عذراء البئر

عذراء البئر Κτιτόρισσα ή Βηματάρισσα:

توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي Ιερά Μονή Βατοπεδίου (دغل الفتى) في جبل آثوس.

في احدى المرات التي هجم البرابرة على دير الفاتوبيذي بقصد النهب و التهديم والقتل. استطاع أحد الرهبان أن يأخذ هذه الأيقونة مع صليب حديدي يعود زمنه إلى الملك قسطنطين الكبير. فوضعهم في بئر كان قرب الدير وأشعل أمامهم شمعة وغطى البئر.

هرب الراهب و استطاع أن يصل مرفأ ومنه انطلق إلى وطنه في جزيرة كريت حيث جلس عند أقاربه واستطاع أن يعيش حياته الرهبانية كما كان في الدير. فكتب ما حدث من هجوم عذراء البئر  Κτιτόρισσα ή Βηματάρισσα: البرابرة وكيف أنه استطاع أن يخفي الأيقونة مع الصليب ورسم علامات توضح مكان البئر.مات هذا الراهب وعلم أقربائه بعد وفاته بامر المخطوطة التي كتبها بشأن الأيقونة فأرسلوا إلى الدير مخبرين بهذه الحادثة وكان قد مضى عليها ثمانين عامًا.

استلم الرهبان الموجودون آنذاك في الدير هذا الخبر. فبدؤوا البحث عن مكان البئر مستعينين برسم الراهب إلى أن استطاعوا الاهتداء إليه بعد بحث وتنقيب كبيرين فكشفوا غطاء البئر ويا للعجب فقد رأوا الأيقونة طافيا على سطح الماء منتصبة وأمامها الصليب الحديدي منتصبٌ أيضًا. والشمعة مشتعلة كما تركها الراهب.

فرح الرهبان كثيرًا ونقلوا الأيقونة والصليب بزياح وبنوا مكان البئر كنيسة حيث أن البئر يقع تحت مائدتها المقدسة.

حاليًا، مكان الأيقونة في الهيكل وراء المائدة المقدّسة. ففي الأعياد الكبيرة وفي الأحد الأول من كل شهر يقوم الرهبان بزياح كبير حول الدير بهذه الأيقونة ثم يأتون بها أمام مكان تقديس الماء، حيث يقومون بخدمة تقديس الماء أمام هذه الأيقونة ثم يعودون بها إلى الهيكل. أما الصليب فهو موضوع على المائدة، وأما الشمعة التي وجدها الرهبان آنذاك فدخلت في تقليد الدير بحيث أنهم كلّما أرادوا أن يصنعوا شمعًا كانوا يضعون قطعة صغيرة من تلك الشمعة في وسط الشمع المراد تصنيعه كبركة.

المراجع:
فياض، اسبيريدون (الأب). أيقونات السيدة العذراء العجائبية في الجبل المقدس، منشورات مطرانية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، اللاذقية- سوريا، 2000.