مخاطر الجنس الافتراضي
مخاطر الجنس الافتراضي:
الموضوع:
لا تنفكّ صناعة الأفلام والألعاب الإباحيّة تخترع أساليب جديدة.
آخرها ما يُسمّى بالجنس الافتراضيّ ضاربةً بعرض الحائط أن اللذّة الفرديّة دون شريك طبيعي نتائجها النفسيّة والجسديّة جدًا مضرّة.
بخاصةٍ، أن خطر الإدمان علبها يزيد الأمر صعوبةً، وشهادات الذين تحرّروا من هذا المرض خير شاهد على ذلك.
العلم والطب:
إذا أخذنا ما أثبته العلم والطب من أن الإشباع في اللذّة لا يعرف حدودًا ولا يتحقّق بل يسعى دائمًا إلى المزيد، تكون البشريّة قد دخلت في نفقٍ مظلمٍ جديدٍ نهايته قعر جهنم.
وللتذكير فقط، أن العلم يُثبت بدراسات عدّة عدم صحّة نظريّة "الليبيدو" التي أطلقها سيغمون فرويد. (يمكن مشاهدة فيلم A Dangerous Method للاطّلاع أكثر على عدم صحّة هذه النظريّة).
فتحويل الجنس إلى
حالة من الممارسة المنفصلة عن الحب تجعل من الإنسان وحشًا قاتلًا.
الصادم في الموضوع أن هناك أصواتا بدأت تصيح مدعيّةً أن هذا الاختراع سيخفّف من جرائم الإغتصاب اليومّية التي تحدث في أميركا وأوروبا.
طبعًا هذا الادّعاء غير صحيح على الإطلاق، وقد اعترض عليه كثير من العلماء والأطبّاء.
معلومات مساعدة:
وتثبت الدراسات العلميّة أن ما يقف خلف ارتفاع نسبة الانتحار والجرائم والاغتصاب إحباط على مستوى الفرد من النواحي العاطفيّة والتربويّة والمعيشيّة.
وإنّما للنواحي العاطفيّة الحيّز الأكبر، وأبشع أنواع الجرائم الفرديّة هي الجرائم العاطفيّة.
كلّ هذا يعزّز الغرائز الحيوانيّة عند الإنسان ويُبعده عن سموّ ما خُلِقَ عليه، ويقوّي حب الأنا والانغلاق في عالم عنوانه التواصل.
غريب كيف في ظل التواصل المفتوح والمتقدّم جدًا يزداد الإنسان انغلاقًا على نفسه؟.
أكثر الأدوية المباعة عالميًا في القرنين العشرين والواحد والعشرين في الدول التي تُسمّى متطورة ومتحضّرة وتُعتبر نموذجًا يجب اتّباعه هي أدوية الإحباط والأعصاب.
لقد بات اليوم التمييز بين ما هو واقعي وإفتراضي ضائعًا في عالم النظريّات الهشّة والمدمّرة وثمارها الفاسدة الواضحة التي لا تحتمل الجدل.
فلا مانع من التطوّر التكنولوجي ولكن للبناء ولليس للهدم، وللخير وليس للشر.
وليبقى الإنسان صورة الله ومشروع قداسته، وتبقى الحماية الأولى الإيمان والوقاية والعائلة.
فقد تجسّد الله وأصبح إنسانًا ليرفعنا إليه، ونحن أيقونته.
الإنسان وعواطفه ومشاعره:
كون الله خلق الإنسان على صورته كمثاله، والإنسان هو كتلة مشاعر وأحاسيس، وهذا شيء حسنٌ جدًا، إلّا أنّ هذه الأحاسيس والمشاعر إن تغذّت بطريقة خاطئة تؤدّي إلى نتائج كارثيّة لا بل مدمّرة.
الإنسان عنده ”وعي“ و”لا وعي“، وكلّ ما يراه ويشاهده ويتفاعل معه يتخزّن في اللاوعي، ويشكّل طبقةً فوق طبقة، وإن انحرف اللاوعي عنده انحرف وعيه بالكامل، فيصبح عندها مُسيّرًا بأفكارٍ ومخيّلات تجعله يتخبّط في أهواء لا تُحصى ولا تُعد، وتدخله في عالم مليء بالافتراضات، ويصبح عائشًا بين الواقع واللاواقع يبحث عن عالمٍ لا يرويه ولا يُشبعه، فيسقط بالخيبات المتتالية ويتكوّن عنده باسم الحريّة رفضٌ لكلّ شي من حوله، عدا أن حالة السلام الداخلي عنده تُصبح مفقودةً والذهن مشوّشًا.
الإنسان في عصرنا اليوم ومنذ ولادته ونشأته يتعرّض إلى كمٍّ هائل من الهجمات المرئيّة -السمعيّة في شتّى الميادين.
فحتّى المسمّات بريئة وطفوليّة أصبحت مليئة بفخاخٍ إيحائيّة فاسدة ومنحرفة بطريقةٍ مباشرة وغير مباشرة.
هذه المشاهد تشارك في نمو الولد وتربيته وتنعكس على طريقة تصرّفاته وانفعالاته وتغذّي مخيّلته.
إلى جانب ذلك، هناك التطوّر الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة وتطبيقات تظهر كلّ يوم يتم تحميلها تساعد في إصابة كلّ فرد بهذه الشوائب الشرّيرة.
أحيانًا كثيرة يصرخ شبابنا ويقول: عقولنا لم تعد تستوعب ما نتلقّاه ونشاهده ونسمعه.
هذا يجعلهم عبيدًا مقيّدين بسلاسل، ويضعهم في حالة من الإثارة المتواصلة والهيجان المحرق،
وتجعل ”غير الطبيعي“ مستباحًا، وكلّ شيء مُحلّلا ومسموحا به بمعزل عن أي ضوابط.
نظرة الشاب إلى الفتاة أو العكس تنسحب منها البراءة، والله يرحمنا ماذا يحلّ مكانها.
ويضاف إلى ذلك نظريات المثلية الجنسيّة التي بات يدافع عنها البعض عن جَهلٍ أو عن معرفة مبنيّة على نظريّات غير مثبتة علميًا.
للأسف الشديد عالمنا يزداد فسادًا كلّ يوم، كأنّه عكس آية الإنجيل التي تقول: ”مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ“ (٢كو ١٨:٣) ، لتُصبح من شرٍّ إلى أشر.
ويبقى الحل الوحيد:
١ - إيمان الأهل بالرّبّ يسوع المسيح وترجمة هذا الإيمان عيشًا وتربيةً في حياتهم ومع أولادهم.
٢- تعليم الأولاد الإيمان من صِغرهم، وتعليمهم الصلاة.
٣- سهر الأهل على أولادهم.
٤- مرافقة الأهل لأولادهم والمحادثة معهم.
٥- التصرّف بهدوء ووعي وليس بغضبٍ وردّات فعل في مواجهة المواقف المختلفة.
٦- ترك باب التواصل مع الأولاد مفتوحا مهما تعقّدت الأمور.
٧- الحفاظ على المحبّة التي تشفي كل الأمراض.
٨- مرافقة الأولاد بالصلاة لهم.
٩- استشارة اختصاصيّين عند الحاجة لمعرفة ما يجري من حولهم.
١٠- العائلة هي أفضل مكان للتحادث وفتح القلوب والتقرّب. لذا توفير وقت للاجتماع والتحادث ضمن البيت هو دواء لا بديل عنه.