البطريرك يوحنا العاشر يقيم خدمة تنصيب المطران…
البطريرك يوحنا العاشر يقيم خدمة تنصيب المطران باسيليوس (قدسيّة) في سيدني، ويؤكّد من هناك"إنّنا نريد البقاء في الأرض حيث شاء الرّبّ أن نولد ونعيش هناك. فأعطونا السلام".
سيدني، ١٦كانون الأول ٢٠١٧
وسط حضور شعبي كبير فاح منه عبير التوهّج الأنطاكيّ، ترأّس البطريرك يوحنا العاشر خدمة تنصيب المطران باسيليوس (قدسيّة) المنتخب على أبرشيّة أستراليا ونيوزيلندا والفليبين، خلال صلاة شكر اقيمت في كاتدارئيّة القدّيس جاورجيوس في سيدني - أستراليا، في حضور رئيس المجلس التشريعيّ في ولاية NSW - سيدني، السفير اللبناني في سيدني ميلاد رعد، القنصل للفخريّ للجمهوريّة العربيّة السورية في سيدني ماهر دباغ، رئيس بلديّة هو نسبي فيليب رادوك، والمطارنة: متروبوليت صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس (كفوري) ، مطران الموارنة في أستراليا انطوان طربيه، مطران الملكيين الكاثوليك في أستراليا روبير ربّاط، مطران السىريان الأرثوذكس في أستراليا ملكي ملكي، الأنبا دانيال عن الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في أستراليا، المطران مار ميليس زيا عن الكنيسة المشرقيّة الأشوريّة في أستراليا، المطران مار يعقوب دانيال مطران الكنيسة الأشوريّة الشرقيّة القديمة، المطران ٱيميل نونا عن الكنيسة الكلدانيّة في أستراليا، مطران الأرمن الأرثوذكس في أستراليا نجاريان، المطران جورج من كانبرا عن الكنيسة الروسيّة الأرثوذكسيّة، المطران سلوان عن الكنيسة الصربيّة الأرثوذكسيّة، الأسقف ألكسندر مفرج من أبرشيّة أميركا، الأرشمندريت غبريال عن الكنيسة الماسودنيّة، الأرشمندريت سفرونيوس عن الكنيسة اليونانيّة الأرثوذكسيّة، الأرشمندريت نبيل خشاب، الأرشمندريت ألكسي شحادة مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في بطريركية أنطاكية، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، راهبات العيلة في أستراليا، ٱباء كهنة وشمامسة وحشد كبير من أبناء الأبرشيّة الذين وفدوا للمشاركة في هذا الحدث الأنطاكيّ التاريخيّ.
بعد نهاية صلاة الشكر، وعلى وقع عبارة مستحق، سلّم البطريرك يوحنا للمطران المنتخب عصا الرعاية ناقلًا أدعيته القلبيّة له ولأبناء الأبرشيّة.
البطريرك يوحنا عبّر في كلمته الروحيّة عن"الإعتزاز بأبناء الكنيسة الأنطاكيّة في الإنتشار الذين حملوا إنجيل المسيح في قلوبهم، وبنوا كنائسهم، وعّمدوا أبناءهم على الإيمان الأصيل الذي تلقوّه من ٱبائهم، منوّهًا بجهود المثلث الرحمات المطران بولس (صليبا)، مستذكرًا أيضًا المطران جبران (رملاوي) وما حقّقه في هذه الأبرشيّة، ناقلًا إلى المؤمنين محبّة الأهل في الديار الأم، المحبّة المجبولة بالألام، تلك الألام التي أتت نتيجة ما يحصل في تلك الديار، وبخاصة في سورية من قتل وخطف وتدمير، وكلّها أمور غريبة عن مجتمعنا ولا نعرفها، لأنّنا شعب يؤمن بالمحبّة، ويؤمن بإحترام الإنسان والعيش المشترك مع سائر أطياف المجتمع.
وبالرغم من كلّ الصعاب، لا زلنا نعيش مع أخوتنا المسلمين علاقات طيّبة.
