القدّيس البار داود التسالونيكي
القدّيس البار داود التسالونيكي
القرن السادس
أصله:
موطن القدّيس داود بلاد ما بين النهرين.
ترهبه:
هجر داود موطنه منذ وقت مبكّر. نبذ كل تعلّق بالعالم وحمل صليبه وتبع السيّد. صار راهباً في دير القدّيسَين ثيودوروس ومركوريوس المسمّى دير الكوكولاتيس، أي الرهبان ذوي المعاطف بقبّعة الرأس، في تسالونيكية. عاش حياة زهد وتقشّف مسترشداُ بالكتب المقدّسة وحياة القدّيسين.
تنسّكه:
تأثر قديس الله تأثراً كبيراً بسيرة القدّيسين العموديين مثل سمعان العمودي الكبير وسمعان العجيب ودانيال العمودي وغيرهم. فسار على خطاهم ، حتى تسلّق شجرة لوز كانت يمين الكنيسة واستقرّ على غصن كعمودي من نوع جديد. جعل نفسه مشهداً للملائكة والبشر، وكابد بصبرٍ قسوة الأحوال الجوية.
اعتزاله في قلاية:
طريقة نسك داود. جلبت أناساً غيارى، راغبين في حياة الرهبنة إليه. هؤلاء ابتنوا له قلاية. كي ينزل وينسك فيها. جواب داود لهم أنّه لن ينزل قبل ثلاث سنوات بعد أن يكون قد تلقّى من ربّه علامة. فلمّا انقضت الفترة الموعود بها نزل داود عن الشجرة بحضور رئيس أساقفة تسالونيكية دوروثيوس وحشد من الإكليريكيّين. جرى الاحتفال بالقدّاس الإلهي ثمّ دخل القدّيس معتزله مواكباً بالتراتيل والتسابيح. كانت صلاته متواترة وبلا تشتت لذلك اقتنى من لدن الله فيضاً من النعمة والبركة.
رقاده:
منّ الله على رجله داود بنعمة معرفة ساعة رحيله من العالم الأرضي إلى العالم السماوي. فلمّا حانت الساعة أعلن داود لتلميذيه أن ساعته دنت. فبعدما أعطاهما قبلة السلام ورفع إلى ربّه صلاته الأخيرة أسلم نفسه المغبوطة بين يدي الله. كان ذلك حوالي العام 540م. انبعثت من جسد القدّيس رائحة طيب إثر وفاته وعبقت في المكان.
عجائب عديدة جرت برفاته عبر الأجيال. نقله اللاتين، خلال الاحتلال اللاتيني لتسالونيكية سنة 1222م، إلى بافي الإيطالية. وقد أُعيد إلى كنيسة تسالونيكية سنة 1978م.
طروبارّية أبينا البار داود باللحن الرابع
أزهَرتَ كالنَّحلة أثمارَ الفضائل، إذ نَسَكتَ كَمَن لا جسدَ له في شجَرَةِ اللوز، يا أبانا البارَّ داوود. لهذا تمتلئُ تسالونيكي فَرَحاً مِن قِبلِ الرَّبّ، بآلام فِلاحَتِكَ حائِزَةً على ثِمارٍ سامية، وتُكَرِّمُكَ بما أنَّكَ شفيعٌ حارٌّ عند مُحبِّ البشر.
طروبارية باللحن الرابع
أغرقتَ صَخَبَ الحياة بتسابيحكَ، وجعلتَ بيتَكَ في أغصانِ شجرةِ اللوز، وطَهَّرْتَ نفسَكَ من تَفاهاتِ الحياةِ الأرضيَّة. ولم تَرُدَّ الطَّالِبينَ منكَ المعَونة، بل كُنتَ تُلهِمُهُم وَتُوَزِّعُ الإرشادَ الإلهيَّ كتغريدٍ شَجِيٍّ. فالآنَ بما أنَّكَ سَمَوتَ إلى أعالي الحدائقِ الأبديَّة، أُذكُرْ كُلَّ مُكَرِّميكَ أيُّها القديسُ داوود.
طروبارية باللحن الثامن
بكَ حُفظت الصورة باحتراس وثيق أيها الأب داود، لأنكَ قد حملتَ الصليب فتبعتَ المسيح، وعملتَ وعلَّمتَ أن يُتغاضى عن الجسد لأنهُ يزول، ويهتم بأمور النفس غير المائتة. فلذلك أيها البار تبتهج روحكَ مع الملائكة.