دعوة خاصة للشخصيات الرسميّة الأرثوذكسيّة الفاعلة…
أقام بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي القدّاس الإلهي في كنيسة رقاد السيّدة في دير البلمند، وكان قد وجّه دعوة خاصة للشخصيات الرسميّة الأرثوذكسيّة الفاعلة في لبنان من نواب ووزراء، وكان الحث التالي:
لم يرق لبطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي استمرار تشتت القيادات السياسية الأرثوذكسية من وزراء ونواب حاليين وسابقين بين التيارات والأحزاب في لبنان، خصوصا بعدما لمس منذ توليه عرش انطاكيا أن خصومتهم في السياسة تنعكس تفرقا ضمن الكنيسة، وتؤدي بالتالي الى إضعاف الطائفة سواء بحضورها ضمن مؤسسات الدولة، أو بقرارها.
ويبدو واضحا أن يازجي وأمام التحديات القائمة، لم يعد يريد أن تكون الساحة الأرثوذكسية متروكة، بل هو يسعى لجمع كل قياداتها السياسية تحت مظلة الكنيسة الجامعة، «وضمن كيان يساهم بتفعيل الحضور الارثوذكسي، وبالوصول الى المكتسبات والحقوق التي تضيع تباعا بفعل غياب القرار الموحد والضاغط».
لذلك، فقد دعا يازجي الوزراء والنواب الأرثوذكس للمشاركة في قداس الأحد في دير سيدة البلمند، واستبقاهم على مائدة الغداء، الى جانب مطارنة الكرسي الانطاكي في معهد اللاهوت، وكانت مناسبة للتشاور في مختلف الشؤون الكنسية والمدنية العائدة للطائفة.
ويقول مطلعون على أجواء اللقاء ان البطريرك يازجي طالب القيادات الأرثوذكسية «بالتآلف والتعاون وبوضع الخلافات السياسية جانبا، إنطلاقا من أن العقيدة الأرثوذكسية لا تستقيم إلا باعتماد نهج الانفتاح والحوار وقبول الآخر كما هو»، لافتا انتباههم الى أن «وجودهم ضمن تيارات وأحزاب سياسية لا يجب أن يؤدي بالضرورة إلى خلق عداوة في ما بينهم، أو مع كنيستهم التي تبقى الأهم، أو مع عدد من المطارنة الذين يخدمون هذه الكنيسة»، مشددا على ضرورة أن «تتضافر الجهود الأرثوذكسية لخلق كيان لبناني يقوم على التمسك بالكنيسة والانفتاح على الجميع ضمن أوطاننا وفي العالم أجمع».
وتشير المعلومات الى أن النقاش تركز أيضا على الوجود المسيحي في الشرق، فشدد رأس الكنيسة الأرثوذكسية على أن «هذا الوجود ثابت، ولا خوف على المسيحيين، فهم أبناء هذه الأرض وبُناتها، ويعيشون جنبا الى جنب مع سائر الطوائف الأخرى، خصوصا إخوتهم المسلمين»، داعيا المسيحيين الى «الالتفاف الدائم حول كنيستهم وعدم السماح لأي كان بالمتاجرة بهم أو بتخويفهم، والى نبذ كل أشكال العنف واعتماد السياسات التي تؤدي الى السلم والاستقرار».
وأبلغ يازجي القيادات الأرثوذكسية أن لا شيء جديدا حول المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، واضعا إياهم بالأجواء الايجابية التي نقلها إليه بعض المسؤولين، مشيرا الى وعود بتحريك هذه القضية على صعيد الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن «فرحة إطلاق الموقوفين لا تكتمل إلا باطلاق المطرانين»، متمنيا «أن يكونا قريبا بيننا»، لافتا الانتباه الى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اتصل به وأكد له اهتمامه الشخصي بهذه القضية، مبديا تضامنه الكامل مع الكنيسة.
وكان البطريرك يازجي رأس قداس الأحد في دير سيدة البلمند، بحضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل (لم يحضرا الغداء لارتباطهما بموعد مسبق) والوزراء فادي عبود، غابي ليون، نقولا نحاس، والنواب: نضال طعمة، فادي كرم، جوزيف معلوف، انطوان سعد، الدكتور رياض رحال وفادي الهبر، حسان صقر ممثلا النائب أسعد حردان، في حين غاب وزير الدفاع فايز غصن والنائب غسان مخيبر، وكذلك النائب روبير فاضل الموجود خارج لبنان. كما حضر رئيس جامعة البلمند الدكتور ايلي سالم، رئيس «الرابطة اللبنانية الأرثوذكسية» نقولا غلام، ورئيس فرع الشمال فواز نحاس، منسق «التيار الوطني الحر» في الكورة نبيل حريكي، وعمداء واعضاء مجلس امناء الجامعة والاسرة البلمندية، وفد من السفارة الروسية والجمعية الامبراطورية الروسية وشخصيات وحشد من المؤمنين.
وألقى صاحب الغبطة عظة أكد فيها أن الكنيسة والشعب عائلة واحدة».