واضاف غبطته، نحن من طلّاب السلام ومدعاته، ونحمل رسالة السيّد السلاميّة، وننشد السلام الذي يفضي الى الحلول السلميّة تجاه ما يحصل في الشرق الأوسط وليس إلى الإقتتال والحروب.
وأشار غبطته، إلى أّننا باقون في ديارنا ومغروسون فيها كأرز لبنان الذي لا يهزه شيء، رافعًا الصوت عاليًا. لسنا مع الهجرة ولا مع التهجير، إنّما نريد البقاء والثبات في الأرض حيث شاء الرّبّ أن نولد ونعيش هناك.
كما إستذكر غبطته ملف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم مستنكرًا الصمت الدوليّ المريب بحقّهما متمنيًّا أن يصار إلى معرفة مصيرهما، ومؤكّدًا أن كنيسة أنطاكية هي الكنيسة التي عشقت سيدها وعاشت بموجب تعاليمه ووصاياه، لذلك هي اليوم توصف بأنّها كنيسة شهيدة وشاهدة".
هذا وتوجّه إلى المؤمنين بالقول:
"إنّنا فخورون بكم ونحبّكم ونثمّن محبّتكم لكنيستكم الأنطاكيّة وحنينكم الدائم لها.
أنتم إمتداد للكنيسة الأنطاكيّة في أستراليا، وجعلتم من كنيستكم ذاك الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب، لهذا إنّكم تعيشون في أستراليا مواطنين صالحين تتحلّون بالقيم والخلقية“.
أمّا المطران الجديد باسيليوس (قدسيّة) فتحدّث بكلمة روحيّة مؤثّرة قال فيها:
"الشكر والتمّجيد والتسّبيحُ أولّاً لربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوعَ المسيح، رئيسِ الكهنةِ العظيم، الذي أهلني بوافر محبّته ورحمته أنا عبدَه الخاطئ وغيرَ المستحق، إلى نعمة رئاسة الكهنوت، إلى هذه الخدمة الشريفة والمباركة، وتاليًا لكم يا صاحب الغبطة وللسادة المطارنة على الثقة التي منحتموني إياها.
في تعليم آباء كنيستنا المقدّسة أنّ درجاتِ الكهنوتِ الثلاثة - الشموسيّة، الكهنوت والأسقفيّة - تقابل الدرجات الروحيّة الثلاثة - الطهارة، الاستنارة، والتألّه.
فالشمّاس يجاهد ضد الأهواء، هو في مرحلة الطهارة، والكاهن هو من اقتنى الإستنارة الروحيّة، أمّا الأسقف فهو من يسعى إلى الكمال و الإتّحاد بالله.
واضعاً نصب عينيّ تعليم كنيستنا هذا، أجد نفسي بعيدًا كلّ البعد عن استحقاق درجة رئاسة الكهنوت، ولكن إيماني الكامل بالنعمة الإلهيّة التي في كلّ حين "للمرضى تشفي وللناقصين تكمّل“، والتي انتدبتني لهذه الخدمة الشريفة، وشفاعات الكليّة القداسة والدة الإله والدائمة البتولية مريم، وصلوات غبطتكم، وصلوات السادة المطارنة والأساقفة والآباء وجميع الشعب الحسن العبادة، لي رجاء كامل أن هذا الكنز، نعمةَ رئاسةِ الكهنوت، الموضوع في آنيّة نفسي الخزفيّة سوف تعضدني وتقوّيني في خدمتي التي انتُدبت لها، خدمة الشعب المؤمن في أبرشيّة أستراليا، نيوزيلاندا والفيليبين.
وتابع، عندما وصلت إلى أبرشية أستراليا في العام ٢٠١٠ للخدمة بطلب من المثلّث الرحمات المطران بولس (صليبا)، تعلمتُ هناكَ أن الغرُبة في المفهوم المسيحي هي ليست فقط في الاغتراب، أي في الابتعاد عن الوطن الأم، لكن بحسب تعليم آباء الكنيسة، الغُربة هي الإعراض النهائي عن كلّ شيء يعيقنا في وطننا عن بلوغ التقوى التي نشدوها.
