البطريرك يوحنا العاشر يتفقد رعية القديس جاورجيوس…
البطريرك يوحنا العاشر يتفقد رعية القديس جاورجيوس في عرنة-جبل الشيخ، وعراضة شعبية وطنية غصت بها ساحة البلدة احتفاءً بقدومه.
والبطريرك يوحنا يؤكد من هناك "نحن عائلة واحدة ونحن بشر ذو تراث وإرث ونتمسك بأصالتنا".
٢٨تشرين الأول ٢٠١٨
ليا عادل معماري، عرنة، جبل الشيخ
"إننا أحببناكم يا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر من خلال معايشتنا اليومية لمواقفكم الشجاعة الصادرة عن طهارة النفس، وها هي عرنة تحتضنكم بعذوبة مائها ونقاء هوائها وشموخ جبالها وعطاء سهولها، قامة وطنية روحية عربية شامخة".
بهذه الكلمات الوطنية المفعمة بالمحبة الأخوية استقبلت بلدة عرنة بمختلف فئاتها الاجتماعية البطريرك يوحنا.
وللمناسبة، أقيمت لغبطته عراضة شعبية عند ساحة البلدة تعانقت خلالها الكنيسة مع الأخوة الموحدين الدروز الذين رصوا الصفوف ليستقبلوا رسول السلام البطريرك يوحنا العاشر.
ومن ساحة البلدة، سار غبطته والوفد الكنسي المرافق له سيرًا على الأقدام محاطًا بلفيف من الأساقفة والكهنة والمشايخ والمؤمنين وصولًا إلى كنيسة القديس جاورجيوس، حيث تسابق الشعب المؤمن على قرع جرس الكنيسة احتفاءَ بقدوم غبطته وذلك على وقع إنشاد التراتيل وعزف مراسم القديس جاورجيوس.
بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في الكنيسة بحضور أئمة ومشايخ من طائفة الموحدين الدروز على رأسهم: الشيخ أبو نبيه سليمان كبول، القاضي الشيخ أبو عبدالله سليمان مسعود، رئيس البلدية محمد كبول، مختار عرنة حسين محمود كبول وفعاليات، حزبية، أمنية، روحية ومؤمنين.
بعد الصلاة، أقيم احتفال تكريمي لغبطته في صالون الرعية استهله السيد يوسف شاهين بكلمة ترحيب وتعريف بغبطته قائلاً:
"ها هو الراعي الصالح بين قطيعه، أتى ليجمع الشمل ويشد على الأيادي، إنه قامة لا تنشد إلا المحبة وفيضا" من النعمة ينسكب".
ثم، ألقى فضيلة الشيخ سلمان حسين كبول كلمة أهالي عرنة وقال:
" مسيح الحق الذي استشهد على الصليب في سبيل إنقاذ البشرية عليه السلام (أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم انا تحبون أنتم بعضكم بعضا)، فهذه مسيرة وتربية ورثناها في هذه القرية عن أسلافنا. فنحن عائلة واحدة تجمعنا الأفراح كما توحدنا الأحزان، فنحن أسرة واحدة في هذا الوطن الواحد سورية العربية التي عشقناها.
وتساءل:
"وهل هناك أفضل من أن تحب لأخاك ما تحبه لنفسك، فنحن أخوة" في الإيمان وإخوة في الأوطان وإخوة في إعادة البنيان. فأهلًا وسهلًا بكم يا صاحب الغبطة على أرض التجلي الإلهي طالبين من الله أن تنجلي كل المصائب عن وطننا المجيد ونبقى أخوة متحدين على عمل الخير وخدمة المجتمع".
بعد ذلك، ألقى راعي أبرشية حمص وما يليها المتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم) كلمة مؤثرة عبر فيها عن محبته لبلدته عرنة مسقط رأسه ولسعادته بزيارة البطريرك يوحنا العاشر إلى عرنة قائلاً:
"إن زيارتكم يا صاحب الغبطة هي زيارة بركة وسلام، فأنتم أهل البيت والبيت يكبر بمحبتكم أنتم، وبوجهكم المشرق المعطاء للجميع والذي يستشف منه المؤمن إيمانًا عميقًا.
مقابل ذلك، رد غبطته بكلمة جوابية شاكرًا وقائلًا:
"إنه ليوم تاريخي سيكتنز أفئدتي ووجداني حيث تذكرنا في جبل الشيخ عبارات الوفاء المروءة الصمود، تذكرنا الثبات في هذا الجبل الشامخ."
وتابع، "لقد قطعنا بصعوبات كثيرة أعاقت اجتماعنا مع بعضنا، ولكننا نلتقي اليوم لنوجه رسالة إلى كل أنحاء العالم بأننا كلنا عائلة واحدة تعيش بروح المحبة والتلاقي، نحن خلائق الله وعلينا أن نتحلى بنوره وبفضيلته لأننا أصحاب حق وعدالة وإن كل ما حصل في ديارنا هو أمر مرفوض وغريب عن قيمنا وثقافتنا.
وأوضح غبطته، نحن في جبل الشيخ (جبل حرمون)، هذا الجبل المقدس الذي وطأه القديسون والرجال العظام، فنحن معكم وإلى جانبكم في جبل الشيخ والسويداء وجرمانا وفي كل المناطق والدليل على ذلك أن بطريركيتنا قد وقفت إلى جانبكم أثناء حادثة السويداء وقدمت ما بوسعها من مساعدة لتؤكد روح الأخوة والتلاقي والمحبة."
وختم كلمته بالقول:
"بوركت عرنة وبورك هذا الشعب الطيب، واسمحوا لي أن أحيي المطران جاورجبوس (أبو زخم) وهو ابن هذه البلدة العريقة التي أنبتت الغرس الصالح أمثال المطران جاورجيوس، كما أحيي كل الشهداء وكل من هو في ضيق أو شدة نتيجة الظرف الذي تمر به بلادنا اليوم".
في ختام الجولة، التمس الشعب المؤمن بركة البطريرك يوحنا العاشر الأبوية.
كما بارك غبطته دارة المتروبوليت جاورجيوس أبو زخم في عرنة لتنشد بركته نشيد الأخوة والمحبة.