أصوات الإخوة تلتقي في مريمية الشام في الصلاة من…
دمشق،
جمعت الكنيسة المريمية في دمشق وفي يوم ميلاد سيد السلام، ووسط حضورٍ كنسيٍ ورسميٍّ وشعبي، أصوات المصلين من أجل السلام في سوريا.
ووسط جوٍّ من صلاة خاشعة خرجَت من تراتيل العيد بحسب الطقس السرياني والبيزنطي، اجتمعت القلوب معاً مسلمين ومسيحيين ومن كافة الكنائس الشقيقة لتطلب السلام من طفل المغارة.
وقُبيل التضرعات التي تلاها القاصد الرسولي في دمشق والمطارنة ممثلو الكنائس ورددتها قلوب المؤمنين، أطل قداسة البابا فرنسيس الأول عبر الشاشة مصلياً من ساحة القديس بطرس في روما أجل السلام في سوريا وضامّاً صلواته لصلوات "الإخوة المجتمعين في دمشق".
ومن ثمّ كانت هنالك كلمةٌ لسماحة مفتي الجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسّون شدد فيها على الأخوّة الحقة التي عاشها ويعيشها المسلمون والمسيحيون في سوريا. وأما الكلمة الأخيرة فكانت لغبطة البطريرك يوحنا العاشر الذي أكد فيها على ضرورة الحل السلمي والحوار للخروج من الأزمة وعلى ضرورة صيانة وحدة التراب السوري، ومما جاء فيها:
"وَمنْ هُنا وبرفقةِ هذه الوجوهِ النيّرةِ، أوجّه الشكرَ لكلّ منْ وقف وقفةَ تضامنٍ مع إنسانِ هذا المشرق المعذّبِ. أشكر أصحابَ السيادة ممثلي الكنائس الشقيقة وأصحاب السّماحة، وأحيي بشكلٍ خاص قداسة البابا فرنسيس، وأرفَعُ صلاتي، وإياكم جميعاً، إلىْ ربِّ السمواتِ والأرضِ وأقولُ: ربّ أعطِنا نحنُ السوريّينَ منْ سَلامِكَ الإلهيّ جَذْوةً تبرّدُ وتطفئُ قلُوباً مُستعرَةً وتَمسحُ دمُوعاً حارّةً.
ربِّ ازرعْ في قُلوبِنا نَسيمَك العليلَ واغرِسْ في صدُورِنا رحيقَ محبّتِكَ لِنتذكّرَ دوْماً أنّ الدينَ للهِ وأنَّ الوطنَ للجميعِ وأنّهُ يَسموْ بمنْطقِ المحبّةِ والتّلاقي. ربِّ عزِّ القلوبَ التيْ اكتَوَتْ بفقدَانِ أحبّتِها. ربّ أعطِنا أن نرَى أخوَيْنا المطرانين بولسَ ويوحنّا وأخواتنا راهبات ويتامى معلولا وكلّ المخطوفينَ سالمينَ فيما بيْننَا. ربِّ علّمنا أنّ وجْه الآخرِ وأنّ الحوارَ معَهُ لخيرٌ مِنْ قرْعِ طبولِ الحرْبِ ضدّهُ.
ربِّ فقّهْنا وعلِّمْ الناسَ جَميعاً أنَّ الحوارَ والحلَّ السياسيَّ السلميَّ هُما السبيلُ الوحيدُ للوصولِ بسوريّا إلى ميناءِ الخلاصِ. ربِّ وحّدْ قُلوبَنا فيْ هذا البَلَدِ العزيزِ لنَحْفَظَ وحدةَ تُرابِه الطاهرِ مِنْ طبريّا جَولانه إلى رأسِ عيْنِ شمالِه ومنْ خابورِهِ وفُراتِه إلى حلَبَ الجريْحَةِ درّةِ تاجِ مجْدِهِ. وأَلْهِمِ القاصِيْ والدّانيْ أنْ يتعلّمَ منْ شُموخِ قاسيونَ أنَّ أبناءَ هذا البَلَدِ لا يَعْرفونَ إِلى المذَلّةِ طَريقاً وأنَّ جبيْنَهُم سَيَبْقى أشمَّ مَرفوعاً كَجَبيْنِ قاسيونَ الذيْ يَلْثُمُ الطّمَأنينةَ ويُعانِقُ الأمَلَ بالغدِ المُشرقِ.
أعطِنا ياربّ نورَ سلامِك الحق وباركْنا جميعاً واملأ نفوسَنا بِفيضِ خيريّتِك، تبارَكْتَ وتمجدتَ أبد الدهور، آمين".
>> كلمة صاحب الغبطة بالكامل