أنتم في قلب كنيسة أنطاكية وهي في قلبكم
البطريرك يوحنا العاشر للأنطاكيين في أميركا الشمالية وكندا:
"أنتم في قلب كنيسة أنطاكية وهي في قلبكم"
بوسطن، 23 تموز 2015
ترأس غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس اجتماع الجمعية العامة لأبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية. وخلال الاجتماع الذي حضره الوفد المرافق ومطارنة وأساقفة وكهنة وممثلون عن كافة رعايا الأبرشية ألقى غبطته كلمة تطرق فيها إلى واقع الأبرشية وإلى الوحدة الأنطاكية وتخللها عرض فيلم عن واقع الدمار في سوريا وعن جهود العمل الإغاثي في البطريركية وحاجاته.
وخاطب أبناء الأبرشية قائلاً:
أنا سعيد لوجودي بينكم، وأنتهز الفرصة لأصافح كلاً منكم وأنقل إليه محبة الأهل في كنيسة أنطاكية الواحدة التي تمد جناحها غلى ما خلف البحار وترسم صورةً أبديةً لشهادتها ليسوع المسيح في كل أصقاع الدنيا... نحن لا نخاف لأننا نفتخر بكم. أنتم أبرشيتنا وكنيستنا في أمريكا الشمالية وكندا. نحن كنيسة واحدة. وأنتم في قلب أنطاكية وأنطاكية في قلوبكم. نحن عائلة واحدة وجسد واحد"
وتطرق غبطته إلى الوجود المسيحي في الشرق وإلى الوضع الإقليمي قائلاً:
"من هنا من هذا المكان أطلق صوتي شرقاً وغرباً وأقول لكل العالم: دعونا نعيش، دعوا شعبنا يعيش ولا تجعلوا هذا المشرق حلبة للصراعات. ما يجري في أرضنا هو إرهاب أعمى لم نعتده...
نحن هنا اليوم لنقول للدنيا أن المسيحيين معجونون بتراب هذا المشرق.
المسيحيون هم قطعة من قلب ديارنا وهي منهم قطعة من قلب.
نحن ميقنون أن وجه التاريخ يكتبه المنتصر ولكننا نعرف أن زيف التاريخ يكشفه حق الناصري يسوع المعلق على صليب مجده.
نحن لا نهاب الشهادة ليسوع المسيح في كل زمان ومكان ولكننا في الوقت عينه أبناء السلام وعجنة باذر السلام. لدينا يا إخوة مطارنة وكهنة يقبعون في الخطف منذ أكثر من سنتين وسط صمت دولي مخز ومعيب. وهما مطرانا حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي. ولدينا كهنة ورهبان وراهبات وشعب وشهداء ذنبهم الوحيد أنهم يحملون كينونة مسيحية.
لدينا إخوة أجبروا على الهجرة وآخرون فرضت عليهم الجزية.
لدينا أناسٌ يحملون أكفهم على أيديهم وهم يقطنون تحت مرمى الصواريخ التي لم توفر لا مدرسةً ولا مدنياً ولا عسكرياً في دمشق وفي كل بقاع سوريا.
لدينا لبنان يئن تحت جمر حسابات الخارج ولظى الصراعات وحمى الفراغ الدستوري ونار الخطف أيضاً..."
"نحن لا نتكلم عن حماية للمسيحيين وكأن المسيحيين هم فئويون، وكأنهم منعزلون عن غيرهم. نحن نؤكد ونقول أن حماية المسيحيين وغيرهم هي بإحلال السلام في ربوعهم. حماية هذا المشرق تكون بغرس الزيتون وتعزيز أسس السلام ولا تتم لا بالطائرات ولا بدفق السلاح ليقصف مدنيين عزل. حماية الشرق وناسه تكون بإسكات نار الحروب فيه. حمايته تكون بالنظر بعين الإنسانية إلى كل ما يجري لا بعين المصالح".