من هو القدّيس؟
١.٢- من هو القدّيس؟
هناك ترنيمة في سفر الرؤيا تقول: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِين» (رو٣:١٥).
هذه الترنيمة هي ترنيمة الظفر، وتبدأ بالإشارة إلى الغالبين على الوحش (أي المجرّب، الشرير، إبليس)، وهم واقفون ومعهم قيثارات الله، وقد خرجوا منتصرين غالبين الشيطان. الترنيمة نفسها نقرأها مع موسى النبيّ بعد أن عبر الشعب العبراني البحر الأحمر وتحرّر من العبودية. إذًا القداسة هي هذا العبور الكبير، العبور من عبوديّة الخطيئة إلى حريّة أبناء الله.
هذا العبور لا يتحقّق إلا بإفراغ الذات من الأهواء للامتلاء بالروح القدس. فالقدّيسون هم العبرانيون الجدد، العبرانيون الحقيقيون، شعب الله الجديد الذي جاهد وانتصر، وهذا معنى كلمة اسرائيل.
هذه الغلبة تأتي بعد جهاد كبير وتوبة مستمرّة. فطالما الإنسان هو في جسده الترابي، طالما يخوض المعارك المتواصلة دون كلل أو كسل. هو جهاد إلى أخر رمق من حياتنا.
وتتجلّى هنا معايير القداسة وإعلان القدّيسين:
«القدّيس هو مَن أضحى، بجهادٍ وصبرٍ، إنجيلاً حيّاً، قولاً وعيشاً، واستقامة ًفي العقيدة «.
أما اجتراح العجائب هي نعمة قد يعطيها الله للقدّيس وقد لا يعطيها، وهي أصلًا لم تكن يومًا شرطًا لإعلان قديس ما. وهناك قدّيسون كثر منذ بدء الكنيسة ليسوا مجترحي عجائب.
١.٣- من يعلن القدّيس، وكيف؟
يقوم المجمع المقدّس الخاص بكل بطريركيّة بإعلان قداسة القدّيس/ة بعد دراسة ملفّه(سيرة حياته/إيمانه) من قبل لجنة كنسيّة مختصّة كلّفت بهذا الأمر. فتقام الصلاة على نيّة الشخص المعلن، وتُكتب له خدمة وأيقونة وتنشر سيرة حياته، ويحدد له يومًا في الروزنامة الكنسيّة كتذكار له في الدورة الليتورجيّة السنويّة.
هذا اليوم يكون يوم رقاده أو استشهاده، لأنه يوم انضمامه إلى قوافل القدّيسين الذي انتقلوا عنّا إلى حياة آبديّة مع الرب يسوع المسيح.