كلمة المجمع الأنطاكي المقدّس

2013-02-10

كلمة المجمع الأنطاكي المقدّس
في تنصيب صاحب الغبطة
يوحنا العاشر
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
ألقاها سيادة المطران جاورجيوس،
راعي أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)



"إذهب إلى بني شعبك وقلّ لهم كلام السيّد الرب،
سواءٌ سمعوا أم لم يسمعوا"

من أين لك سيدي أن تقول لنا كلام السيد الرب؟ أذكر أن الكنيسة المقدسة لما جيء بك إلى المذبح لتُقامَ أسقفًا جعلت الإنجيل مفتوحًا على رأسك لتعبّر لك رمزيًا على أنك تجيء من هذا الإنجيل فقط وليس من دنياك ولا من انفعال بشري لأنك أنت لا تتأثر إلا بكلمة الله التي نزلت عليك مرة وإلى الأبد من كتاب الله.


ولم نُجلسك على سدّة اصطنعناها من هوانا أو من هواك. لقد قال لك ربك يا يوحنا تحنن على قطيعي بما هو عندي لا بما تحمله من بشرتك، هذا يجعلك تقول: "أنا عبدك يا رب، عبدك أنا وابن أمتك".


إن غدوت هكذا تصير معلّما فالتعليم من التواضع الذي يرفع وحده رئيسَ الكهنة إلى المهابة والقوة ويعطيه عصا الرعاية يدفع بها عن الرعية المُفتداة كلّ هشاشة وجهل ليجعلها في المقامات العلى من المجد الإلهي.


وافهم أن الإنجيل وجد ليُصبحَ كلّ منا إنجيلاً حيًّا أي كلمة الله. كلّ ما يقوله الناس عن قوة الأسقف وهيبته ينبغي ترجمته أن لا قوة إلاّ بالكلمة والتسلّح بكل مقتضياتها. هي التي توحي بحكمة الله. نحن الأساقفة لسنا أساتذة إدارة ومال واقتصاد. نحن نصير أساتذة الإنجيل إن خضعنا له ولُكناه أي صرناه في أعماق نفوسنا وفي كلّ أحكامه.


من لا يبغي أن يخضع في ترابيته لهذا الإنجيل ليس له محل بيننا. إنه قد أضاع العنوان ويذهب بكرامته إلى حيث ابتغى. الذين يحبون ربنا يسوع المسيح والذين لا يحبونه واجبهم أن يفترقوا ليبقى بيت الله سليم البناء.


هذا أوان التجدد يا سيدي. حلولك في واجهة مدينة الله أنطاكية العظمى أمرٌ نفذ إليك من فوق لتطردَ اللصوص من الهيكل وتجعله مكانًا لائقًا بالرب. ذكّر كل من أخطأ أن لا مكان للهشاشة والخيانة بعد اليوم. "الأشياء العتيقة قد مضت. ها كلّ شيء صار جديدا" إن ثوب المسيح غير المخيط سنعمل المستحيل للحفاظ عليه في شراسة كبيرة. لقد ذهبت أزمنة السوء وأطلّ فجر القيامة.


المطران جورج خضر