الحمل والقدّاس الإلهيّ
شكرًا لكلّ من شاركنا في التفسير، لأن هذا هو هدفنا ونتمنّى مشاركة الجميع. أسبوع مبارك.
الحمل والقدّاس الإلهيّ:
وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلًا إليه، فقال:"هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم!" (يوحنا ٢٩:١).
وهذا ما يحدث في كلّ مرّة نتناول فيها القدسات.
الربّ هو الحمل المذبوح من قَبل إنشاء العالم، وهو الذي صار جسدًا، وهو الذي أكّد وقال:”أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الآبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم». (يوحنا ٥١:٦)
هذا تمامًا ما تقوله هذه الأيقونة.
في الخميس العظيم نحيّي ذكرى تأسيس سرّ الشكر الإلهيّ، ليأتي يوم الجمعة العظيمة لنقيم أيضًا ذكرى بذل الربّ يسوع المسيح نفسه على الصليب، الحدث ذا الأهميّة الكبرى في حياتنا المسيحيّة، إذ هو موضوع إيماننا ورجاء خلاصنا.
"كان يسوع يعلم أنّ الساعة قد حانت ليُصلب ويموت ويُدفن ويقوم في اليوم الثالث.
هو الذي أحبّ خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى المنتهى"(يو٢١:١٣).
المحبّة إلى المنتهى تمتدّ إلى الموت، إلى كسر الجسد وإهراق الدم، هذه الحقيقة التي أعلنها يسوع في العشاء السريّ مع تلاميذه حيث أسّس سرّ الإفخارستيّا، موصيًا إيّاهم أن يأكلوا جسده ويشربوا دمه ويصنعوا لذكره ما فعل هو في هذا العشاء الأخير.
هكذا نحن في كلّ قدّاس إلهيّ نتمّم ما أوصانا الربّ يسوع بفعله. ففي هذا اليوم قدّم يسوع جسده ودمه كذبيحةٍ فدخل في آلامه.
يبقى أنّ معنى العشاء السرّيّ هو أنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، بل بالخبز النازل إلينا من فوق زادًا للشبع. فالله يهب لنا ذاته مأكلا ومشربًا في المسيح يسوع. "خبزنا الجوهري أعطنا اليوم".
أمّا تفاصيل الأيقونة فهي:
الربّ عريانًا في الوسط في الكأس وتحت سترٍعليه صليب.
لهذا الستر مع الصليب معنيان:
الأوّل يشير إلى النجم الذي يوضع فوق "الحمل" أي الذبيحة في القدّاس الإلهيّ.
والثاني، الستر الذي تُغطّى فيه القرابين في القدّاس الإلهيّ، والذي يوضع أيضًا على كتفي الكاهن أو الشمّاس أثناء الدورة الكبرى.
كما يوضع هذا الستر على رأس الكاهن في الدورة الصغرى في القدّاس السابق تقديسه (البروجزماني).
يذكر السنكسار وبعض سير القدّيسن كهنة شكّوا في أن تكون القرابين نفسها الحمل المذبوح، فسمح الله أن يشاهدوا أثناء تحضيرهم الذبيحة، الربّ كما في الأيقونة هنا ينزل من جنبه دمٌ وماء.
حول رأس الربّ يسوع هالة في وسطها صليب وثلاثة أحرف يونانيّة OWN، وتعني"يهوه" أي الكائن. (خروج ١٤:٣-١٥). قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن» (يوحنا ٥٨:٨).
الكأس التي فيها المسيح الحمل موضوعة على المائدة، وفوقها الحنية إشارة إلى الهيكل في الكنيسة حيث المائدة في الوسط، لأن القرابين المُقدَّمة هي يسوع نفسه.
خلف الربّ، السيرافيم يحمل رايتين مكتوب عليهما “قدّوس قدّوس”. (إشعياء ١:٦-٣).
القدّيسان الواقفان بلباسهما الكهنوتي هما رئيسا الكهنة، القدّيس يوحنا الذهبي الفم (عن يمين السيّد)، والقدّيس باسيليوس الكبير.
كلاهما وضعا نصوص خدمة القدّاس الإلهيّ ومعروفة باسمهما.
يحمل كلّ منهما رايةً عليها كتابة باللغة اليونانيّة.
نشاهد دائمًا في هذا النوع من الأيقونات، أو حتّى في أيقونات هذين القدّيسان، أنّهما يحملان رايةً عليها نصوص.
نقرأ عادةً عند القدّيس يوحنا الذهبي الفم:”يا الله إلهنا، الخبز السماوي غذاء العالم كلّه، أنت بارك هذه التقدمة واقبلها على مذبحك السماوي“، وعند القدّيس باسيليوس الكبير:”ليس أحد من المقيّدين بالشهوات واللذات الجسدية أهلًا لأن يخدمك يا ملك المجد“. أو عبارات أخرى تتكلّم في الجوهر ذاته.
المجد لك يا رب ، المجد لك.
www.antiochpatriarchate.org