القدّيس يعقوب الرسول أخو الرب أول أساقفة أورشليم
مقدّمة:
أوّل ما ورد ذكر القدّيس يعقوب، الذي نحن في صدد الكلام عنه هنا، في إنجيلي متى ((٥٥:١٣ ومرقس (.(٣:٦
هو غير الرسولين القدّيسين يعقوب بن زبدى ويعقوب بن حلفى المعدودين ضمن الإثني عشر. وقد أشير إليه كواحد من أخوة الرب يسوع الأربعة. والثلاثة الباقون هم يوسي وسمعان ويهوذا.
كان لإخوة الرّب يسوع منذ البدء أكثر من تفسير. أبرز التفسيرات اثنان:
- الأوّل أنّهم كانوا أولاد أخت مريم أو أولاد أخ يوسف، وهؤلاء في عرف، اليهود أخوة.
- الثاني، وهو الأكثر شيوعًا في التراث، أنّهم أولاد يوسف البار خطيب مريم من زواج كان له قبل مريم، وهذا معناه أن يوسف كان أرملاً عندما اقترن بمريم العذراء. ويذكر ذلك إنجيل يوحنا أن أحداً من أخوة يسوع لم يؤمن به، أوّل الأمر (١:٧-٥).
يعقوب عبد الله وعبد الرّب يسوع المسيح:
في الحقيقة ليس واضحًا تمامًا ماذا حدث ليعقوب حتى آمن ودعا نفسه «عبد الله وعبد الرب يسوع المسيح»، كما جاء في الرسالة التي تُنسب إليه وتحمل اسمه (١:١)، غير أن الرسول بولس يذكر في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس أن الربّ يسوع ظهر ليعقوب شخصيًّا بعد قيامته من بين الأموات (١كورنثوس٧:١٥).
ويبدو، من النصوص الكتابية، أن يعقوب كان أحد أبرز الوجوه في الكنيسة في أورشليم. فالرسول بولس يذكره في رسالته إلى أهل غلاطية (١٩:١؛ ٩:٢) باعتباره أحد الثلاثة المعتبرين أعمدة الكنيسة فيها. والاثنان الآخران هما صفا (بطرس) ويوحنا.
ويذكره أعمال الرسل في احتماع أورشليم الذي حضره الرسل والمشابخ لينظروا في أمر الختان وما إذا كان يشمل الأمميين المقبلين إلى المسيح أم لا. يوم ذاك وقف يعقوب، كرأس للجماعة في أورشليم، ولفظ الكلمة الفصل. (أعمال ١٥).
رسائله:
تنسب إليه أولى الرسائل الرعائية السبع (يعقوب، بطرس الأولى...) التي تشكّل مجموعة من مجموعات أسفار العهد الجديد. يعود تاريخ كتابتها بين العامين ٥٠ و٦٠ للميلاد، وهي عبارة عن مجموعة حكم وإرشادات تتناول السلوك المسيحي والحياة الرعائية كالصبر في الشدائد والإيمان الفاعل بالمحبة وضبط اللسان وأهمية الصلاة والتحذير من خدمة الله والمال سواء بسواء.
يعقوب في الكنيسة:
يعرف بيعقوب البار وبأنّه نذير الرّبّ منذ الطفولة، لا يأكل الزبد ولا يشرب الخمر ولا يعرف شعره الموس، وأنّه بقي عفيفًا إلى نهاية حياته، وكان يكتفي من الطعام بأقلّه، وأنّه كثيرًا ما كان يحيي لياليه في الصلاة حتى أضحت ركبتاه كالحجر من كثرة السجود.
يعقوب أوّل أسقف على أورشليم:
اختاره الرسل بالإجماع أوّل أسقف على أورشليم، فكان عليها ثلاثين عامًا. كذلك إليه تُنسب أقدم ليتورجيا، «قدّاس القدّيس يعقوب الرسول» التي يظّن الدارسون أنّها في أصل قدّاس كلّ من القدّيسين باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم.
استشهاده:
حقد عليه اليهود وأرادوا قتله لأنّه كان يجذب اليهود والوثنيين إلى المسيحيّة لأنّه كان رجل صلاة. وفي إحدى المرّات كان يبشرالناس بالمسيح من على سطح أحد البيوت، أو ربّما من جناح الهيكل، فجاءه الكتبة والفريسيون وألقوه من علوٍ فسقط أرضًا وأصيب ولكنّه لم يمت، فعاجلوه ببضربةٍ عصا على رأسه فقضت عليه وهو في الثالثة والستين من العمر.
كان ذلك في العام ٦٢ للميلاد. ثم أن يهود أتقياء أشاعوا، فيما بعد، أن محاصرة أورشليم وهدمها في السنة السبعين كان عقابًا من الله على قتله.
2024-12-15
15-12-2024 كلمة البطريرك يوحنا…
2024-12-16
البطريرك يوحنا العاشر يستقبل…
2024-12-18
اجتماع البطاركة ورؤساء الطوائف…
2024-12-18
دليل الكرسيّ الأنطاكي ٢٠٢٥
2024-12-20
الرسالة الرعائية ميلاد 2024