البطريركان يوحنا وإيريناوس يقيمان القدّاس الإلهيّ…
البطريركان يوحنا وإيريناوس يقيمان القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس سابا المستنير في بلغراد.
البطريرك إيريناوس يقلّد البطربرك يوحنا وسام القدّيس سابا من الدرجة الأولى.
والبطريرك يوحنا يؤكّد "نحن مؤتمنون أن نحفظ الأرثوذكسيّة واحدة موحّدة في وجه ما يعصف عالمنا مِن انقسامات نتجاوزها بمن أرادنا واحدًا".
١٤تشرين الأول ٢٠١٨
سرّ الشكر الإلهيّ، وحدة الإيمان والشهادة ليسوع المسيح، معانقة كنسية أنطاكية صربيّة، كلّها عناوين روحيّة طبعت القدّاس الإلهيّ الذي أقامه البطريركان يوحنا العاشر وإيريناوس في كنيسة القدّيس سابا المستنير في مدينة بلغراد - صربيا.
شاركهما مِن الجانب الكنسيّ الصربيّ: المتروبوليت بورفيريوس (زاغرب)، المطران يوحنا (شوماديا)، وكهنة وشمامشة.
ومِن الجانب الكنسيّ الأنطاكيّ: المطارنة باسيليوس (منصور) متروبوليت عكار وتوابعها، جوزيف (زحلاوي) متروبوليت نيويورك وسائر أميركا الشمالية، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الأرشمندريت الكسي شحادة، الأرشمندريت بوركوبيوس طيّار، والشمامسة جورج يعقوب ويوحنا المسيح.
وحضر القدّاس كلّ مِن مفتي صربيا فضيلة الشيخ عبدالله نعمان، المونسنيور فيليب كولناغو ممثّلًا السفير البابويّ في صربيا، السفيرة اللبنانّية في صربيا ندى العقل، والقائم بأعمال السفارة السوريّة في صربيا السيّد عثمان صعب، الدكتور الياس الحلبي، المحامي كارول سابا، وفعاليّات وجمهور كبير من المؤمنين ضاقت بهم أروقة الكنيسة.
قبل البدء بالقدّاس، ترجّل البطريركان عند مدخل الكنيسة وسارا في مسيرة روحيّة تعانقت خلالها الكنيستان الأنطاكيّة والصربيّة على وقع قرع الأجراس وإنشاد التراتيل وصولًا إلى الكنيسة حيث ارتدى القدّاس حلّة كنسيّة تميّزت بالطابعين العربيّ والصربيّ.
في ختام القدّاس، ألقى قداسة البطريرك إيريناوس كلمة قال فيها:
"نشكر الرّبّ على هذا الاستحقاق الذي أعطانا إيّاه في عيد وشاح والدة الإله، أن نتقاسمه مع أخواننا الأحبّاء مِن كنيسة أنطاكية، ومع راعيها أخينا بالرّبّ البطريرك يوحنا العاشر، ولا يسعنا في هذه المناسبة السلاميّة الغالية على قلوبنا سوى أن نستذكر كنيسة أنطاكية المقدّسة بمؤسسيها القدّيسين بطرس وبولس، كما لا يمكننا أن ننسى أعمالهما التبشيريّة في أنطاكية كما هو معروف على أبواب دمشق، وغيرهم مِن الرسل والقدّيسين الذين ضحّوا بحياتهم المقدّسة، وأعمالهم شهادة لسر الإنجيل، ودافعوا عن إيمانهم الأرثوذكسي من الهراطقة والمنشقّين.
وهذا ما يشكّل حافزًا ليجمع بين كنيستنينا الأنطاكيّة والصربيّة، ناهيك عن أسباب كبيرة مشتركة بين كنيستينا ألا وهي حمل صليب المعاناة نفسه.
