البطريرك يوحنا العاشر في رومانيا
على رأس وفد رسمي، وصل البطريرك يوحنا العاشر إلى رومانيا في زيارة تحمل طابعاً كنسياً. وكان في استقباله في مطار بخارست الأسقف ايرونيموس ممثلاً قداسة البطريرك دانيال، بطريرك بخارست وسائر رومانيا ومسؤولو قسم العلاقات الخارجية والبروتوكول في البطريركية. ومن بخارست غادر البطريرك إلى ياش أولى محطاته.
وكان في استقباله في مطار ياش المتروبوليت ثيوفان متروبوليت مولدوفا وبوكوفينا ورئيس أساقفة ياش ورؤساء أساقفة وأساقفة أبرشية مولدوفا.
استهل البطريرك زيارته بإقامة صلاة الشكر في كاتدرائية ياش حيث رحب المتروبوليت ثيوفان به وبالوفد المرافق منوهاً بطيب العلاقة التي تجمع الكنيستين الرومانية والأنطاكية ومذكراً بالعلاقة التاريخية بين الكنيستين والتي دعمتها زيارات
البطاركة.
ورد غبطته بكلمة جاء فيها:
"نحن من ديار أندراوس بيت صيدا، مؤسس كنيسة رومانيا، تلك الهامة المقدسة التي تضم أبناء كنيسة أنطاكية وكنيسة رومانيا إلى صدر السيد. تلك الهامة التي تفيض عزيمةً رسوليةً مجبولةً بمحبة يسوع المسيح وغيرةً لم تنطفئ منذ ألفي عام.
وهذه العزيمة الرسولية هي التي أراها اليوم أمامي في شعب كنيسة رومانيا، شعبٍ طيبٍ مرت عليه حقباتٌ وحقبات ولكن إيمانه انجلى وينجلي كالذهب في النار. شعبٍ طيبٍ صقلته رحى الأيام لكنها تآكلت أمام غيرته وأمام إيمانه...
والعزيمة الرسولية هذه نراها إلى الآن في شعب كنيسة أنطاكية العظمى بعظمة إيمان أبنائها. أنطاكية التي التحفت أولاً باسم الرب وصبغت أتباعه باسم مسيحهم، أنطاكية المسيحيين الأوائل هي نفسها أنطاكية الزمن الحالي....وشعبها إلى اليوم يؤدي شهادة للمسيح وأجراس محبتها أجراسُ تحدٍ لكل ماله أن يعكر صفوة عيش واحد مع إخوة التاريخ والجغرافية الذي لا يفصله عنهم اختلاف الدين بل توحده بهم أُخوّةُ تاريخ وجغرافية ولغة وقيم. وإيمان هذا الشعب الذي رضعه من صدور الأمهات باقٍ فيه نسغَ حياة وتوءم وجود. وأرضه المشرقية هي كينونته وهويته التي لن يغادرها حتى ولو غارت وماجت الدنيا أمام عينيه.
نحن هنا لنطلق صرخة سلامٍ من أجل الشرق الأوسط ومن أجل سوريا بالتحديد. كفانا إرهاباً وتكفيراً وتعامياً عما يجري من خطف. كفى تفرجاً وتعامياً ووعوداً وامتطاءً وتجييراً لحقوق الإنسان. يبدو أن حقوق الإنسان تتجمد وتتقولب طبق مصالح كبار الأرض، وهي لم تعرف سبيلها إلى قضية سوريا وقضية المخطوفين فيها ومنهم، مطرانا حلب يوحنا وبولس، والتي يتعامى العالم عنها. نحن لا نريد تعاطفاً ولا تباكياً على الإنسان السوري. اقطعوا عن سوريا الإرهاب والتكفير وانظروا كيف يمكن للسوري أن يلتقي بالسوري رغم كل الخلافات.
نحن هنا لنصلي من أجل لبنان واستقرار لبنان الذي دفع ثمن العنف ويدفع إلى الآن ويقاسي العنف والخطف المدان وفراغ المؤسسة الدستورية الأولى"
وبعد صلاة الشكر زار غبطته بعض الأديار والتقى المؤمنين وأنهى اليوم الأول من الزيارة بصلاة الشكر في دير بوتنا.
يذكر أن الوفد يضم المطران غطاس هزيم (بغداد والكويت) والأسقف قيس صادق وأن زيارة البطريرك تأتي تلبية لدعوة البطريرك دانيال للذكرى ٣٠٠ للقديس انثيموس الايفيري والتي ستجري برعاية البطريرك دانيال وحضور بطريرك أنطاكية وكاثوليكوس جيورجيا.
كما تتخلل الزيارة مشاركة في بعض النشاطات الثقافية ومنها فعالية جائزة جمعية ألكساندريون.