تصبح الغربة مُنطلقٌ للشوق إلى الله ومدرسة للإتّكال الكامل على رحمته ومحبّته. بحسب القدّيس يوحنا السلمي، هي "كثرة الحبّ وتوغّل في الصمت".
من هنا يُصبح للغربة فعل إيجابي وبنّاء على المستوى الروحيّ والرعويّ والكنسيّ.
في الغربة أيضاً اختبرت قول السيّد له المجد: "كلّ من ترك بيوتًا او إخوة او أخوات او ابًا أو أمًّا يأخذ مئة ضعف في هذ الزمان“.
هذا ما أشعرني به الشعب الأنطاكي في أبرشيّة أستراليا أن كلَّهم إخوة واخوات، آباء وأبناء.
وأضاف، في هذا اليوم وأنا واقف أمام غبطتكم مُقتبلاً نعمة رئاسة الكهنوت، أود أن أعبّر عن شكري وامتناني العميقين لكل من تعِب معي وربّى وصلّى وعلّم، وهنا لا أستطيع إلّا أن أذكر أن محبّتي للخدمة الكهنوتيّة وللعمل الكنسيّ، قد ابتدأت كبذرة في اللاذقيّة زُرعت في مدارس الأحد الأرثوذكسيّة تحت بركة ملاك اللاذقيّة المطران يوحنا، وفي الأديرة الأرثوذكسيّة في كرسينا الأنطاكيّ، ونمت في رحاب معهد القدّيس يوحنا الدمشقي ودير سيّدة البلمند يوم كان غِبطَتُكم عميدًا للمعهد، ثم كَبُرت في فترة دراستي في اليونان.
وقد اكتمل نموّها في خدمتي تحت بركة ملاك حلب، المطران بولس، الحاضر في صلواتنا والمُغيّب بفعل الأسر، والتي نضم صلواتنا إلى صلواتكم المقدّسة ليُعيده الله إلينا وإلى كنيسته سالماً معافى مع جميع المخطوفين من كهنة وعلمانيين.
هكذا فإن هذه البذرة، بذرة خدمتي الكهنوتيّة، إذ نمت بفضل صلوات كلّ من أحبّني في ضعفي، قد أينعت خدمتي في أبرشيّة أستراليا تحت بركة المثلّث الرحمات المطران بولس (صليبا).
وختم كلمته، أشكر إخوتي أبناء أبرشيّة أستراليا ونيوزيلاندا والفيليبين على محبّتهم وصلاتهم. أشكر كلّ من جاء اليوم من قريب ومن بعيد من أصدقاء وأحبّاء من أجل أن يصلّي معنا اليوم مؤكّدًا إلتزام الأبرشيّة الثابت بالبلاد الأم، وبالكنيسة الأنطاكيّة شاكرًا للبطريرك حضوره لافتًا إلى المعاناة التي ينقلها البطريرك أينما حلّ، والتي تكمن في ٱلام أبناء الكنيسة في الشرق الأوسط“.
بعد ذلك، قدم المطران باسيليوس (قدسيّة) أنغولبيون للبطريرك يوحنا العاشر.
هذا وقد توالى على الكلام كلّ من الأسقف ألكسندر مفرج، المطران سلوان والمطران رباط، مقدّمين التهنئة بتنصيب المطران الجديد باسيليوس (قدسيّة) مشدّدين على الإعتزاز بأبناء الكنيسة الأنطاكيّة، والذين زرعوا لبنان والشرق في قلوبهم معبّرين عن محبّتهم ودعمهم للمطران باسيليوس (قدسيّة).
وبعد الصلاة، تحلّق الشعب المؤمن حول الأب الروحيّ البطريرك يوحنا العاشر، والمطران الجديد باسيليوس في صالون الكنيسة متطلّعين إلى غد مشرق ومستقبل كنسيّ واعد في عهد المطران الجديد.
#يوحنا_العاشر_أستراليا
#يوحنا_العاشر