوع المسيح إنّما اصطبغَ في موتِهِ، فدُفِنّا معه في الموتِ حتى إنّنا كما أُقيمَ المسيحُ من بينِ الأمواتِ بمجدِ الآبِ كذلكَ نَسْلكُ نَحنُ أيضاً في جِدّةِ الحياةِ، لأنَّ إذا كُنّا قد غُرِسنا معَهُ على شبهِ موتهِ فنكونُ معَه في قيامتهِ أيضاً" (رو 6: 3 - 5). في المعموديَّةِ يَلبَسُ الإنسانُ المسيحَ، ويَخلعُ الإنسانَ العتيقَ، يموتُ عنِ الخطيئةِ والإثمِ، ويَتجدّدُ بالبرِّ والقداسةِ، فلا يعودُ هو الذي يعيشُ بل المسيحُ يحيا فيه (غلا 2 : 20).
3. المعموديَّةُ بدايةُ عُرسٍ روحيٍّ، تصيرُ بهِ النفسُ عروسةً للمسيحِ، يَزِينُها الجمالُ الإلهيُّ ويُحبّها العريس حبّاً كاملاً لاحدَّ لهُ، هـو الذي أعطى ذاتَهُ للموتِ من أجلِها. المعموديَّةُ دخولٌ في حياةٍ جديدةٍ يتجنَّدُ فيها الإنسانُ للمسيحِ، ويتعهَّدُ "ألاَّ يرتبِكَ بأعمالِ الحياةِ من أجلِ أن يُرضيَ مَنْ جنَّدَهُ" (2 تيمو 2: 4)، كما يتعهَّدُ بأن يُكمِلَ السعيَ ويُنهيَ طريقَ استنارتِهِ وتألُّهِهِ وتجلّيهِ "على صورةِ خالقِه" (كول 3: 10).
4. في المعموديَّةِ ينضمُّ الإنسانُ إلى الكنيسةِ، شعبِ اللهِ الجديدِ، ويُصبحُ غُصناً في الكرمةِ (يو 15 : 5)، وعضواً في الجسدِ، الذي رأسُهُ الربُّ يسوع.
فهرس
المعموديَّةُ بالماءِ والرُّوح:
تتمُّ المعموديَّةُ بغَسْلِ الماءِ المتقدِّسِ بصلاةِ التقديسِ، وتكونُ على اسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القدس، "إنْ لم يُولَدْ أحدٌ من الماءِ والرُّوحِ فلا يقدرُ أَنْ يدخُلَ ملكوتَ الله" (يو 3: 5).
فهرس
المعموديَّةُ مدخلٌ لباقي الأسرار:
بِتَقَبُّلِ المعموديَّةِ والإنضمامِ إلى شركةِ القديسينَ، يُصبحُ الإنسانُ مؤهَّلاً لأن يتقبَّل سائرَ الأسرارِ الإلهيةِ ويحيَا فيها.
فهرس
خادِمُ المعموديَّة:
الكاهنُ هو الذي يُتمِّمُ سِرَّ المعموديَّة. إلا أنّه في حالِ الضرورةِ القُصْوى، كخطرِ الموتِ، يجوزُ للشمّاسِ أن يُعمِّدَ وكذلكَ للأبِ والأمِ ولأيِّ أرثوذكسيّ.
فهرس
المعموديَّةُ تُعطى لكلِّ إنسان:
يُعَمَّد كُلُّ إنسانٍ يطلبُ المعموديَّةَ، شرطَ ألاّ يكونَ قد اعتمدَ سابقاً على اسمِ الثالوثِ الأقدسِ، لأنّ المعموديَّةَ واحدةٌ ولا تُعاد.
فهرس
معموديَّةُ البالغين:
لكي ينالَ الرَّاشدُ سِرَّ المعموديَّةِ، يجبُ عليه أن يُعَبِّرَ عن رغبتِهِ في قَبولِ المعموديَّةِ، وأَنْ يتعلَّمَ الإيمانَ المسيحيَّ ويَقْبَلَه.
