خدمة صلاة غروب عيد القدّيس يوحنا الرحيم‎

أبحر كورال الكنارة الروحيّة في عمق الترتيل البيزنطي وصدحت من حناجر أفراده أصواتًا تعانقت مع أصوات كورال كنيسة القدّيس يوحنا الرحيم في مدينة ليماسول_ قبرص.

ووسط مشهديّة كنسية وشعبية مهيبة ترأس الأسقف موسى (الخوري) خدمة صلاة غروب عيد القدّيس يوحنا الرحيم، وشاركه في الخدمة متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس، الأسقف نيقولاوس (أماثوس)، الأرشمندريت إسحق بندلي (وكيل المطران أثناسيوس)، الأرشمندريت رومانوس الحناة رئيس دير سيدة البلمند البطريركي، الأرشمندريت ألكسي شحادة مدير دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ولفيف كبير من الآباء الكهنة والشمامسة والرهبان بحضور فعاليات مدينة ليماسول ومؤمنين.

وعلى مدار ساعة نصف، فاح عبير أنطاكية في سماء ليماسول ليؤكّد أن أنطاكية في كل مكان، وشبانها وشبّاتها ثابتون في ديارهم كالصخر، ووجودهم في هذه الكنيسة للمشاركة في احتفالات مرور 1400 سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم لهو رسالة حيّة تنبض بالإيمان المعاش والمحافظ عليه رغم كلّ الصعوبات.

وما بين تراتيل عيد القدّيس يوحنا الرحيم وتقاليد العيد كلمة واحدة تفصل بينهما هي القيامة، قيامة الفرح والمعانقة والمحبّة والسلام، هذه القيامة التي برزت جليًّا مِن الورود الحمراء والبيضاء المنتشرة في باحة الكنيسة الخارجية، ناهيك عن إطفاف المؤمنين الذين غصّت بهم الكنيسة، وهم يتباركون من أيقونة القدّيس يوحنا الرحيم.

أما الأعلام الكنسية التي رُفعت في الباحة الخارجية فهي دليل انتصار الحياة على الألم والموت، انتصار الفرح على الحزن، بالإضافة إلى المأكولات التراثية والألعاب التي تزرع البسمة على وجوه الأطفال الذين استمعوا إلى أناشيد وتراتيل الكورال، علّهم يؤكّدون أن السلام آت، هذا السلام المستوحى من سيرة وحياة القدّيس المحتفى بعيد رقاده 1400 سنة.

كورال الكنارة الروحيّة البطريركي حاز على محبّة وتقدير الشعب القبرصي نظرًا لأدائه المتميّز ولياقته في الإنشاد، هذه اللياقة المنبثقة مِن لياقة أنطاكية.

وتخللت خدمة صلاة الغروب صلاة الخمس خبزات، وأقيم زياح بأيقونة القدّيس يوحنا الرحيم جابت الشوارع والطرقات المجاورة للكنيسة وسط أناشيد وتراتيل كنسيّة.