أيقونة العنصرة



#شروحات_أرثوذكسية

"ستنالون قوّة متى حلّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا" (أع٨:١)

تجسّد هذه الأيقونة حلول الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسنة ناريّة، على الأثر ابتدأ التلاميذ يشهدون للرّب دون خوف.

pen

هو عيد تأسيس الكنيسة ومولدها، في هذا اليوم كثيرون قبلوا كلام الربّ بفرح، واعتمدوا، وانضم نحو ثلاثة الاف نفس إلى الكنيسة.

بعد الفصح، أي القيامة، شهدنا الصعود، وها الآن العنصرة.

هي المرحلة الثالثة في الكنيسة، في العهد الجديد:

المرحلة الأولى: من البشارة إلى الصليب.
المرحلة الثانية: من الصليب رلى القيامة.
المرحلة الثالثة: من القيامة إلى العنصرة مروراً بالصعود.

الروح القدس قوّى التلاميذ وأضاء لهم كلّ شيء من جديد. فهموا الكتب، وما جرى معهم من أحداث: "أمّا المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كلّ شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا ٢٦:١٤).

هي معموديتهم بالروح.

حدث العنصرة يعيدنا إلى برج بابل ولكن هذه المرة بشكل معاكس.
في بابل كانوا يتكلّمون لغة واحدة ثم ما عاد الواحد منهم يفهم ما يقوله الآخر، وأمّا الآن فهم يتكلّّمون بلغات مختلفة ولكن يفهم الواحد الآخر.

مكان العنصرة: العليّة في أورشليم. هذا يعيدنا بالذاكرة الى العشاء السرّي في عليّة صهيون.

الرداء الأحمر الذي يلف المكان في الأيقونة يرمز إلى المجد الإلهيّ الذي كان يظلّل المكان. نراه في أيقونات عديدة.

وضعية التلاميذ وعددهم:
- كما في الصعود، إثنا عشر تلميذًا بينهم بولس الرسول. ستة تلاميذ من كلّ جهة.

- المكان الوسطي الذي يشكّل مكان الرئيس هو شاغر، لأن هذا هو مكان الرّبّ يسوع المسيح رئيس الكنيسة الدائم.

- يجلس التلاميذ على مقعد نصف دائري (bema) كأنّهم في مجلس أعلى، وهذا يذكرنا بما قاله الرّبّ يسوع لهم: ستجلسون معي وتدينون الأمم. “ (متى ٢٨:١٩).

- التلاميذ على هذا الشكل:

١- من جهة يمين الأيقونة: بطرس، متى، مرقس، يعقوب، سمعان، توما.

٢- من جهة يسار الأيقونة: بولس، يوحنا، لوقا، اندراوس، برثلماوس وفيليبس.

على خلاف أيقونة الصعود، لا نجد والدة الإله في أيقونات العنصرة إلّا في بعض الأيقونات، وذلك لأنّه حلّ عليها الروح القدس في البشارة، مع العلم أن وجود والدة الإله في أيقونة العنصرة قديم جدًا (القرن السادس ميلادي)، ولكن وقوفًا وسط التلاميذ وليس جلوسًا مكان الربّ يسوع المسيح.

الأناجيل والرسائل في يد الرسل دلالة على ما كتبوه وبشّروا به.

الرجل المسن في الأسفل هو ملك شيخ طاعن في السن يمثّل الخليقة جمعاء منذ القدم الرازحة تحت ثقل الخطيئة وتنتظر البشارة، لهذا نجده داخل كهف مظلم لأن نور المسيح لم يدركه بعد.

يحمل بين يديه قطعة من القماش وضع عليها إثنا عشر ملفاً رمزاً للرسل الإثني عشر الذين حملوا البشارة إلى العالم أجمع.

طروبارية العنصرة، نجدها في هذه الأيقونة:

- الصيادون هم الرسل، المسكونة تتمثّل بالشيخ الذي يقف في الوسط، والروح القدس بالألسنة الناريّة الهابطة من فوق.

معموديّة الروح القدس تنشئ ولادة جديدة:
الروح القدس في البشارة، كانت نتيجته ولادة المخلّص، وأمّا الآن فهي ولادة الكنيسة التي هي جسد المسيح السرّي.

صحيح أن الكنيسة مولودة منذ التكوين وأعضاؤها الآباء والأجداد والأنبياء، إلّا أنّها اليوم أصبحت منتصرة على الموت بقيامة السيّد وحلول الروح المحيّ.