فهرس
معموديَّةُ الأطفال:
1. معموديَّةُ الأطفالِ إحدى المُسَلَّماتِ الكنسيَّةِ المقدَّسةِ التي تعودُ الى أيامِ الرسل. تَشْهَدُ على ذلكَ النصوصُ القديمةُ في الشرقِ والغربِ، فإنَّ كُورنيلِيوسَ وأهلَ بيتِهِ وكذلكَ لِيديا "وأهلَ بيتِها" والسجّانَ في فيليـبي "وذويهِ جميعاً" وكِريسبُسَ "وأهلَ بيتِهِ جميعاً" و"بيتَ اسطفاناسَ" قد آمنوا كلُّهم واعتمَدوا (أع 10: 47 - 48 و 16: 15 و 16: 31 - 33 و 18: 8 و 1 كور 1: 16). "فإنَّ المسيحَ قد أتى ليُخلِّصَ الجميعَ، الرُّضَّعَ والأطفالَ والأولادَ والشبابَ والشيوخَ، الذين كلُّهم يُولَدونَ بِهِ ثانيةً ويُصبحونَ بالحقيقةِ أبناءً لله" (إيريناوس، ضد الهرطقات 2: 22)
فهرس
يجوزُ تعميدُ الطفلِ إذا:
(1) كانَ هنالكَ أملٌ وطيدٌ بأن يُنَشَّأ هذا الطفلُ على الإيمانِ الأرثوذكسيّ.
(2) طلبَ ذلكَ الوالدانِ، أو أحَدُهُما فقط، أو الشخصُ الذي يقومُ مقامَهُما.
3. يُعَمَّدُ الطفلُ اللّقيطُ ما لم يَثبُتْ أنّه مُعمَّدٌ قبلاً.
4. يجوزُ أنْ يُعَمَّدَ الطفلُ لوالدَيْنِ مسيحيَّيْنِ غيرِ أرثوذكسيَّيْنِ عندما يكونُ مُعرَّضاً في حياتِهِ لخطرِ الموت.
فهرس
العرَّاب:
1. ضرورةُ العَرّابِ تُراثٌ تقليديٌّ كنسيٌّ قديم. ولكلِّ معتَمِدٍ عرَّابٌ واحدٌ، ذَكَرٌ للذَكَرِ وأُنثى للأُنثى
2. مهمةُ العَرّابِ الأصليَّةُ أَنْ يُلقِّنَ المُعتَمِدَ المبادىءَ المسيحيَّةَ عندما يكبَرُ، وأن يحوطَهُ بالعنايةِ، ويساعدَه كَيْ يَنْشأَ على الإيمانِ الأرثوذكسيِّ ويصيرَ بسيرتِهِ الفاضلةِ وحياتِهِ المسيحيَّةِ شاهداً أميناً للربّ.
شروط العرَّاب:
1. لكي يقومَ أحدٌ ما قياماً صحيحاً بمهمّةِ العَرّابِ يجب:
أ. أَنْ يكونَ بالغاً سنَّ الرُّشدِ مُنتمياً إلى الكنيسةِ الأرثوذكسيَّة
ب. أَنْ يكونَ عارِفاً بالمبادئ الإيمانيَّةِ الأساسيَّة.
ت. أَنْ يكونَ ذا سيرةٍ تليقُ بالإيمانِ المسيحيّ.
2. أثناءَ إتمامِ المعموديَّةِ المقدَّسةِ يجبُ على العَرّابِ أَنْ يُفصِحَ عن إيمانِهِ الأرثوذكسيِّ بِقَولِهِ صراحةً وبصوتٍ مسموعٍ، دُستورَ الإيمانِ والصلاةَ الربيَّةَ بنصِّهِما الأرثوذكسيِّ وبإعلانِهِ، بصوتٍ عالٍ، رفضَه للشيطانِ وقَبولَهُ للمسيح
3. المُعتَمِدُ نفسُهُ يختارُ عَرّابَه، إذا كانَ بالِغاً. وأَمَّا إذا كانَ طِفلاً فيختارُ العرَّابَ والداه أو الأوصياءُ عليه أو الكاهن. ويُفَضَّلُ دائماً ألاّ يكونَ العَرّابُ راهباً أو إكليريكيّاً.
