قدّاس الأحد في دير سيّدة البلمند البطريركيّ



2024-01-21
قدّاس الأحد في دير سيّدة البلمند البطريركيّ
البلمند، 21 كانون الثاني 2024
 
أقام البطريرك يوحنّا العاشر القدّاس الإلهيّ في دير سيّدة البلمند البطريركيّ، وعاونه في الخدمة المتروبوليت أنطونيوس (حوران)، بمشاركة قدس الأرشمندريت جراسيموس كبّاس رئيس دير القدّيس جاورجيوس الحميراء البطريركيّ، قدس الأرشمندريت جورج يعقوب رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ، قدس الأرشمندريت يعقوب خليل عميد معهد القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ اللاهوتي في البلمند ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة وخدمت القدّاس جوقة معهد اللاهوت.
وفي نهاية القدّاس الإلهيّ، توقّف غبطته عند رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي (3: 4-11) التي تُليت في القدّاس متابعًا لغاية كولوسي (3: 12-15)، حيث يحدّد فيها الرسول مسيرة حياة لإظهار معنى مسيحيّتنا وماهية الجهاد الذي يقوم به كلّ مؤمن بعد أن يغطّس في جرن المعمودية.
وأشار إلى أنّ السعي الروحيّ الذي يبدأ في جرن المعموديّة، يجب أن يُتابع كي ننمو ونصل إلى ملء قامة المسيح؛ لأنّ الرسول يبيّن لنا ما قصد الله من الإنسان، ألا وهو أن نكون مع الربّ في مجده "متى أُظهر حياتنا فحينئذٍ تظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كولوسي 3: 4)
وتابع غبطته موضحًا كيفية نموّنا بالنعمة، وهي كما يقول الرسول بولس أيضًا في كولوسي أن نطرح عنا الزنى، النجاسة، الهوى، الشهوة الرديّة، الطمع، الغضب، السخط، الخبث، التجديف، الكلام القبيح ... فنخلع الإنسان العتيق ونلبس الجديد أي التواضع والوداعة والرأفة وطول الأناة والمحبّة.
وشدّد غبطته أن الكلام هذا بات في أيّامنا الحاليّة مرفوضًا عند بعض منّا، لأنّ مفاهيم أخرى للحريّة، ومن منطلقات مختلفة، باتت تنتشر وتسود بيننا. وتأسّف، أنّ أشياء عديدة بدأت تُسمح وتباح وكأنّ الخطيئة لم تعد موجودة. ومن هنا، أهميّة المحافظة على مفهوم العائلة ومفهوم الزواج كما تربينا ونشأنا عليهما في بيوتنا ومع أهلنا، فنبقى واعين "كي لا نفقد البوصلة"، فالربّ أكرمنا وميّزنا عن باقي المخلوقات، قائلًا فليكن نور فكان، ولتكن المياه فكانت، أما الإنسان فجبله بيديه. وتمنى للجميع سنة مباركة.
وبعد القدّاس الإلهيّ، التقى غبطته المؤمنين في صالون الدير.