دراكولا

دراكولا، الأمير فلاد الثالث.


عند دخول كنيسة دير سناغوف الواقع في جزيرة صغيرة في بحيرة خارج بوخارست في رومانيا، نشاهد في أرض الكنيسة أمام الإيقونستاس قبرًا عليه صورة المدفون فيه.
إلى هنا يبدو الأمر عاديًّا، وأمّا أن يُدرك المرء أن صاحب القبر هو دراكولا فهو لأمر مستغرب! إذ يكفي أن نقرأ اسم دراكولا أو نسمع باسمه لندخل في عالم الرعب.

من منّا لم يسمع بهذا الاسم؟ وهل نعرف حقيقة قصّته؟

dracula1 لنتعرّف سويًّا على دراكولا الحقيقي، ليس كما عرفناه في الأفلام الدمويّة والمخيفة.

أوّلًا دراكولا، مصّاص الدماء، هو عمل روائي من وحي الخيال. أبرزه للعلن كقصّة متكاملة كاتب إيرلندي يُدعى برام ستوكر Bram Stoker وكان ذلك في العام ١٨٩٧م، إذ قام هذا الروائي بمزج أدب شعبي حوى قصصًا مرعبة جمعت بين مصاصي الدماء والسفّّاحين، وبين قصص الكونتيسة المجريّة إليزابيث باثوري (١٥٦٠-١٦١٤م) حول أوامرها بقتل شابّات للإستحمام بدمائهم، وربطهم ستوكر بشخصيّة رومانيّة حقيقيّة قويّة جدًا “فلاد الثالث دراكولا”، وبالتالي أصبح كتاب برام ستوكر الذي نال شهرة كبيرة، ملهم المسرحيّات وأفلام دراكولا السينمائيّة والتلفزيونيّة التي جسّدت هذه الشخصيّة المرعبة.

تاريخ الاسم:
اسم دراكولا مرتبط بحاكم مقاطعة ولاشيا Wallachia الرومانيّة "فلاد الثالث دراكولا" (١٤٥٦- ١٤٦٢م) الذي عُرف ب “فلاد المُخوّزِِق Vlad the Impaler“ الذي يُقال أنّه قتل أكثر من أربعين ألف شخصًا من المهاجمين العثمانيّين والمجرمين وغيرهم بوضعهم على “خازوق”.

بالمقابل كان فلاد يُعتبر حاكمًا محبوبًا كثيرًا من مواطنيه بخاصةٍ أنّه صد المهاجمين الأتراك على بلاده وأنقذ شعبه من إبادة جماعيّة وحماهم من القتل والاغتصاب والسبي والاستعباد، ولكنّه في النهاية تعرّض لخيانة كبيرة من شقيقه أودت بحياته على يد العثمانيّين.

وقد تم اكتشاف قبره في دير سناغوف، إذ يُقال أن الرهبان جلبوا جسده ودفنوه في الدير سرًّا.

انتمى والد فلاد الثالث دراكولا إلى اتّحاد يُدعى "اتّحاد التنين" أسّسه ملك المجر في العام ١٤٠٨م والذي لاحقًا أصبح ملك رومانيا. هدف الاتّحاد صد الهجمات العثمانيّة المتكرّرة على البلاد، واتّخذ صليبًا يخرج نارًا من جهّاته الأربعة شعارًا له.

انتشر اسم دراكولا شعبيًّا بعد رواية ستوكر، إذ فلاد الثالث دراكولا كان معروفًا باسم فويفود الملك، وهذا اسمه.

كما يؤكّد التاريخ الروماني بأن اسم دراكولا يرتبط ب “التنّين” ولا يُترجم “ابن ابليس” كما يتناقله الغرب اليوم.

وهكذا يُعتبر فلاد الثالث دراكولا حاكمًا رومانيًّا مخلصًا أحب شعبه واستبسل بالدفاع عنه وأرعب أعدائه ومنعهم من الاقتراب من بلاده.