صلاة الخبزات الخمس



 

 صلاة الخبزات الخمس:

نرى هذه الصلاة في صلاة الغروب في الأعياد السيّدية وبعض أعياد القدّيسين، ويُدعى غروب ممتاز.

هي صلاة من ضمن الغروب إذًا، وغير منفصلة عنها وتسمّى ليتين أي تضرّع نطلب فيها معونة ووالدة الاله والقدّيسين.

بروكلس اسقف القسطنطينية (٤٣٧-٤٤٦م) قام بخدمة الليتين بمناسبة حدوث زلزال كبير دمر معظم المدينة ويقال انه في احدى الليتينات التي اقامها هذا الاسقف تم ترتيل نشيد التسبيح المثلث التقديس .

قد نظم القديس يوحنا الذهبي الفم الخدمة الليتينية الليلية لدحض الهرطقات بمساعدة التسابيح الارثوذكسية.

 

الصلوات التي  كانت تستعمل في القديم في الليتين بقيت مستعملة حتى اليوم وهي طلبات إلحاحيّة.

 

في هذه الصلاة نشاهد خروج الكاهن من الهيكل حاملًا أيقونة العيد أو القدّيس/القدّيسة في زيّاحٍ داخل الكنيسة، وبعدها تبدأ الصلاة في وسط الكنيسة أمام طاولة عليها خبزات خمس وزيت وخمر وقمح.

 

الخبزات الخمس يجلبها المؤمنون الى الكنيسة.

 

أصل الخدمة ديريّة ككثير من الصلوات، فكانت تقام السهرانيّات طوال الليل وكانت تُحضر إلى الكنيسة بعض الخبزات التي كان المتقدم يقوم بتبريكها ثم يكثرها ويُوزّعها على الرهبان/الرهبات والمؤمنين الحاضرين. ثم بعد ذلك تبدأ السحر ومن ثم القدّاس الإلهيّ أي السهرانيّة.

  

تفسير خدمة الليتين :

في القديم كانت الخدمة تقام خارج الكنيسة.

 

هذا الخروج يرمز الى طرد الانسان من الفردوس.  يقول القدّيس سمعان التسلونيكي (اذ يشدد على هذه الرمزية) اذ يقول: "عندما تغدو خارج الكنيسة نعترف  ونقر بسقوطنا من الفردوس وإغلاق أبوابه في وجههنا”.

 

صلوات هذه الخدمة هي لأجل إعادة فتح أبواب السماء، وطلب الرحمة الالهيّة.

 وقوف المؤمنون في مدخل الكنيسة - النرثكس-  هو كوقوف العشّار الذي كان يردّد اللهم ارحمني انا الخاطىء. 

 

الأبواب تبقى مغلقة عند خدمة الليتين، أمّا الاكليروس يخرجون من الباب الشمالي للهيكل.

 

في الكنائس القديمة كان صحن الكنيسة منفصل عن الرواق بجدار، والابواب تبقى مغلقة بالحجاب بعد دخول المؤمنين في الرواق ليعاد فتحها بعد نهاية الجزء الأوّل من الليتين عندما يعود الإكليروس والمؤمنون إلى صحن الكنيسة، ليقام الجزء الثاني من الليتين والذي يرمز إلى إعادة فتح أبواب الفردوسوتدفّق النعمة وهي العودة إلى حضن الله، ولهذا السبب يبدأ الخورسان بالاتّحاد رمزيًّا مرتّلين استيخونات أيّات مزامير وصلوات.

 

تُبارك الخبزات الخمس في الليتين، وهي خمسة تيمّنًا بعجيبة الخبزات الخمس التي اجتراها  الرّب يسوع لإشباع الجموع في القفر.

 

وها نحن في قفر خطايانا نطلب رحمة المخلّص، من هنا وجود المصلّين إكليروسًا وشعبًا في مدخل الكنيسة في بادىء الأمر تعبيرًا عن وجودنا في القفر نبحث عن الله وطالبين رحمته.

 

بركة الخبزات من قبل الكاهن في وسط الكنيسة هي كصلاة الرّبّ في وسط الجموع.

 

القمح والخمر والزيت فهي تمثل التقدمة التي نقدّمها إلى الله من ثمار الأرض وهي التي تشكّل العناصر الأساسيّة في غذائنا وهي ذبائح على مثال ذبائح العهد القديم غير الدمويّة.

 

 

طروبارية والدة الاله وهي مختصة بالليتين "افرحي ياوالدة الاله العذراء" تُرتّل نهاية الليتين إشارة إلى البشارة بالمخلّص تمّت مساءً.

 

هذه الطروبارية تُعتبر من أقدم التراتيل في الكنيسة الأرثوذكسيّة من أيّام القدّيس كيرللس الإسكندري.

 

" الأغنياء افتقروا وجاعوا. هذه الترتيلة هي في الواقع  بقية من المزمور٣٣ وهي العدد 10 الذي كان يرتّل بأكمله في هذه الفترة الزمنية في نهاية القّداس الإلهيّ عند توزيع البروتي، وكذلك في نهاية الليتين عند توزيع الخبزات،.

 

هناك من يرتّل أيضًا مزمور ١١٢”ليكن اسم الرب مباركًا” والذي يدعوه القدّيس سمعان التسالونيكي "شكر أيّوب”.