القدّيسة نونا والدة القدّيس غريغوريوس اللاهوتي
" إمراة فاضلة من يجدها لأن ثمنها يفوق اللآلئ (سفر الأمثال 10:31)"
يعود أصل القدّيسة نونا إلى كبادوكية.
نشأت القدّيسة في الإيمان وتزوّجت من رجل كان مشهودَا له يدعى غريغوريوس، أحد قضاة مدينة نازينز في كبادوكيا.
غريغوريوس كان ينتمي لمجموعة – شيعة - تنكرّت لعبادة الله كآب، لكن بالمقابل، وبعد صلاة طويلة وصبر كبير واتّكال على الله، لم تنجح القدّيسة نونا في هداية زوجها إلى الإيمان القويم فحسب، بل دخل الكنيسة خادمًا محبًّا وأمينًا لدرجة إنّه أصبح أسقفًا (كان يمكن بوقتها أن يكون الأسّقف متزّوجًا)، على نازينزا خمسة وأربعين عامًا وعُرف بتفانيه وتواضعه، وتعيّد له الكنيسة قدّيسًا في أوّل كانون الثاني من كلّ عام.
تحقيقًا للآيّة "من ثمارهم تعرفونهم" أثمر زواج نونا وغريغوريوس ثلاثة قدّيسين:
صبيين وبنتًا، القدّيسة غورغونيا وعيدها في 23 شباط، القدّيس قيصاريوس وعيده في 9 آذار والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي - أنقر هنا، وهو الأبرز بينهم، ويعيد له في 25 كانون الثاني.
يُذكر أن الولد الثالث، والذي دُعي أيضًا غريغوريوس على إسم والده، وُلد بعد صلوات حارّة رفعتها القدّيسة نونا إلى خالقها.
يذكر القدّيس غريغوريوس اللاهوتي عن والدته، فيما بعد، أنّها كانت على تقوى مثاليّة.
كان لها جسد امرأة لكنّها اقتنت نفسًا سَمّت بها فوق الرجال بسالةً. لم تكن لتهتم بشؤون الأرض أكثر من شؤون الملكوت الذي كان مشتهاها الوحيد.
استبدلت مساحيق التجميل الخارجيّة لتتبرّج بالفضائل والنعم السماويّة، فكانت تهتم دائمًا بتشريف صورة الله فيها بالتقوى والصلاة، هذا هو الجمال الحقيقي الذي ما بعده جمال، وكانت تردّد دائمًا: أنا من الله وإليه أعود.
سلكت الأصوام المفعمة بالصلوات طريقًا لتقية الروح والجسد، وبالأخص الصلوات الليلية، فبدت آيةً من نشيد الاناشيد:" أنام
أنشأت أولادها على مساعدة الفقراء.
جاءها المرض والألم الشديد فصبرت عليه غير متأففة، وكانت تسبّح الله بالفرح والشكران، فجاءتها المنيّة وأسلمت الروح أثناء القدّاس الإلهيّ في حوالي 374م، وكأنها بذلك إنتقلت إلى عريسها الأوّل التي عشقته قبل كلّ شيء وقدّمت له عائلتها بالكامل.
يُعيّد لها غربًا في 18 آب.