من هو القدّيس؟
٢- من هو القدّيس؟
الصفات التي نطلقها على الله كثيرة: ملك الملوك، رب الأرباب، إله الصباؤوت، ولكن هناك ترنيمة في سفر الرؤيا تحمل شيئًا مختلفًا، فتقول: «عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَقٌ هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ!» (رؤ٥١:٣)
«يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِين» : هنا تتجلّى الصورة للمسيح الفادي وشعبه.
هذه الترنيمة هي ترنيمة الظفر، وتبدأ بالإشارة إلى الغالبين على الوحش (أي المجرّب، الشرير، إبليس)، وهم واقفون ومعهم قيثارات الله، وقد خرجوا منتصرين غالبين الشيطان.
الترنيمة نفسها نقرأها مع موسى بعد أن عبر الشعب العبراني البحر الأحمر وتحرّر من العبودية.
إذًا القداسة هي هذا العبور الكبير، العبور من عبوديّة الخطيئة إلى حريّة أبناء الله.
وهذا العبور لا يتحقّق إلا بإفراغ الذات من الأهواء للامتلاء بالروح القدس.
فالقدّيسون هم العبرانيون الجدد، العبرانيون الحقيقيون، شعب الله الجديد الذي جاهد وانتصر، وهذا معنى كلمة اسرائيل.
وهذه الغلبة لا تتحقّق غالبًا مِن المعركة الأولى، بل هي جهاد كبير وتوبة مستمرّة طالما الإنسان هو في جسده الترابي. جهاد إلى أخر رمق من حياتنا.
وتتجلّى هنا معايير القداسة وإعلان القدّيسين:
القدّيس هو مَن أضحى إنجيلاً حيّاً، قولاً وعيشاً، واستقامة ًفي العقيدة.
فمعايير إعلان القداسة: استقامة الحياة واستقامة العقيدة.