البطريرك يوحنا العاشر يتفقد رعايا بينو وقبولا
البطريرك يوحنا العاشر يتفقد رعايا بينو وقبولا
ويؤكد من هناك "أن ما من قوة تستطيع أن تغربنا عن ديارنا رغم كل صواعد ونوازل التاريخ".
٤ أيار ٢٠١٩
ليا عادل معماري، عكار
" لقد شرفتم يا صاحب الغبطة وحللتم على أرض ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، حافظوا عليها بإيمانهم وسنورثها للأجيال القادمة كشرط وحق وجودي، ونعول على زيارتكم في الحفاظ على هذا الحق المقدس".
بهذه الكلمات، استقبل أبناء رعية القديس ثاودورس للروم الأرثوذكس في بينو البطريرك يوحنا العاشر وراعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس (منصور) والوفد المرافق.
شارك في استقبال غبطته كاهن الرعية الأب يوحنا الشاعر، العميد وليد مجلي ممثلا نائب رئيس الحكومة عصام فارس، الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس البلدية فايز الشاعر والمخاتير خليل كفروني وإيفون الأطرش وحشد كبير من المؤمنين.
بعد الاستقبال، دخل غبطته إلى الكنيسة على وقع إنشاد التراتيل الكنسية وأقام صلاة الشكر على نية أبناء الرعية.
وألقى الأب يوحنا الشاعر كلمة ترحيبية قال فيها:"
بينو اليوم كلها في غبطة لوجودكم بيننا يا صاحب الغبطة كي نتشدد ونتشبث في أرضنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا.
وأضاف، نستقبلكم اليوم في هذه الكنيسة التاريخية المقدسة التي بنيت في العام ١٨٤١م على اسم القديس ثاودورس المشرقي العظيم في الشهداء. كما ان بينو كانت تضم مركزًا لمطرانية عكار الأرثوذكسية حتى العام ١٨٧٠م، ونقلت بعدها المطرانية إلى مقرها الحالي في الشيخ طابا.
وفي العام ٢٠١١م تم تشييد مطرانية بمساحة كبيرة على أرض وقف مار سركيس بهبة من دولة الرئيس عصام فارس صاحب الأيادي البيضاء المعطاءة
.
وختم، نطلب أدعيتكم وصلواتكم يا صاحب الغبطة من أجل أبناء هذه البلدة كي يصبحوا شهودًا حقيقيين للذي مات وقام من أجل خلاص العالم، مقدما" لغبطته أيقونة السيدة العذراء".
من جهته، رد غبطته بكلمة جوابية مؤثرة قال فيها:" ان فرحي كبير لوجودي بينكم اليوم لا بل هو فرح مضاعف، كيف لا وأنا أتكلم عن بينو الوفاء والثبات في الأرض، بينو التي حافظت على إيمانها وقيمها.
وتابع غبطته، نطل عليكم في هذه الأيام الفصحية كي نعيش القيامة في قلوبنا وأذهاننا.
وبعث غبطته تحية الى مطران زحلة سابقا اسبيريدون خوري إبن بلدة بينو وإلى دولة الرئيس عصام فارس رجل الخير والعطاء ولأبناء البلدة المنغرسين في الإيمان والاستقامة ومؤكّدًا أننا باقون في الشرق ومنغرسون فيه انغراس الأرز في لبنان. مقدما للكنيسة إنجيلًا مقدسًا".
بعد الصلاة، توجه الجميع إلى قاعة الكنيسة والتقى غبطته بالمؤمنين مستمعا" إلى تطلعاتهم.
وخلال اللقاء ألقى نديم الأشقر قصيدة مهداة لغبطته.
كما قدم الصحافي إبراهيم طعمة كتابه للبطريرك يوحنا بعنوان "فايز جريج" الفنان الشاعر الإنسان".
ومن بلدة بينو، سار موكب غبطته باتجاه رعية القديسة بربارة للروم الأرثوذكس في قبولا حيث كان في استقباله كاهن الرعية أنطونيوس نعمة، رئيس البلدية فايز الشاعر، العميد وليم مجلي ممثلًا نائب رئيس الحكومة سابقًا عصام فارس، الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس البلدية فايز الشاعر، المختار جود كمون وأهالي قبولا.
بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة على نية أبناء الرعية.
وفي كلمته استعرض الأب أنطونيوس نعمة سلة من الهواجس والهموم التي تشغل بال أبناء الرعية في ظل التحديات الراهنة والتي تطال الشبان والشابات.
وأشاد الأب أنطونيوس نعمة بمزايا غبطته ومسيرته المشرفة للعالم كله مؤكّدًا أن المشتل الروحي هو الذي يدعم مسيرة الوحدة الأنطاكية. "
أما البطريرك يوحنا فقال:"نعم هناك صعوبات وتحديات ولكن ما من قوة في هذه الدنيا تستطيع أن تزيحنا من أرضنا أو أن تغربنا عن ديارنا رغم كل صواعد ونوازل التاريخ.
وتابع، ان التحديات التي تعترضنا يجب أن نقابلها بمزيد من التماسك والتآزر والتعاضد مع بعضنا البعض لأن الكنيسة أولًا وأخيرًا هي الإنسان."
ورأى غبطته أن العائلات في عكار لا زالت متماسكة وقيمها راسخة وصامدة، وهذا ما يدفعنا للقول إن الأم تتقدس بأولادها كما أن الأسرة الناجحة هي الضمان الأساس لتربية الأطفال وتوعية الشبان وعيش خبرات الشركة المسيحية فيما بينها. "
وفي ختام الصلاة، جرى تبادل للهدايا التذكارية وتوجه الشعب المؤمن إلى قاعة الكنيسة ملتمسًا بركة غبطته الأبوية.
واختتم البطريرك يوحنا جولته الرعائية التفقدية في بينو عند دارة النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس حيث تحلقت حول غبطته الوجوه العكارية واصفة إياه برمز استقامة الحق.
وتليت العديد من الكلمات التي أكدت أنه كما ارتأى الرئيس عصام فارس أن تكون دارته في بينو مكرسة لمحبة الله وخدمة الإنسان، فإن عكار تتطلع بوجود غبطته في ربوع عكار لتكون محطة للتلاقي والعيش الواحد.