والدة الإله وحاملات الطيب
ذكر التسليم الكنسي παράδοση أن مريم الأخرى (متى ٦١:٢٧ - ١:٢٨) هي نفسها والدة الإله, وقد ظهر لها الرّب القائم أوّلًا.
يظهر هذا التسليم بقوّة في شروحات الآباء القدّيسين: غريغوريوس النيصصي، يوحنا الذهبي الفم، افسافيوس الإسكندري، انسطاسيوس السينائي، سمعان المترجم، غريغوريوس بالاماس، نيقودمس الأثوسي وغيرهم, وأيّضًا في ترانيم الكنيسة في الليتورجيا فتقول:
- إن القوات الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقّر، والحراس صاروا كالأموات، ومريم وقفت عند القبر طالبةً جسدك الطاهر، فسبيت الجحيم و لم تجّرب منه، وصادفت البتول مانحًا الحياة، فيا من قام من بين الأموات، يا رّب المجد لك.(طروبارية القيامة باللحن السادس).
- إن الملاك تفوّه نحو المُنعَمِ عليها (لاحظوا الُنعم عليها)، أيّتها العذراءُ النقيّة افرحي، وأيضًا أقول افرحي، لأن ابنك قد قام من القبر في اليوم الثالث.
- افرحي مع الرسل إذ قد عاينتِ ابنك وإلهك ناهضًا أيّتها النقيّة المنعم عليها من الله. (قانون أجد حاملات الطيب في الأودية الأولى).
كما يقول سنكسار أحد الفصح: "وأمرُ القيامة أوّلًا صار معروفًا عند والدة الإله..."
يستفيض القدّيس غريغوريوس بالاماس ويقول أن والدة الإله قد عرفت القيامة قبل النسوة والتلاميذ، ويُكمل بأن يوسي ويعقوب هما أولاد كلاوبا شقيق يوسف خطيب مريم وأمّهما تُدعى مريم أو من يوسف خطيب مريم من زواجه الأوّل قبل أن يترمّل وتُعهد إليه والدة الإله.
ويقارن القدّيس بالاماس بين كلام الملاك في إنجيل متّى(٥:٢٨):"لا تخافا أنتما فإني أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب"، وكلام الملاك جبرائيل في إنجيل لوقا(٢٩:١)"لا تخافي يا مريم لأنّك قد وجدت نعمة عند الله" ليقول أن الملاك هو نفسه الذي بشّر والدة الإله أوّلًا بالحبل الإلهي وها اليوم يبشّرها بقيامة مولدها الإلهي، فكان من الطبيعي أن تفهم والدة الإله وحدها هذا الكلام قبل غيرها ودون الآخرين.
ويقف مذهولًا أمام ما حدث في اليوم الأوّل فيقول:
يفترق الإنجيليون فيما بينهم بالنسبة للساعة في السحر، كما وبالنسبة لعدد النسوة. هن كثيرات وجئن إلى القبر مرّات عدة سويّة وليس نفسهنّ.
وُينهي شرحه أن والدة الإله أتت مع مريم المجدليّة إلى القبر عند الزلزلة وليس بعدها (متى ١:٢٨)، وتمتّعت بنور القيامة، ويقول أنّه هناك فارق زمني غير واضح يظهر عند يوحنا الإنجيلي (الإصحاح ٢٠) إذ أن مريم المجدليّة أتت إلى القبر ووجدت الحجر مدحرجًا فهرعت تخبر التلاميذ بأن هناك من أخذ الرّب، ومن ثم عادت وبكت خارج القبر، وبعدها لاقاها الرّب بعد مغادرة بطرس ويوحنا مكان القبر. فيستنتج القدّيس بالاماس أن متى الإنجيليّ يجمع حدثين بحدث واحد، إذ كان همّه نقل فرح القيامة أوّلًا، وهذا يظهر جليًّا باختلاف عدد الملائكة التي ذكرها الإنجيليّون الأربعة في الأحداث القيامية.
كلّ هذا يدفعنا إلى مشهدٍ غريب عجيب يفوق الوصف حيث تجري الأحداث فيه بسرعة مهولة، إذ السماء أصبحت كلّها على الأرض، وملائكة الله يصعدون وينزلون. كيف لا والقيامة هزّت المسكونة جمعاء وما تزال