ما الفرق بين إقامة الرّب يسوع المسيح للموتى في…



 ما الفرق بين إقامة الرّب يسوع المسيح للموتى في العهد الجديد، وبين إقامة الأنبياء للموتى، في العهد القديم؟

نقرأ في العهد القديم عن إقامة أنبياء لموتى. ترى هل هناك من فرق بين الرّب يسوع المسيح وبين هؤلاء الأنبياء؟

الجواب نعم وبالتأكيد يوجد فرق، لا بل الفرق شاسع جدًا وكبير.

فالرّب يسوع كان يقيم الأموات بكلمة سطانه، أمّا هم فكانوا يقيمونهم بقوّة الله وليس بقوّة ذاتهم.

إليشع يقيم ابن المرأة الشونمية:
"وَدَخَلَ إلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ” (٢ ملوك 32:4-33).

الآية واضحة "صَلَّى إِلَى الرَّبِّ"، لأن الخلاص يأتي من الله وليس لأي نبيّ سلطان إحياء من ذاته بل يطلب من الله والله يستجيب. ففي إقامة الميت هذه أقام الله أعطى كرامة واعتبارًا لصلاة هذا النبي العظيم.

إليشع النبى أقام رجلاً وهو ميّت:
ومات إليشع فدفنوه. وكان غزاة موآب تدخل على الأرض عند دخول السنة. وفيما كانوا يدفنون رجلاً اذا بهم قد رأوا الغزاة، فطرحوا الرجل في قبر إليشع. فلما نزل الرجل ومس عظام إليشع عاش وقام على رجليه. (٢ ملوك ٢٠:١٣).

هذا يصب في خانة شفاعة القدّيسين مثل الحالة السابقة (٢ ملوك 32:4-33).

أوّلًا لا موت مع الله لإنّه إله الأحياء وليس الأموات. فإليشع مازال حيًّا بالروح.

ثانيًّا لو لإليشع سلطان في ذاته لكان أقام نفسه من الأموات مثلما قام الرّب بسلطان ذاته.

ثالثًا ما حصل مع النبي إليشع في العهد القديم مشابه لما حصل مع الرسول بطرس عندما صلّى لطابيثا وعادت إليها الحياة. والجمع أمنوا بالرّب وليس ببطرس الرسول.(أع 9: 36-43) وكما حصل مع بولس مع الفتى افتيخوس الذي كان جالسًا في الطاقة وسقط ومات. فبولس “صعد وكسر خبزًا”. (أعمال 7:20-12)

وهذا ما حصل أيضًا مع النبي إيليّا التسبيتي:
- النبي إيليّا وابن الأرملة: " وصرخ (إيليّا) إلى الربّ وقال: يا ربّ الهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه. فسمع الربّ لصوت إيليّا فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش. (2 ملوك 22:17).

يذكر العهد الجديد ثلاث معجزات قام بها الربّ يسوع تتعلّق بإقامة الموتي:

1– اقامة ابنة يايرس:

- في البيت، وبعد موتها مباشرة.
«أمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال» (متى9: 23؛ مرقس5: 35؛ لوقا8: 49).

عندما أقامها الربّ لم يصلِّ كما فعل إيليّا وإليشع وبطرس وبولس، بل بكلمة وأمر منه لأنّه هو الله الظاهر في الجسد.

2– إقامة ابن أرملة نايين: 
- عند باب المدينة، وفي نفس يوم موته.
«لمس النعش فوقف الحاملون. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم» (لوقا7: 11–17).

الربّ يطلب من الأرملة التوقّف عن البكاء ويتحنّن عليها ويقيم ابنها. هنا نشاهد إنسانيّته الكاملة وألوهيّته الكاملة مثلما ما بكى على لعازر ومن ثم صرخ به وأقامه بعد أن أنتن.

3– إقامة لعازر: 
- لعازر: في القبر، بعد أربعة أيام.
«صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا. فخرج الميت» (يوحنا11)

فالربّ يسوع المسيح وحده الذي قال:"أنا هو القيامة والحياة. من أمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حيًّا وأمن بي فلن يموت إلى الآبد" (يوحنا 25:11-26).

وكما سأل الربّ يسوع مرتا "أتؤمنين بهذا؟" يسأل كلّ واحد منّا السؤال ذاته:"أتؤمن بهذا؟".

ويؤكّد لنا الربّ: "مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا" (يوحنا 12:14).

من الضروري جدًا أن نفقه أن الحديث عن إقامة الموتى هو عن من له السلطان على الموت.

هنا يكمن كل الفرق. فهل استطاع أحد أن يقيم نفسه من الموت غير الرب يسوع؟ بالتأكيد لا. لم يحصل، ولن يحصل لأن الرب يسوع هو إله كامل وإنسان كامل أي هو الله الذي تجسّد وصار إنسانًا.

الأنبياء أقاموا الموتى لأنّهم بارّين والله استجاب لصلواتهم ولكنّهم في النهاية يموتون مثلهم مثل جميع البشر، أمّا المسيح أقام موتى مثلما أقام نفسه أي بسلطان ذاته على الموت.

الله هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وهذا تمامًا ما فعله الربّ يسوع المسيح.

"لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (متى28:10).

"عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (تيموثاوس 16:3).