الأسرار: تعريفُها ومشاركةُ المؤمنين فيها
> تعريفُ الأسرار
> عددُ الأسرار
> تكامُلُ الأسرارِ وترابُطُها
> إقامةُ الأسرار
> مشاركةُ المؤمنينَ في الأسرار
١. الربُّ يسوعُ هو السرُّ "المكتومُ في الأزمِنَةِ الأزليَّةِ" (رو16: 25) وقد تجسَّدَ في مِلْءِ الزمانِ وخلَّصَ الإنسانَ وافتداهُ، وعندما صعِدَ إلى السماواتِ بعدَ قيامتِهِ لمْ يتركْهُ "لا أدعكُمْ يتامى" (يو14: 18) بَلْ أرسَلَ الرُّوحَ القدُسَ (راجع يو14: 26) وأسَّسَ الكنيسةَ وأقامَها جسَدَه الحاملَ الحياةِ و "عمودَ الحقِّ وركنَه" (1تيمو 3: 15).
٢. الكنيسةُ جسدُ المسيحِ الحيِّ والمُحيي تحتضِنُ المؤمنينَ بالرُّوحِ القدُسِ الفاعلِ فيها "وأنا أطلبُ من الآبِ فيعطيكُم معزِّياً آخرَ يمكثُ معكُم إلى الأبد" (يو14: 16).
٣. الأسرارُ أفعالٌ مقدَّسةٌ تُقيمُها الكنيسةُ بقوَّةِ الرُّوحِ القدُسِ وتَمنحُ بها المؤمنينَ نعمةَ الرُّوحِ بعلاماتٍ محسوسةٍ لتقديسِهِم وجَعلِهم أبناءً حقيقيِّينَ للَّهِ بعبادةٍ فريدةٍ، بحيثُ يَضمُّهم هو إلى ذاتِهِ وإلى الكنيسةِ جسدِهِ فينمونَ هم في النعمةِ والقامةِ صائرينَ أشخاصاً كاملينَ على "قياسِ قامةِ ملءِ المسيحِ، كنيسةً مجيدةً لاعَيْبَ فيها ولا دَنَسَ ولا شيءَ مثلَ ذلك" (أف 4: 13 و 5: 27).
عددُ الأسرار
الأسرارُ كما دَرَجَتِ الكنيسةُ المقدَّسةُ على ذِكرِها هي: المعموديَّةُ والميرونُ والإفخارستيَّا والتوبةُ والكهنوتُ والزَّواجُ والزَّيت.
تكامُلُ الأسرارِ وترابُطُها
يتكاملُ فِعلُ الأسرارِ المقدَّسةِ ويترابَطُ في النَّفسِ البشريَّة. فبالمعموديَّةِ يُولَدُ الإنسانُ ولادةً ثانيةً للحياةِ الروحيَّة، وبالميرونِ ينالُ النعمةَ التي تُنَمِّيهِ وتُثَبِّتُهُ في هذهِ الحياةِ، وبالإفخارستيَّا يتغذَّى الغذاءَ الإلهيَّ ويتَّحدُ بِيَنْبوعِ النِّعمةِ والحياةِ الأبديَّةِ، وبالتوبةِ يُشفَى مِن خطاياه، وبالكهنوتِ يأخذُ النِّعمةَ التي بها يَلِدُ للَّهِ آخرينَ بالأسرارِ والكلمةِ، وبالزَّواجِ ينالُ النِّعمةَ للرِّباطِ الزوجيِّ وتكوينِ العائلةِ، وبالزيتِ ينالُ شِفاءَ أمراضِهِ الروحيَّةِ والجسديَّة.
إقامةُ الأسرار
يُقيمُ الأسرارَ أسقفٌ أو كاهنٌ أرثوذكسيٌّ مُشَرْطَنٌ قانونيّاً وَفْقَ الأصولِ المفروضةِ لإتمامِ كلِّ سرّ.
١. يُقِيمُ الكاهنُ الأسرارَ في رعيَّتِهِ. ويجوزُ لهُ أَنْ يُقِيمَها أو يشارِكَ فيها خارجَ رعيَّتِهِ، وفي الأبرشيَّةِ نفسِها، بعدَ أَنْ يُعْلِمَ كاهنَ الرعيَّةِ المَعْنِيَّةِ. أمَّا إذا أقامَهَا أَوْ شارَكَ فيها خارجَ أبرشيَّتِهِ فعليهِ أَنْ يستئذِنَ الأُسقفَ المحليّ.
٢. لا يغادرُ كاهنٌ رعيَّتَهُ لإقامةِ الأسرارِ في رعيَّةٍ أخرى دونَ استئذانِ رئيسِه.
يجبُ التقيُّدُ الشَّديدُ بما تُحدِّدُه الكتبُ الطقسيَّةُ في إقامةِ الأسرارِ، وليسَ لأحدٍ غيرِ السُّلطةِ الكنسيَّةِ المختصَّةِ أَنْ يزيدَ على ما هو مقرَّرٌ، أو أنْ يُسقِطَ أو يُغيِّرَ منه شيئاً.
مشاركةُ المؤمنينَ في الأسرار
١. تُقَامُ الأسرارُ في الكنيسةِ بمشارَكَةِ المؤمنينَ الفعليَّةِ فهي أفعالٌ تخصُّ الكنيسةَ بملئِها وليسَتْ احتفالاتٍ خاصةً فرديَّة.
٢. يشارِكُ المؤمنونَ بشكلٍ متواترٍ في الأسرارِ بإيمانٍ حيٍّ واستعدادٍ لائقٍ بها لينالوا النِّعَمَ الممنوحةَ بها وتُثْمرَ في نفوسِهِم حياةً أبديَّة.
٣. لا يمكنُ تكرارُ المعموديَّةِ "أومِنُ بمعموديَّةٍ واحدةٍ" (دستور الإيمان) وكذلكَ الكهنوتِ. وإذا كانَ هناكَ شكٌّ ثابتٌ في هَلْ مُنِحَت مَنْحاً حقيقيَّاً، وثبتَ ذلكَ الشكُّ بعدَ التحرِّي الدَّقيقِ، أُعيدَ منحُها مشروطا.