البطريرك يوحنا في زيارة رعائية لمدينة دير عطية_…
البطريرك يوحنا في زيارة رعائية لمدينة دير عطية_ القلمون ويقيم القداس الإلهي في كنيسة رقاد السيدة ويؤكد"لسنا مع الهجرة ولا مع التهجير إنما مع البقاء."
٤ تشرين الثاني ٢٠١٨
ليا عادل معماري، دير عطية_ القلمون
حط ميلاد الإنسان رحاله باكرًا على أرض مدينة دير عطية، المدينة الواقعة بين جبال القلمون وسلسلة الجبال السورية وسلسلة جبال لبنان الشرقية، هذا الميلاد الإنساني الذي تعانق مع أيقونة ميلاد المخلص التي تزين كنيسة رقاد السيدة للروم الأرثوذكس بدير عطية ليشهد هذا الحدث على ميلاد دير عطية الجديد.
إلى هناك حمل البطريرك يوحنا العاشر عصاه الرعائية متوشحًا بالشعار"بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان"، في زيارة رعائية تفقدية أتت لتؤكد وقوف الكنيسة إلى جانب أبنائها من جهة، والدعوة للتشبث بالأرض والتمسك بها من جهة ثانية.
رافق البطريرك يوحنا في زيارته الأساقفة: موسى (الخوري)، لوقا (الخوري)، أفرام معلولي (الوكيل البطريركي)، وكهنة وشمامسة.
ولدى وصوله إلى مدينة دير عطية، قرعت أجراس الفرح وعلت اصوات الأطفال الملائكية منشدة نشيد الراعي الصالح.
كان في استقبال غبطته والوفد الكنسي المرافق له كاهن الرعية الأب باييسيوس الجريس وفعاليات المدينة وجمهور كبير من المؤمنين وذلك على وقع عزف مراسم الكشافة.
بعد الاستقبال، دخل غبطته إلى كنيسة رقاد السيدة وأقام القداس الإلهي وسط صلوات وتراتيل فاحت من أصوات مجموعة شبان وشابات من كورال الكنارة الروحية.
عاونه في الخدمة كل من الأساقفة: موسى (الخوري) ، لوقا (الخوري)، أفرام معلولي (الوكيل البطريركي)، الأرشمندريت اليان صنيج، الأرشمندريت ألكسي شحادة مدير دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة، بحضور المطران يوحنا عبدو عربش (حمص وحماه ويبرود وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك)، الأستاذة جورجينا رزق عضو مجلس الشعب السوري، الدكتور سليم دعبول نائب رئيس مجلس أمناء جامعة القلمون الخاصة، وفعاليات أمنية وحزبية واجتماعية وجمهور كبير من المؤمنين.
خلال القداس، منح البطريرك يوحنا الأب باييسيوس الجريس رتبة الأب الروحي.
وفي كلمته قال الأب باييسيوس:
فرح كبير يملؤنا يا صاحب الغبطة بزيارتكم الغالية على قلوبنا جميعًا، اليوم افتقدنا الله بزيارتكم لرعيتنا ولمدينتنا التي ارتدت لباس الفرح وشهدت على عرس المحبة والتلاقي بين أبناء هذه المدينة العريقة.
وتابع، أتيتمونا حاملين رسالة المحبة والإخاء تؤكدون خلالها أهمية الحفاظ على هذا البلد ووحدته الوطنية والعيش المشترك.
وأوضح الأب باييسيوس، نعيش في دير عطية التآخي الحقيقي بين المسلمين والمسيحيين وبقدومكم يا صاحب الغبطة يوطد هذا التآخي.
كما أن لقاءنا اليوم وما ننعم به من هدوء وسلام وطمأنينة هو بفضل تضحيات جيشنا الباسل، سائلًا الرب أن يزرع سلامه في سوريا وأن يعيد كل مخطوف إلى دياره وأهله.
وقدم الأب باييسيوس لغبطته أيقونة رقاد السيدة العذراء لتحميه من الشدائد.
وفي عظته الروحية قال غبطته:
ما أجمل أن يجتمع الأخوة معًا، في بلدهم بلد الوفاء والمحبة والعطاء، لقد كنتم في قلبي وكياني منذ اللحظة الأولى.
وأضاف، إن الله قد أبدع الإنسان على صورته ومثاله كما خلق الكون، وبالتالي إن القتل اول والعبث بكرامة الآخرين والخطف كلها مفاهيم ليست من شيم الإنسان الذي أبدعه ربه، لأن الرب أبدع الإنسان من أجل أعمال الخير والصلاح.
وأوضح غبطته، أن الكل يرفض منطق الهجرة والتهجير لأن لغة البقاء هي المطلوبة رغم الفاتورة الغالية التي دفعها الشعب السوري في هذا البلد المحب المؤمن برسالة العيش المشترك مؤكّدًا أننا أصحاب حق لكن هذا العالم يفتقد للعدالة.
وختم، نحن رسل سلام وبحاجة إلى السلام ودعوني أحيي كل أهالي البلدة فردًا فردًا مسيحيين ومسلمين على محبتهم وصمودهم، كما أود أن أبعث من هذه الكنيسة المقدسة رسالة محبة وتقدير إلى أبو سليم الرجل الخير والمعطاء داعيًا له بالعمر المديد.
ثم، قدم غبطته للأب باييسيوس أيقونة والدة الإله تذكارًا لزيارته الرعائية.
بعد القداس، سار البطريرك يوحنا العاشر بمسيرة شعبية سيرًا على الأقدام محاطًا بالإكليروس والمؤمنين وصولًا إلى صالون الكنيسة وذلك على وقع عزف مراسم الكشافة.
وفي صالون الكنيسة تحلق الشعب المؤمن حول غبطته ملتمسًا بركته الأبوية.
بعد ذلك، تفقد البطريرك يوحنا مدافن الرعية رافعًا الصلاة لراحة نفس الراقدين.