4. بالمعموديَّةِ تَنْشَأُ علاقةٌ بينَ العَرّابِ والمعمَّدِ، بمثابةِ علاقةِ الأبِ بالابن. لذلكَ فعندَ انتقاءِ العَرّابِ يجبُ الأخذُ بالحِسابِ أنَّ أولادَ العَرّابِ لايمكنُ زواجُهُم بالمعمَّدينَ أو بأبنائِهِم صعوداً أو نزولاً في درجاتِ القَرابة.
5. تقعُ على الأهلِ بصورةٍ رئيسيةٍ مسؤوليةُ تنشئةِ طفلِهِم التنشئةَ المسيحيّةَ الصالحةَ. ومِن المُسَلَّمِ بِهِ أنَّ للتعليمِ الدينيِّ مكانةً أساسيَّةً في هذا المضمار.
6. يجوزُ لسببٍ صوابيٍّ قَبولُ أحدِ المسيحيِّين غيرِ الأرثوذكسيِّين عَرّاباً، ولكنّه يكونُ عَرّاباً شرَفياً يُكْرَمُ بالوقوفِ بجانبِ العَرّابِ الأرثوذكسيّ. أي إنّه يكونُ لدى المُعَمَّدِ عندئذٍ عَرّابٌ أصيلٌ وعَرّابٌ بالكرامة.
فهرس
المعموديَّةُ بالتغطيسِ الثلاثيّ:
1. تتِمُّ المعموديَّةُ بالتغطيسِ ثلاثاً. والتغطيسُ هو العلامةُ الحسِّيةُ لِمَا تَعنِيهِ المعموديَّةُ لأنّه بِهِ يُدْفَنُ المُعتَمِدُ معَ المسيحِ ويموتُ معَه عَن إنسانِهِ العتيقِ، ويُنْتَشَلُ رسماً للحياةِ والقيامة (رو 6). والتغطيسُ يَتمُّ ثلاثاً على اسمِ الثالوثِ الأقدسِ، الآبِ والابنِ والروحِ القدس. هذا ما تَشْهَدُ عليه النصوصُ القديمةُ كافةً في الكنيسةِ، شرقاً وغرباً، فكتابُ "التقليدِ الرسوليّ" مثلاً، الذي يُعْتَبرُ مِن أقدمِ المؤلَّفاتِ التي تتحدّثُ عن تشريعاتٍ طقسيةٍ وقد دوَّنه هيبوليتسُ أسقفُ رومةَ نفسُه في العامِ 215م. يذكُر أنَّ طالبَ العمادِ "ينزلُ في الماءِ في جرنِ المعموديَّةِ ويضعُ الكاهنُ يدَهُ على رأسِهِ قائلاً: هَل تُؤمنُ بالله الآبِ القدير. فيُجيبُ المعتَمِدُ: أُومنُ بِهِ. فيُغطِّسُهُ للمرّةِ الأولى، ثُمّ يَسأَلَهُ ويدُهُ فوقَ رأسِهِ قائلاً: هَلْ تُؤمنُ بالمسيحِ يسوعَ ابنِ الله... فيقولُ: أومنُ بِهِ. عندئذٍ يُغَطِّسُهُ للمرّةِ الثانيةِ، ثمَّ يسأَلَهُ قائلاً له مِن جديدٍ: هَلْ تُؤمنُ بالروحِ القدسِ... فيقولُ المُعتَمِدُ: أُومنُ. وعليه يُغَطِّسُهُ للمرّةِ الثالثة". (التقليد الرسولي 21).
2. يجوزُ التعميدُ بالرشِّ بالماءِ في حالِ خَطَرِ الموت. وإذا لم يتوفَّرِ الماءُ يُكْتَفَى فقط بِذِكْرِ اسمِ الثالوثِ الأقدس. فإذا زَالَ الخطرُ بعدئذٍ وعاشَ المُعَمَّدُ وَجَبَ استكمالُ المعموديَّةِ القانونيّة.
فهرس
طقسُ المعموديَّة:
يجبُ القيامُ بالمعموديَّةِ وَفْقاً للمراسيمِ الليتورجيَّةِ المحدَّدَةِ في كتابِ الخدمةِ، والتقيُّدُ بالأداءِ السليمِ لطَقْسِ المعموديَّة.
