مؤتمر الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة…



2023-05-19
مؤتمر الأمانة العامّة لحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة
البلمند، ٢٦ أيّار ٢٠٢٣
 
"أحبّوا المسيح، اقرأوا الكتاب المقدّس، احفظوه. صوموا وصلّوا، كونوا مثل الآباء الّذين تربينا على أيديهم"
بهذه الكلمات خاطب صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر أعضاء مؤتمر حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة العام الثالث والخمسين، الذي افتتحه في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند بحضور المعتمد البطريركيّ في الريو دي جينيرو سيادة الأسقف ثيودور غندور، مدبّر دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت جورج يعقوب، عميد معهد اللاهوت في جامعة البلمند الأرشمندريت يعقوب خليل، ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة وبمشاركة الأمين العام ايلي كبه وأعضاء الأمانة العامة والوفود المشاركة من جميع المراكز في سوريا ولبنان.
بعد صلاة الغروب التي ترأسها غبطته في كنيسة دير سيّدة البلمند، توجّه الجميع إلى معهد اللاهوت وألقى الأمين العام كلمة أعرب فيها عن فرحه لوجود الإخوة تحت جناح غبطة البطريرك يوحنّا العاشر الكلّيّ الطوبى، وشكره على رعايته الدّائمة للحركة، مذكّرًا أنّنا تعلّمنا من رسل المسيح وخلفائهم القدّيسين، أنّ الراعي يكون مع رعيّته.
من هذا المنطلق توجّه إلى المشاركين مُشيرًا في كلمته إلى الواقع الذي نعيشه اليوم في كنيستنا الأنطاكيّة. وشدّد على أنّ الوحدة والمشورة وروح الشّركة هي مقوّمات الكنيسة الأرثوذكسيّة في مواجهة ما يهدّدها في العالم من انقسام وتشويه لرسالتها، وأنّ حضورنا اليوم هو لمراجعة الذّات على ضوء كلمة الله، فنراجع ما تمّمناه، لننطلق معًا ونحدّد أولويات المرحلة القادمة.
وأوضح أنّ الواقع الكنسيّ اليوم مؤلم جدًا ومعقّد.
وطلب من الإخوة خلع روح التشكيك والسلبيّة عنهم، ومواجهة ضعفاتنا بمعونة الله، لكوننا نؤمن بالتواصل وننفر من التفرّد.
وشجّع الحضور على تفعيل المشاركة الكاملة بين أعضاء الكنيسة الواحدة في الحياة بالمسيح وترتيب شؤون العمل. وطلب منهم الجهاد والسهر من أجل أن يعلو صوت الإنجيل في كلّ رعيّة في أنطاكية، حتّى نُبعدَ عنّا روح التفرقة الذي يزرع العثرات بين المؤمنين ويبعثرهم ويُضعف قوة الجماعة وصوتها النبويّ. فالنّاس تنظر إلى الكنيسة منتظرين ارتسام وجه الربّ عليها دومًا، لكي يرتووا من الماء الحيّ الذي لا ينضب.
وختم بطلبه من أبينا البطريرك أن يرشدنا بكلامه إلى حظيرة يسوع، الذي به نحيا ونتحرّك ونوجد.
بعدها كانت كلمة أبويّة للبطريرك أشار فيها إلى التحدّيات التي تواجه العالم بشكل عام والكنيسة الأنطاكيّة بشكل خاصّ وذلك على كلّ الأصعدة بما فيها الاجتماعي والاقتصاديّ والأخلاقيّ والتربويّ. ومع ذلك أكّد أنّه علينا أن نذكر أنّ التلاميذ دعوا مسيحيّين في أنطاكية أوّلًا. فللمسيحيّة مهدانْ المهد الجسدي حيث وُلد السيّد وحيث صُلب وقامْ والمهد الفكريّ، أنطاكية، حيث انطلقت البشارة على يد الرّسول بولس.
فما معنى كلمة مسيحيّ؟ هنا استشهد بأمثولة من العالم اليوناني القديم رواها القديس غريغوريوس النيصصيّ بيّن من خلالها أنّ المسيحيّ لا يستطيع أن ينسى أنّه انتقل من الظّلمة إلى النّور، من آدم القديم إلى آدم الجديد. وأضاف أنّه في اللغة العربية تنتهي كلمة مسيحي بياء النسبةْ مثل خشبيّ أو حديديّ أي كلّه من الخشب أو الحديد، وهذا يعني أنّك أنت من معدن المسيح يسوع، تمسحنت بأكملك.
وعرض فيديو للمطران جورج خضر، من إعداد المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للاعلام، يؤكّد فيه على أنّنا إن لم نجعل المسيح كلّ حياتنا فلسنا بشيء. وأكّد غبطته أنّ المطران جورج قال ما قاله القدّيس غريغوريوس من القرن الرابع.
واستشهد بثلاث مقاطع من العهد الجديد، من رسالة يوحنّا الأولى الإصحاح الأوّل، ورسالة أفسس الإصحاح الخامس ومن كولوسي الإصحاح ٣. هذه المقاطع وغيرها تدعونا إلى فحص أنفسنا كما يقول القديس إسحق السرياني: "من يعرف خطاياه أعظم ممّن يقيم الموتى"، مشدّدًأ على أهمّية سرّ التوبة والاعتراف.
وأوصى في النهاية على ضرورة إقامة ورش عمل في كافة الفروع حول كتاب أصول الحياة الرّوحيّة للأب الياس مرقص.
وختم قائلًا: أيّها الحركيون كونوا حركة ولا تتحوّلوا من MJO إلى NGO. أحبّوا المسيح، اقرأوا الكتاب المقدّس، احفظوه. صوموا وصلّوا، كونوا مثل الآباء الّذين تربينا على أيديهم، مثل المطران بولس بندلي والمطران يوحنا منصور والمطران جورج خضر والأب الياس مرقس وآخرين كثر قد يضيق بنا الوقت لذكرهم جميعًا.
وبعد أن أجاب غبطته على مجموعة من أسئلة الحضور، توجّه الجميع للمشاركة في مائدة محبّة.
واختتم المؤتمرون يومهم الأوّل بقراءة ورقة الأمين العام وبأسئلة استيضاحيّة حولها وتوجّهوا بعدها إلى مضافة دير النوريّة.