المنبر أو الأمبون
المنبر أو الأمبون
تعريف:
كلمة Ambone أو Ambo هي كلمة يونانيّة Ἄμβων مشتقة من فعل " αναβένω = أصعد" وتعني درجة وارتفاع، وهي المنصّة التي يُقرأ منها الإنجيل.
ايّها الرّب سيدنا ما امجد اسمك في كل الارض حيث جعلت جلالك فوق السموات (مز١:٨)
تاريخيًا، كان يقع الأمبون في وسط صحن الكنيسة The Nave وهو مكان مرتفع يُتلى منه الإنجيل المقدّس أثناء القدّاس الإلهي، تعبيرًا على أن كلمة الله النازلة من فوق تتلى على رؤوس المؤمنين، وهو شكل متطوّر لل Bimah التي كانت موجودة في المجامع اليهودية والتي كانت تستعمل لتلاوة القراءات على الشعب.
يعتبر الأمبون إمتدادًا للهيكل.
كذلك تسمّى المساحة المرتفعة أمام الباب الملوكي مباشرةً بالأمبون وهي في وسط منطقة تسمّى الSoleas - أيّ المنطقة المرتفعة الممتدّة على طول امتداد الإيقونسطاس - وعلىيها يقف الكاهن ليقدّم القدسات للمؤمنين أو يتلو بعض الصلوات ويعطي الختم ويلقي العظة.
وقد تكون على شكل دائري أو مستطيل ويعلو بدرجتين أو ثلاثة.
على جوانب ال (Solea(s يوجد مساحتان مخصّصتان للجوقة – يمينًا ويسارًا – وتعرف هذه المساحة بال Kliros أيّ القرعة بمعنى أن المرتلّين والقرّاء كان ينتخبون بالقرعة على غرار ما حصل في انتخاب متيّاس بديل يهوذا في أعمال الرسل.
" فاقاموا إثثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقّب يوستس ومتياس. وصلّوا قائلين أيها الرّب العارف قلوب الجميع عيّن أنت من هذين الإثنين أايّا اخترته. ليأخذ قرعة هذه الخدمة والرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب إالى مكانه. ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولاً (أعمال 23:1-26)"
وهذا يسلّط الضوء على أن " ما من أحد يأخذ هذه الكرامة لنفسه إلّا الذي أعطيت له من فوق " ولا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضًا (عبرانيين 4:5) "، أي يُعتبر من وقعت عليه القرعة أخذ النصيب الصالح وهو تدبير رباني.
ولاحقًا إرتبطت كلمة kliros بالكهنة (إكليريكي).
في بعض الكنائس تمتد منطقة ال(Solea(s من أمام الإيقونسطاس إلى حدود صحن الكنيسة، وعلى جوانبها يقع مكان الجوقتين بالإضافة إلى عرش الأسقف Cathedra.
جوانب أخرى:
1- يستعمل المنبر - الأمبون أيضًا لقرأءة صلوات وطلبات وابتهالات ولإعطاء الحل.
2- في بادىء الأمر أُستعمل المنبر – الأمبون في الشرق والغرب معًا، ولكن مع الوقت بدأ يختفي تدريجيًا في الغرب ومن ثم في الشرق. دعي في الغرب أيضًا lectorium أي مكان القرأءة والوعظ. كذلك بدأ يشاهد في الكنائس منبرين واحد للإنجيل وآخر للترتيل.
3- كون يعتبر المنبر يعتبر جزءًا من الهيكل يُقتصر استعماله على الإكليروس فقط أي المكرّسين للخدمة.
4- كان يقف عليه من يتقدّم لتناول القدسات.
5- كان الكاهن بعد تعميده مولودًا جديدًا يصعد به إلى المنبر ليعلن معموديته التي كانت تضم وما تزال في الكنائس الأرثوذكسيّة التغطسي والميرون ومناولة القدسات.
6- كان يتلى من ورائه في الماضي صلوات عديدة في القدّاس الإلهيّ والمعموديات والأعراس والجنازات.
كما يوجد اليوم إفشين يسمّى إفشين وراء المنبر:
في نهاية القدّاس الإلهي أي بعد لنخرج بسلام / إلى الرّب نطلب مباشرة نشاهد الكاهن يخرج من الباب الملوكي ويقف أمام أيقونة السيّد ويقرأ إفشينًا بصوت جهوري بدايته: " يا مبارك مباركيك، يا رّب ومقدّس المتوكلّين عليك...".
هذا الإفشين هو في الحقيقة " إفشين وراء المنبر" أي يقرأ وراء المنبر وليس أمام أيقونة السيّد، ولكن درجة العادة اليوم أن يقرأ أمام أيقونة السيّد لعدم وجود المنبر.