فهرس
زمنُ المعموديَّة:
يجبُ على الوالدَيْنِ تعميدُ طفلِهِما بعدَ ولادتِهِ بوقتٍ قصير.
فهرس
مكانُ المعموديَّة:
تُقامُ المعموديَّةُ أصولاً في كنيسةِ الرعيَّةِ وليسَ في المنازل. ويجوزُ استثناءً، ولسبَبٍ صَوابيٍّ أو لِعَدَمِ وجودِ كنيسةٍ في الرعيَّةِ، أَنْ يَسْمَحَ رئيسُ الأبرشيَّةِ بإقامةِ المعموديَّةِ في أحدِ المنازلِ الخاصَّةِ. وفي كلِّ الأحوالِ يجبُ المحافظةُ على جوِّ المهابَةِ والوقارِ أثناءَ إِْتمَامِ السرِّ، أي المعموديَّةِ والميرونِ والمناولةِ الشريفة.
فهرس
المعموديَّةُ حَدَثٌ كنسيٌّ لا فرديّ:
المعموديَّةُ نعمةٌ وبهجةٌ للمُعْتَمِدِ ولأسرتِهِ وللكنيسةِ جمعاء، لذا يجبُ أصولاً أنْ تَتمَّ بحضورِ جماعةِ المؤمنين. كلُّ معموديَّةٍ تخصُّ كلَّ المؤمنينَ لأنّه فيها يُولَدُ لهم أخٌ جديدٌ في المسيح . وهذا هو وجهٌ للمعموديَّةِ كنسيٌّ حقيقيّ.
فهرس
1. المعموديَّةُ، في جوهرِها، سرٌّ فصحيٌّ. لأنّها الولادةُ الثانيةُ التي فيها يُدْفَنُ المعتَمِدُ مع المسيحِ ويقومُ معَه. والفصحُ هو القيامةُ والغَلبَةُ على الموتِ، وحتى عبارة "أنتمُ الذينَ بالمسيحِ اعتمدتم، المسيحَ قد لَبِستم" تُبَطِّنُ معنى القيامةِ لأنَّ ذاكَ الذي لَبِسناهُ ودُفِنّا معَه هو الذي قامَ وأقَامنَا معه.
2. يومُ المعموديَّةِ المخصَّصُ لها في الكنيسةِ هو ليلةُ الفصحِ أساساً، أي سبتُ النُّور. وقد دُعيَ سبتَ النُّورِ بسببِ حصولِ الإستنارةِ أي المعموديَّةِ فيه. لكنَّ الكنيسةَ تُجيزُ المعموديَّةَ في الأعيادِ الكُبرى وتُجيزُها في كلِّ يوم.
فهرس
معموديّاتٌ جماعيَّة:
يَحسُنُ أن يُحْتَفَلَ بالمعموديَّةِ بشكلٍ جماعيٍّ على مستوى الرعيَّةِ كاملةً. فَتُخَصِّصُ الرعيَّةُ مواسمَ سنويةً للإحتفالِ بالمعتَمِدِين جماعياً على أساسِ أنَّه وُلِدَ لها بالماءِ والروحِ أبناءٌ جُدُد.
فهرس
بيوتُ المعموديَّة:
1. تَحسُنُ العودةُ إلى بناءِ بيوتِ المعموديَّةِ، على الأقلِّ في الكاتدرائيَّاتِ والمدنِ الكبرى، وتكونُ عندئذٍ مجُهَّزَةً بكلِّ ما يَلْزَمُ لإتمامِ المعموديَّةِ بشكلٍ لائقٍ كريم.
2. ماءُ المعموديَّةِ مُقَدَّسٌ، لذا يجبُ صبُّه بعدَ غَسْلِ المعمَّدِ في أماكنَ لا تُداسُ بالأرجلِ وليسَ في مصرفٍ صحيّ.
