بيان صادر عن المجمع الأنطاكي المقدس



2022-03-02
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي المقدس
البلمند، ٢ آذار ٢٠٢٢

انعقد المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة غبطة البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) في دورته الاستثنائية الثالثة عشرة في البلمند في الثاني من آذار 2022 وذلك بحضور كل من أصحاب السيادة المطارنة:
 
الياس (أبرشيّة بيروت وتوابعها)، الياس (أبرشيّة صيدا وصور وتوابعهما)، سابا (أبرشيّة حوران وجبل العرب)، جورج (أبرشيّة حمص وتوابعها)، سلوان (أبرشيّة جبيل والبترون وما يليهما)، باسيليوس (أبرشية عكّار وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما)، إغناطيوس (أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية)، إسحق (أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى)، أنطونيوس (أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا (أبرشية حماه وتوابعها)، أثناسيوس (أبرشية اللاذقية وتوابعها)، أفرام (أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما). وحضر الأسقف غريغوريوس خوري أمين سر المجمع المقدس.
 
واعتذر عن الحضور المطارنة سرجيوس (أبرشية سانتياغو وتشيلي)، دمسكينوس (أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل)، جوزيف (أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية)، غطاس (أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما)، سلوان (أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا)، باسيليوس (أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا والفيلبين)، إغناطيوس (أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي)، يعقوب (أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين) ونيفن صيقلي متروبوليت شهبا وممثل بطريرك أنطاكية لدى بطريرك موسكو. وقد حضر المطران بولس يازجي المغيّب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.
 
وبعد الصلاة واستدعاء الروح القدس واستمطار الرحمة الإلهية تناول الآباء أولاً قضية مطراني حلب المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم واستنكروا الصمت الدولي المطبق تجاه القضية التي تدخل عامها التاسع. ودعوا إلى إطلاقهما ووضع نهاية لهذا الملف الذي يختصر شيئاً مما يعانيه إنسان هذا الشرق من ويلات.
 
تدارس الآباء التطورات التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية في الآونة الأخيرة، وحالة التأزم التي صارت تنذر بتداعيات خطيرة على الوحدة الأرثوذكسية.
وأكدّوا مجددًا أن الكنيسة الأنطاكية تشدّد على ضرورة الاحتكام لمبدأ توافق وإجماع جميع الكنائس الأرثوذكسية المعترف بها من قبل عائلة الكنائس المحلية، فيما يختص بالعمل الأرثوذكسي المشترك والمسائل الخلافية في العالم الأرثوذكسي وذلك كضمانة فعلية لوحدة الكنيسة الأرثوذكسية.
 
على الصعيد الرعائي، شدّد الآباء على أنّ الخدمة الكهنوتية على مختلف درجاتها، هي مرآة خدمة الكنيسة لأبنائها، وأنّ خادم كنيسة المسيح مدعو لأن يكون أيقونة للرب نفسه وشاهداً حيّاً له في كل ما يقوم به من أعمال. وأكدوا على حرصهم الكبير على أن تبقى الخدمة الكهنوتية خدمةً نقيّة لا عيب فيها ولا غضن وذلك في أبعادها الروحية والرعائية والإدارية والمادية. وشدّدوا أنه، لا بد للكنيسة، ومن باب هذا الحرص على صفاء الخدمة والشهادة، أن تكون حازمةً ومحاسبةً حيث تدعو الحاجة.
 
وتوقف الآباء عند الواقع الاقتصادي والمعيشي الذي يرزح تحت وطأته الشعب اللبناني، الذي بات يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، ودعوا الحكومة اللبنانية، إلى العمل من أجل توفير الخدمات العامة ومتطلبات العيش الأساسية للمواطنين. وفي هذه المرحلة التي يستعد فيها لبنان للانتخابات النيابية، يذكر الآباء بأهمية اليقظة السياسية، ويدعون أبناءهم إلى مقاربة الانتخابات القادمة بروح المسؤولية لاختيار المرشحين المخلصين للوطن القادرين على إنهاضه من الدرك الذي وصل إليه، ومن المعاصي التي تراكمت في الحياة السياسية اللبنانية.
 
وفي الشأن السوري، كرر الآباء دعوتهم، من أجل إيجاد حلّ سياسي يراعي تطلعات الشعب السوري، ويحقق المصالحة الوطنية، ويحافظ على وحدة الدولة السورية. كما ناشدوا المجتمع الدولي رفع العقوبات الاقتصادية التي يتحمل المواطنون تداعياتها في لقمة عيشهم، وصحتهم ومستقبل أولادهم.
 
تابع آباء المجمع بألم عميق وحزن شديد الأحداث المؤلمة في أوكرانيا، ورفعوا صلواتهم الحارة من أجل السلام في أوكرانيا وفي العالم أجمع، ومن أجل أن يلهم الرب القدير أصحاب القرار تغليب منطق السلام واعتماد لغة الحوار من أجل تجنيب الجميع المزيد من الدمار والخسائر البشرية والمادية.
 
وفي هذا الوقت العصيب الذي يمرّ فيه الشعب الأوكراني، يعبّر الآباء عن تعاطفهم مع السادة الرعاة في كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية برئاسة صاحب الغبطة المتروبوليت أونوفريوس. ويرجو الآباء أن تساهم الروابط الروحية والتاريخية بين الشعبين الروسي والأوكراني اللذين خرجا من جرن المعمودية الواحد، في حل النزاع وتحقيق المصالحة وتوطيد السلام.
 
وعلى عتبة الصوم المبارك، يدعو الآباء إلى الالتصاق بكلمة الله، وتكثيف الصلوات من أجل السلام الذي من العلى، ويذكرون أبناءهم في الوطن والانتشار، بأهمية أن يترافق جهاد الصوم مع الاهتمام بالفقراء أخوة يسوع الصغار، لأننا في الكنيسة لا نصوم من الأجل الإمساك عن الطعام فحسب، بل لكي نعطي المساكين ثمن الطعام الذي نمسك عنه.