التريصاجيون (النشيد المثلّث التقديس) Το τρισάγιον



التريصاجيون (النشيد المثلّث التقدّيس) Το τρισάγιον:

نقرأ في سفر أشعياء " قدّوس قدّوس قدّوس رّب الجنود مجده ملء كلّ الأرض " (أشعياء 3:6).

وأجمل ما في هذا النص الآية التي تلي هذا  التسبيح المثلّث تقدّيسه: " فاهتزّت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخانًا". (أشعياء 4:6).

إنّه حضورٌ إلهيّ ومجدٌ إلهيّ، فحبّذا لو ندرك أنّه في كلّ مرّةٍ نقول هذا التسبيح ندرك أننا نقف في حضور الله ومجده.

فكلمة τρισάγιον - المؤلّفة من كلمتين τρισ والتي تشير إلى " المثلّث" من ثلاثة، وάγιον أي مقدّس - والتي تُطلّق على خدمة الصلاة على نفوس الراقدين والمعروفة بالنياحة والتي يمكن أن تصلّى في كلّ وقتٍ يُراد فيه الصلاة عن روحٍ واحدٍ أو أكثر من الراقدين سواء كان في الكنيسة أو في البيت أو في المقبرة، تعبّر عن أن أمواتنا الذين يقفون أمام مجد الله ودينونته العادلة، كما أنّها تعبّر عن عظمة الله وأنّه هو الضابط الكل وإله الأحياء والأموات ومنه نطلب الرحمة والتحنن.

يفسّر القدّيس جرمانوس النشيد المثلّث التقدّيس قائلاً: " قدّوس الله، أيّ الله الآب. قدّوس القويّ، أيّ الله الابن والكلمة لأنّه قيّد الشيطان المستقوي علينا وأبطل بالصليب من له عزة الموت ومنحنا الحياة والقوّة والسلطان لكيّ ندوسه. قدّوس الذي لا يموت، أيّ  الله الروح القدس الذي يمد الخليقة كلّها بالحيّاة."

ملاحظة: كلّ وصف ذكره القدّيس ينطبق على كلٍّ من الأقانيم  الثلاثة، لأنّ الله إله واحد.

كذلك نجد في سفر الرؤيّا التسبيح نفسه " والأربعة الحيوانات لكل واحدٍ منها ستة أجنحة حولها ومن داخل مملوءةً عيونًا ولا تزال نهارا وليلاً قائلةً قدّوس قدّوس قدّوس الرّب الإله القادر على كلّ شيءٍ الذي كان والكائن والذي يأتي " (رؤ 4: 8)

ففي العبرية تكرار الكلمة ثلاث مرّات تعني القداسة التي ليس بعدها قداسة. ونلاحظ في تسبحاتهم أنّهم لا يطلبون شيئًا، بل هم يسبّحون ويشكرون الله على عطاياه، فرحين بالله على قدرته ومحبته ومجده.

وهكذا سنكون في السماء لا نطلب شيئًا، فلن نكون محتاجين إلى شيء، بل نسبّح الله على مجده الذي لا يوصف والذي وهبنا أن نستمتع به معه.

وحياة الله الأبديّة الله ظهرت منذ القدم إن كان في إعلان الله عن اسمه " يهوى" الكائن، أو في سفر المزامير: "عطشت نفسي إلى الله إلى الإله القويّ الحيّ " (مز2:42).