فهرس
التهيئةُ قبلَ المعموديَّة:
على كاهنِ الرعيَّةِ أن يُهَيِّءَ الأهلَ والعرَّابَ والمعتَمِدينَ، إذا كانوا بالغين، ويشرَحَ لهم بتفصيلٍ معاني الأسرارِ الحاصلةِ، أي المعموديَّةِ والميرونِ والمناولةِ المقدَّسةِ، وواجباتِهم الملقاةَ عليهم تجُاهَهَا كلِّها.
فهرس
سجلاّتُ المعموديَّة:
1. يُعنَى كاهنُ كلِّ رعيَّةٍ بضبطِ سجلاَّتٍ خاصةٍ بالمعموديَّةِ، فيُدوِّنُ وبدقَّةٍ، أسماءَ المعمَّدينَ مع ذكرِ خادِمِ السرِّ، والوالدينَ والعَرَّابينَ، ومكانِ التعميدِ وتاريخِهِ، ومكانِ الولادةِ وتاريخِها.
2. يُسَلِّمُ كاهنُ كلِّ رعيَّةٍ نسخةً عن سجلِّ معموديَّاتهِ إلى دارِ المطرانيَّةِ كلَّ ستَّةِ أشهر.
3. عندما يُقيمُ الكاهنُ سرَّ المعموديَّةِ خارجَ رعيَّتهِ ، عليه أنْ يُعْلِمَ قبلاً كاهنَ الرعيَّةِ المَعْنِيَّةِ ويشتركَ معه في إتمامِها. أمّا في حالِ غيابهِ، فعليهِ آنذاك أنْ يَستئذِنَ راعيَ الأبرشيَّةِ ويُسجِّلَ المعموديَّةَ في سجلاَّتِ الرعيَّةِ المحليَّةِ التي إليها ينتمي المعمَّد.
4. عندما يُعَمَّدُ شخصٌ خارجَ رعيَّتِهِ يجبُ آنذاك أنْ تُسَجَّلَ المعموديَّةُ في سجلاَّتِ الكنيسةِ الحاصلةِ فيها المعموديَّةُ، وكذلكَ في سجلاَّتِ الرعيَّةِ الأساسيَّةِ التي هو ينتمي إليها أصلاً.
5. لإِثباتِ المعموديَّةِ تَكفي شهادةُ شاهدَيْن أو شهادةُ الكاهنِ المعمِّد.
فهرس
الخِدَمُ السابقةُ للمعموديَّة:
الخِدَمُ الحاصلةُ قبلَ المعموديَّةِ تُشكِّلُ درجاتٍ في إدخالِ الطفلِ في حياةِ الكنيسةِ. يُبارَكُ الطفلُ في اليومِ الأوَّل، يُعطى اسماً في اليومِ الثامن، يُقدَّمُ إلى الهيكلِ في اليومِ الأربعين.
فهرس
التعليمُ بعدَ المعموديَّة:
1. وَجَبَ على الأهلِ والعَرَّابِ تعليمُ المعمَّدِ حقائقَ الإيمانِ المسيحيِّ، ولايجوزُ الظنُّ بأنَّ مسؤوليَّتَهُم قد توقَّفت بانتهاءِ خدمةِ المعموديَّة.
2. من واجباتِ الأهلِ والعَرّابِ أنْ يَلجَأوا إلى الكهنةِ وإلى سائرِ الهيئاتِ الروحيَّةِ من أجلِ أنْ يُسَاعدَهُم هؤلاءُ في تعليمِ طفلِهِم في الوقتِ المناسبِ وتنشئَتِهِ تنشِئةً مسيحيّة.
3. إنَّ المعموديَّةَ لاتنتهي عندما يَفرغُ الكاهنُ من إقامتها. المعموديَّةُ تَشْمَلُ حياةَ الإنسانِ بكاملها. وحياةُ المؤمنِ، كما نَعلمُ، سعيٌ متواصلٌ إلى التجديدِ بخلعِ الإنسانِ العتيقِ ولِبْسِ المسيح. إنّها سعيٌ لكي يُتمِّمَ الإنسانُ حياتَه كلَّها كابنٍ للنورِ صائراً "إنساناً كاملاً على مقدارِ قامةِ ملءِ المسيح" (أف 4: 13).
فهرس