تأبين البطريرك يوحنا العاشر للمرحوم رشاد يعقوب
2020-12-05
تأبين البطريرك يوحنا العاشر للمرحوم رشاد يعقوب
٥ كانون الأول ٢٠٢٠
أيها الأحبة،
على عتبة ميلاد السيد في المغارة، نودع اليوم رشاد يعقوب الذي سعى وعمل، على قدر ما أوتي، ليجعل من قلبه مغارةً لرب المجد.
بحزن أرضي وبرجاء سماوي نودعه اليوم سائلين رب الرحمة والرأفات أن يوشحه بنوره القدوس وأن يمشح قلوبكم، أهالي وأبناء كوسبا الأحباء وجميع الحاضرين، بفيض التعزية الإلهية.
في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عرفت الأخ رشاد مذ تسلمتُ عمادة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند. يومها احتاجت العائلة البلمندية إلى من يقف متجنداً للخدمة في وقتٍ قطّعت فيها الحرب أوصال البلاد. أذكره اليوم وأذكر تلك الأيام الجميلة التي جمعتنا بأخٍ أحب الكنيسة والبلمند من القلب. أذكره وأذكر حبه وتكرسه لمعهد اللاهوت في البلمند. أذكره وقد عرفت فيه ذاك الأخ والصديق والعون الدائم.
أذكره اليوم وفي البال صورة ذاك الشخص الملتهب غيرةً إيمانيةً. أذكره وأذكر انتماءه إلى حركة الشبيبة الأرثوذكسية بوتقةً تصهر الجميع في قلبٍ واحدٍ يتأمل نور المسيح وعِظَمَ عطاياه. يذكره اليوم البلمندُ ومعهدُ القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي. يذكره أساتذته وطلّابه وخرّيجوه والعاملون فيه. نذكره جميعاً أخاً وأباً وصديقاً أحبّ وأعطى من القلب.
أحب رشاد يعقوب كنيسته الأرثوذكسية وترجم حبه لها انتماءً كنسياً فعلياً. كما وترجمه أيضاً وجسّده شغفاً وعشقاً للبلمند ولمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي. وفي يوم عيد القديس يوحنا الدمشقي أي في الرابع من كانون الأول، شاءت العناية الإلهية أن تنتقلَ روحُهُ إلى أخدارها السّماوية مشفوعةً بتوسلات الدمشقي يوحنا الذي أحبّه وكرّس حياته لخدمة معهده.
نصلي اليوم جميعنا أن يتغمّده طفل المغارة "إلهُ السلام وأبو المراحم" بمراحمه الإلهية. وأتقدم من العائلة الكريمة، ومنكم جميعاً أيها الإخوة، بأحرّ التعازي سائلاً له "رحماتِ الله والملكوت السماوي مِنَ المسيح الذي لا يموت ملكنا وإلهنا".
فليكن ذكره مؤبداً.