شرح ليتورجي:



 شرح ليتورجي:

- القوانين:

في خدمة صلاة السحر التي تقام يوميًّا، نتلو ما يسمَى ب «القوانين». وهي مجموعات من الصلوات المرتّلة. وكلّ قانون يتألّف من تسع أوديات (تسبيحات)، على أساس التسابيح التسع الّتي في العهد القديم.

يبدأ استخدام كتاب التريودي كل مساء سبت وكل يوم أحد ابتداء من أحد الفريسي والعشار  في صلاة الغروب.

أما في أحد مرفع اللحم، نبدأ باستخدامه يوميًّا حتى سبت النور.

وتكون الصلوات في أسبوع مرفع الجبن مزيجًا من التريودي والمعزّي، ما عدا يومي الأربعاء والجمعة حيث تكون الصلوات مثل الصوم تمامًا.

أما الأوديات الثلاث، فيبدأ استعمالها مع بدء الصوم الكبير إذ تُتلى كلّ يوم الأودية الثامنة والأودية التاسعة، مع أودية أخرى بحسب الأيّام. فالإثنين مثلاً، تتلى الأوديات الأولى، والثامنة والتاسعة، والثلاثاء، الأوديات الثانية، والثامنة والتاسعة، إلخ. 

 

الأوديّة

الأودية في الليتورجيا الأرثوذكسيّة هي قطعة مرتلّة من القانون الذي يتلى في صلاة السحر، عدد الأوديات في كلّ قانون تسع. إلاّ أن الأودية الثانية حذفت في كلّ أيام السنة عدا في أيام الصوم الأربعيني.

الأوديات التسع مرتكزة معنى ومبنى على التسابيح المأخوذة من الكتاب المقدّس والموجودة في كتاب السواعي الكبير وهي بالتتالي:

- التسبحة الأولى لموسى (خروج 1:15-19)،

- التسبحة الثانية أيضاً لموسى (تثنية الاشتراع 1:32-42)،

- التسبحة الثالثة لأم صموئيل (صموئيل 1:2-10)،

- التسبحة الرابعة لحبقوق النبي (2:3-19)،

- التسحبة الخامسة لأشعياء النبي (أشعيا 9:26-20)،

- التسبحة السادسة ليونان النبي (1:2-9)،

- التسبحة السابعة للفتيان الثلاثة (دانيال 26:3-56)،

- التسبحة الثامنة للفتيان الثلاثة (دانيال56:3-88)،

- التسبحة التاسعة لوالدة الإله ولزخريا والد يوحنا المعمدان (لوقا 46:1-55 و68:1-79) 


 

١-الأودية الأولى: تسبحة الظفر لموسى النبي بعد عبوره والشعب العبراني البحر الأحمر. «حينئذ رنّم النبيّ موسى وبنو اسرائيل هذه التسبيحة للرّب وقالوا، أرنّم للرّب فانّه قد تعظّم». (خروج ١٥/ رؤيا ٣:١٥).

قبل العبور كانت العبوديّة، بعد العبور جاء التحرّر.

قبل العبور كان الأنين، بعد العبور أتى الفرح.

قبل العبور كان التأفف والتذمّر، بعد العبور علا التسبيح والشكران.

هكذا النفس قبل التحرّر من الخطيئة.

في الخطيئة تكون النفس في الغربة فلا تستطيع التسبيح «كيف نرنم ترنيمة الرّب في أرض غريبة» (المزمور ١٣٧)، بعد الخطيئة الخليقة الجديدة «أعظّمك يا رّب لأنك نشلتني ولم تشمت بي أعدائي» (المزمور٣٠).

 والنفس التي مازالت مستعبدة للخطية بالقطع لا تستطيع التسبيح أما من تحرر من الخطية فلا يستطيع أن يكف عن التسبيح لذلك يقول المزمور (137) «على أنهار بابل (حيث كان الشعب في السبي) هناك بكينا على الصفصاف علقنا أعوادنا. كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة».

 

 

٢-الأودية الثانية: تسبحة موسى في تثنية الاشتراع (تثنية ٣٣).

هو نشيد النبيّ موسى الأخير قبل انطلاقه من هذا العالم وتسلّم يشوع بن نون القيادة عنه.

يقف موسى النبيّ على ضفاف نهر الأردن مهلّلًا ويسمعنا هذا النشيد الرائع فيقول:»:»انصتي أيّتها السموات فأتكلّم، ولتسمع الأرض أقوال فمي...).

 يشمل هذا النشيد قبول الإيمان فنكرانه ونتائج الجحود ومن ثم الحث بالعودة إلى الله: «وجّهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم لكي توصوا أولادكم أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة». 

صحيح أن موسى النبيّ يصف الشعب العبراني في مراحله المتقلّبة، إلّا أن هذا الأمر ينطبق على كلّ الأمم والشعوب والأفراد.

في نهاية النشيد يصعد النبيّ بطلب من الرّب إلى جبل نبو وينظر أرض كنعان ويموت

ملاحظة: يوجد تسع أودية أو تسابيح، ولكن التسبحة الثانية لا تتلى إلّا في زمن التريودي فقط، إذ هي تناسب زمن الصوم الكبير لمعانيها الخاصة حول التنهّد.

 

٣-الأودية التاسعة: (لوقا٤٦:١-٥٦)

هي تسبحة والدة الإله بعد لقائها أليصابات وإرتكاض الجنين في بطنها: «تعظّم نفسي الربّ».

 فالتريودي إذًا هو الكتاب الذي أخذ اسمه من الأوديات الثلاثة التي تًرتل في كلّ أيام الصوم الأربعيني.