فما يجري اليوم في سوريّة سبق وعاشته صربيا لأنّها حافظت على إيمانها الأرثوذكسيّ، هذا الإيمان الذي أعطاها القوة وقادها إلى القيامة.
وختم قداسته، إن هذا اللقاء السلامي اليوم يملؤنا فرحًا ونعمةً وقوى كي نتغلّب على الصعوبات وصليب المعاناة".
مقابل ذلك، رد غبطته شاكرًا، وممّا جاء فيها:
“إن المجمعيّة السليمة المرتكزة بالدرجة الأولى إلى كأس الشركة الواحدة هي الركيزة والأساس.
لقد ابتدأ التحضير لمجمع أرثوذكسيّ كبير منذ مطلع القرن الماضي. لكن خيبة أملنا كأنطاكيين مِن التسرّع في عقده مِن دون حلحلة عقد كبيرة، حالت دون اشتراكنا مع ثلاث كنائس أخرى في مجمع كريت ٢٠١٦.
نذكر وبألم شديد ما بدر مِن تعدٍ مقدسي علينا بإقامة أبرشيّة لبطريركيّة القدس في قطر في آذار ٢٠١٣، وإقامة مطران عليها رغماً عنّا.
ونذكر أيضاً وبالمرارة عينها فشل العمل الأرثوذكسيّ الجامع لحلحلة هذا الملف، ممّا حدا بِنَا إلى قطع الشركة مع بطريركيّة القدس، وذلك بعد استنفاد كافة السبل إلى حل الملف وتصلب الموقف المقدسي تجاه كلّ المبادرات.
"أقول كلمةً هنا وللتاريخ: أنطاكية المسيحيةِّ الأولى والمجمعيةِّ الرسوليةِّ أُجبرت أن تكون خارج كريت ٢٠١٦، ولَم تشأ مِن ذاتها أن تكون.
صلاتنا إلى المسيح يسوع، في هذه الأيّام التي نسمع فيها عن تحرّك رياح الاستقلاليّة الكنسيّة في أكثر من مكان، أن يدرأ عن كنيسته كلّ أمواج الإثنيّة الطاغية، ويحفظ وحدة كنيسته وسط ألغام السياسة وتقلّبات التاريخ وروح الفرديّة الهدّامة، فتلتمع فيها صورة مجده.
المسيحيون لا يحتاجون حمايةً لهم، بل يطلبون سلاماً وأمناً لهم ولغيرهم في الأرض التي يحيون فيها مع كلّ الأطياف.
أعطُوا سلاماً للشرق لتروا كيف يحيا الكل فيه بوئام.
الشرق الأوسط يا أحبّة أكبر مِن مجرّد أرض".
وفي ختام كلمته رفع غبطته الصلاة من أجل سوريّة ولبنان وسائر المنطقة، "سائلًا التوفيق لفخامة رئيس البلاد ولمعاونيه لما فيه خير هذا الشعب الطيب."
بعد تبادل الكلمات، وعلى وقع عبارة مستحق قلّد قداسة البطريرك إيريناوس البطريرك يوحنا وسام القدّيس سابا مِن الدرجة الأولى وهدايا تذكاريّة أخرى.
وبدوره، قدّم غبطته عصا الرعاية للبطريرك إيريناوس مِن صنعٍ دمشقيٍّ كي يستذكر في صلواته الكنيسة الأنطاكيّة إكليروسًا وشعبًا، ولا سيّما أبناء الكرسيّ الأنطاكيّ في سوريّة.
في الختام، تبادل الجميع الصور التذكاريّة.
وإلى جانب القدّاس، قدّم قداسة البطريرك إيريناوس للوفد الكنسيّ الأنطاكيّ هدايا تكريميّة، كما قد قدّم البطريرك يوحنا للوفد الكنسيّ هدايا تذكاريّة أيضًا، بالإضافة إلى صليب للأرشمندريت بوركوبيوس طيّار عربون محبّة تقدير لعطاءاته في خدمة الكنسيّة.