البطريرك يوحنا العاشر يزور ديري ماخيراس…

إلى دير ماخيراس الذي يقع على ارتفاع 870 مترًا فوق منحدرات كيونيا في منخفض لجبال ماخيراس، توجه غبطة البطريرك يوحنا العاشر برفقة متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس والأساقفة: موسى (الخوري)، أفرام معلولي (الوكيل البطربركي) وكهنة وشمامسة ورهبان.

وما زاد من جمالية زيارة غبطته هي مشاركة كورال الكنارة الروحية بقيادة الشماس ملاتيوس شطاحي الذي فاح منه عبير أنطاكية بأدائه المتميز الذي يؤكد أن "الترتيل ليس مجرد أداء بل هو صلاة مرتفعة إلى السيد كالبخور الذي يتصاعد إلى السماء جوابًا من الإنسان لمحبة الله".

كان في استقبال غبطته والوفد المرافق رئيس دير ماخيراس الأسقف أبيفانيوس ولفيف من رهبان الدير وجمهور من المؤمنين.

وعلى وقع إنشاد ترتيلة بواجب الاستئهال التي صدحت من حناجر افراد كورال الكنارة الروحية، دخل غبطته محاطًا بالمطران أثناسيوس وأساقفة وكهنة ورهبان إلى كنيسة الدير المكرس لوالدة الإله ورفع هناك الصلاة على نية الكنيستين..

بعد الصلاة، التمس الشعب المؤمن بركة غبطته الأبوية وجال الكورال على أرجاء الدير مطلعًا على تاريخه وعراقته.

وإذا ما تعمقنا في الدير وروحانيته، فهو مكرّس لوالدة الإله ويُقيم احتفاله السنوي في 21 من تشرين الثاني، عيد دخول السيّدة إلى الهيكل. إن الرهبان الموجودين في الدير شديدي التنسّك وهم يحتفظون بتقاليد بنفس صلابة التقاليد السائدة في جبل آثوس في اليونان.

يمتلك الدير قطع من الأراضي حصل عليها كتبرّعات يرجع تاريخها إلى حقبة الفرنجة.

تم بناء الكنيسة ذات الثلاثة صحون التابعة للدير في الفترة ما بين (1892_ 1900)، أمّا حوامل الأيقونات المنحوتة من الخشب فقد تم صنعها في الفترة الممتدة بين (1919-1921م) على أيدي جيورجيوس كيرياكو المنتمي إلى قرية خريسيدا.

ويبلغ ارتفاع برج الجرس 19 مترًا ويعود تاريخه إلى العام 1900. كما يضم الدير أيضًا مجموعة من الكتب والمخطوطات القديمة والأيقونات والمصنوعات الدينية الأخرى.

ومن دير ماخيراس، توجّه غبطته برفقة متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس إلى دير إيراكليذيوس الضارب جذوره في عمق التاريخ. وكانت في استقبال غبطته والوفد الكنسي رئيسة الدير الأم بروزرومي والأخوات الراهبات ومؤمنين.

وعلى وقع قرع الأجراس وحرق البخور وإنشاد التراتيل من أداء كورال الكنارة الروحية، دخل البطريرك يوحنا إلى كنيسة الدير ورفع الصلاة على نية الكنيستين والراهبات اللواتي يقمن في هذا الدير العريق.

بعد ذلك، ألقى غبطته كلمة روحيّة عبّر فيها عن فرحه لوجوده في دير إيراكليذيوس بدعوة من متروبوليت ليماسول المطران اثناسيوس شاكرًا سيادته على هذه الدعوة والراهبات على حفاوة استقبالهن لشخصه وللوفد واعضاء الكورال.

ومن كنيسة الدير أكد غبطته أن "الكنيسة الأنطاكية قد عانت ولا زالت من اضطهاد وتهجير وخطف وترهيب، ولكن هذا الترهيب لم يزعزع من إيمان أبناء الكنيسة بل زادهم قوة وتمسكًا وثباتًا. وها هو كورال الكنارة الروحية هو علامة وشهادة حياة نابضة بالإيمان والرجاء.

وتمنّى غبطته للأخوات الراهبات دوام الصحة والعافية والعطاء.

والجدير بالذكر، أن عدد الراهبات في الدير هو 38 راهبة يعملن بصمت وتنسك وخدمة وعطاء إيمانًا برسالتهن السامية، ويحتفل الدير بعيد شفيعه في السابع عشر من شهر أيلول.