ملاحظة:
يعتبر المنبر خطوة تأسّست في الكنيسة لتستخدم في القراءة والوعظ (حسب كتاب تعاليم الرسل) ولوقوف المرتلّين أحياناً (كما حدده القانون /15/ لمجمع اللاذقية) وهذا يعني أن المنبر كان واسعاً.
في الفترة البيزنطية بدء بوضع الانجيل عليه، والقراءة منه. أما مكانه فكان يختلف ما بين الطرف الجنوبي أو الشمالي من الرواق الأوسط ، وأحياناً في الوسط.
أنواع المنابر (الأمبون)ο άμβων:
كانت أنواع المنابرعموماً ثلاثة:
I. منبر ذو شرفة نصف دائرية: يقود إليه سلّم صغير بدرجتين أو ثلاثة وأحياناً كانت هذه المنابر ذات قطعة واحدة منحوتة.
II. المنابر ذات الشكل زهرة: وهو أقل من حيث الانتشار. له شرفة تعلوها قبّة قائمة على أعمدة (ثلاثة أعمدة غالبا)، ويصعد إلى هذا الأمبون بسلّمين متقابلين يتكون كلّ واحد منهما من أربع أو خمس درجات.
III. المنبر الدائري: وهو مبني على عامود وله سلّمين، أحدهما للصعود من جهة الشرق والآخر للنزول من جهة الغرب. أغلب هذه المنابر كان بقبّة محمولة على أربعة أعمدة. وهذا الأنوع من المنابر كان أعلى من غيره وبدرجات أكثر ونادراً ما يكون القسم الذي تحت الشرفة مغلقاً مما يسمح بالمرور منه أو بوقوف المرتلين الذين يتوزعون على الدرجات وأمامه وتحته.
IV. ومن خلال ظهور مثل هذه المنابر في الكثير من المخطوطات البيزنطية كالمخطوط "μηνολόγιον Βασιλείου Β΄" (القرن الحادي عشر) نستنتج منها هذا النوع كان سائداً بكثرة في تلك الفترة.
المنبر السوري (βήμα) البيما
في بعض معابد شمال سورية وفي وسط الرواق الأوسط كان هناك بناء صغير (أبعاده تتراوح بين 8 و14 متراً ) بشكل نعل الفرس βήμα (أي أنّه قائم الزوايا من جهاته الثلاثة وله حنية نصف دائرية من جهته الغربية) وأعلى من الأرض بدرجة واحدة، أو أكثر. وأعتبر كلّ من الباحثين Tchalenko وlassus أن هذا الشيء يشكل منبراً .
وكان في هذا المنبرعرش صغير في منتصف الحنية ومقاعد محيط بالعرش ممتدة نحو الجهتين الشمالية والجنوبية، بينما كانت الجهة الشرقي مفتوحة كمدخل.
وبما أنّه لم يوجد في حنيات هياكل الفاسيليكيات السورية مدارج لجلوس الكهنة، أعتبر هذا البناء على أنه يشكّل اتّحاداً للمدرج والمنبر في سط الكنيسة. وقد برهن Tchalenko على أن هذه المنابر كانت موجودة في فاسليكيات شمال سورية منذ القرن الرابع وحتى الفتح العربي. ويبدو بسبب ضيق العرش في وسط المنبر أنّه لم يكن مخصصاً لجلوس الأسقف بل لوضع الانجيل المقدس.
وجود هذه المنابر السورية في وسط المعابد قد يكون أيضاً نتيجة لشكل الليتورجيا السورية وأيضاً ينتج من أن أغلب المداخل في المعابد السورية موجود في الجنوب الغربي وليس في القسم الغربي، حيث كان المؤمنون في شمال سورية يدخلون أغلب كنائسهم من الجنوب ويحتلون أماكنهم إلى جانبي المنبر وهذا سيصبح أكثر وضوحاً إذا أخذنا بعين الاعتبار أن بعض أقسام الرواق الأوسط كان مخصصاً للاكليروس.
ويعتقد الباحث الأثري Tchalenko أن الرسامين تأثروا بالشكل النصف دائري للمنبر السوري عندما رسموا أيقونات مشهد العنصرة حيث التلاميذ يجلسون في Bema.
2024-10-06
القداس الإلهي في كنيسة الصليب…
2024-10-08
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي…
2024-10-10
نداء الأرثوذكس في لبنان "دعوا…
2024-10-16
كلمة البطريرك يوحنا العاشر في…
2024-10-31
شبكة الفصح للسنة الميلاديّة ٢٠٢٥