لماذا يشبّه الرّبّ شعبه بالخراف
* الجداء: مفردهُا الجديُ وهو صغير الماعز، وذَكَر الماعز يُسمّى التّيس، والتّيس هو الجدي الكبير.
* الغنم: ذكره يُسمّى الكَبْش، والأنثى تسمّى نعجة، وصغيرهما يسمّى الحَمَل.
الخراف أو الكباش هي هادئة ووديعة على عكس الجداء.
صحيح أن كلَيهما من الحيوانات المجترَّة، ولكنّ ما يمّيزهما هو التّالي:
* الجدي جسمه مكسوٌّ بشَعر، غالبًا أسود اللون. أمّا الحَمَل فمَكسوٌّ بالصّوف وهو غالبًا أبيض.
* الجدي لديه شراسة عدوانيّة، صلابته وشجاعته تعطيانه قدرةً قويّة على تسلّق الجبال والمرتفعات والأماكن الخطرة بعكس الغنم الوديع الذي يطلب السّهول.
لذلك قيل في سفر حزقيال النبي إنّ الغنم مفضَّل على التّيوس، مع العلم أنّ كلَيهِما كانا يقرّبان ذبيحة. ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الاقداس فوجد فداءً أبديًّا (عب12:9)
* التّيس أو الجدي الكبير يُضرَب به المثل في النَّهم والأكل والجنس.
* الجدي ينظر دائماً إلى أسفل، أمّا الحَمَل فرأسه مرفوع، وكأنّ الجداء تمثّل الإنسان الذي يشتهي الأرضيّات، بينما تمثّل الخراف الإنسان الذي يتطلّع إلى السماويّات.
من هنا، وتماشيًا مع هذه الصفات، نلاحظ أن الرّبّ كان دائمًا يُشبِّهُ شعبَه بالغنم: حيٌّ أنا يقول السيّد الرّب من حيث أن غنمي صارت غنيمةً وصارت غنمي مأكلاً لكل وحش الحقل، إذ لم يكن راعٍ ولا سأل رعاتي عن غنمي ورعى الرعاة أنفسهم ولم يرعوا غنمي (حز8:34)
كذلك قال السيّد الرّب: "هاأنذا أحكُم بين شاة وشاة، بين كباش وتيوس" (حز17:34)
* ملاحظة: يُدفئ الخراف بعضُها بعضًا، إذ يضع كلُّ واحد منها رأسه على الآخر، أي يلتصق بعضها ببعض، أمّا الجداء فكلّا.
هذه صورة عن الجماعة الواحدة وعن المحبّة. زِد على ذلك أن الخروف مُسالِمٌ بطَبعه ولا يدافع عن نفسه.