الميلاد والخبر السار
الميلاد والخبر السار
أوّلاً، ولادة الرّبّ يسوع المسيح لم تكن تلك المفاجأة غير المتوقّعة، بل كانت بكل بساطة تتمّة العهد القديم وكماله، وتحقيق أقوال الأنبياء.
هذا التدبير الإلهيّ الخلاصيّ الذي أعدّه الله للإنسان قبل إنشاء العالم يدخل أوّلًا من الباب العريض في بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء فيبدأ العهد الجديد.
إنّه إعلان سماويّ وبشارة ظفر: «اليومَ رأسُ خلاصِنا وإعلانُ السِّرِّ الذي مُنذُ الدُّهور. فإنَّ ابنَ اللَّهِ يصيرُ ابنَ البتول. وجبرائيلَ بالنِّعمةِ يُبَشِّر. لذلِكَ نحنُ مَعهُ فلنهتِفْ نحوَ والدةِ الإله. إفرحي أيَّتها الممتلئةُ نِعمةً الرَّبُ معك.». (طروباريّة البشارة)
لنتوقف عند: «إعلان السرّ الذي قبل الدهور».
يكشف هذا القول نبوءات العهد القديم: تبدأ النبوءات حول خلاص الإنسان من الصفحات الاولى للكتاب المقدّس أي منذ الخلق وهذا يكشف تدبيرًا خلاصيًّا قبل تأسيس العالم.
- قال الرّبّ للحيّة: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" (تك١٥:٣).
تكشف هذه النبوءة التي أتت بعد سقوط الإنسان أن المسيح الذي سيولد من المرأة هو يسحق رأس الشيطان. ولهذا يسمّونها باليونانيّة: protoevangelismos البشارة الأولى.