اليوم الرابع من زيارة غبطة بطريرك أنطاكية يوحنا…
تابع الوفدُ الأنطاكيُ زيارنه إلى الجبل المقدّس وعلى رأسهم البطريرك يوحنا العاشر، ووصلوا في اليوم الرابع إلى ديرَ "الفاتوبيذي"،
اليوم الرابع من حج غبطة بطريرك أنطاكية يوحنا العاشر إلى الجبل المقدّس، بستان حديقة والدة الإله
نعمةٌ فوق نعمةٍ، تبرُّكٌ بعد تبركٍ، ومحطةٌ ديريةٌ إثر أخرى. تابع الوفدُ الأنطاكيُ رحلة الحج التي يقودها البطريرك يوحنا العاشر، وغاص أكثر فأكثر في جغرافية الجبل المقدّس الروحية وفي جماليات هذا المَصعد الأرضي إلى العُلى حيث الجمال الحقيقي.
هذا الجمال الروحي الذي يربُط الأرض بالسماء صلاةً ومحبةً متفانيةً "من أجل حياة كلّ العالم".
زار صاحبُ الغبطة البطريركُ يوحنا العاشر والوفدُ الأنطاكيُّ المُرافق له ديرَ "الفاتوبيذي" الذي يحوي، إضافة إلى "الكاثوليكون" الكبير، على أكثر من 35 كنيسةٍ ضمن أسواره.
هذه المَحطّةُ كانت مُتميزةً على صُعدٍ عدّة. فالوصول إلى الدير كان على وقع زخات المطر الخفيف المُتساقط من السماء ليلاقي جمال الطبيعة المُتنوعة رونقاً وصفاءً وهدوءً وبهاءً. لهذا الدير رمزيةٌ كبيرة في جغرافية الجبل الروحية ومكانةٌ خاصة في قلب والدة الإله، ففيه سبعُ أيقوناتٍ عجائبية لوالدة الإله، إضافة إلى زنارها العجائبي. يقول التقليد المحلي أن دير الفاتوبيذي هو الذي سوف تنتقيه والدة الإله إن أرادت أن تسكن الجبل.
تتوالى خدمُ صلوات الشكر ولا تتشابه. ففي الفاتوبيذي كان هناك بهاءٌ مميزٌ من خلالِ حشدِ الرهبان الكبيرِ مع الآباءِ ومشايخ الدير بحللهمِ الليتورجيةِ بهيةِ الألوان. دخل الجميع على أنغام التراتيل الملائكية وقرع أجراس الدير تهليلاً بالبطريرك ووفدِه المرافق على أرض افترشتها أوراق الغار. والغار لا يَفتَرشُ الطرقاتِ والساحاتِ إلا في أوقات الفرح الكبير، فرح القيامة المجيدة. وصل الجميع إلى كاثوليكونِ الديرِ المُفعم بعبق التاريخ وصلوات الآباء القديسين، فبدأت الخدمة على وقعِ تراتيلَ فخمةٍ لجوقِ الدير، لتصدح أصواته في النهاية بترنيم الدعاء (البوليخرونيون) لغبطة بطريرك أنطاكيةَ وسائر المشرق.
بعد ذلك، وبحضور مطران ميليتو السيد أبوستولوس ممثلاً البطريرك المسكوني، ومطران فيريا السيد بندلايمون، وآباءِ الدير ورهبانه، تكلم رئيس الدير الأب أفرام منوهاً إلى العلاقات المُميّزة التي تربط الجبل عامة وهذا الدير خاصة بكنيسة أنطاكية، وذكّر أيضاً بأن الأب يوحنا يعود اليوم إلى الجبل بطريركاً على أنطاكية، ليجد صديق دراسته مطران ليماسول السيد أثناسيوس في استقباله.
وأضاف رئيس الدير مشيراً إلى أنه في بداية سبعينيات القرن الماضي كان الأب يوسف من دير الفاتوبيدي قد عبَّر عن تمنيه بأن يرتقي الشماسُ يوحنا يوماً ما عرش أنطاكية. كذلك أردف رئيس الدير إلى أن أنطاكياً آخر كانت تربطه علاقةٌ مع الدير ألا وهو البطريرك الأنطاكي سيلفستروس (1724- 1764)، القبرصي الأصل الذي ترهب في دير الفاتوبيدي.
بعد صلاة الشكر تبرّك الوفد الأنطاكي من زنار السيدة العذراء ومن جمجمة القديس يوحنا الذهبي الفم حيث لازالت أذنه اليسرى كما هي. من ثم شارك البطريركُ والوفدُ المرافق له الآباءَ في مائدتهم الرهبانية في قاعة الطعام التي تواجه حسب التقليد الرهباني كنيسة الدير. بعدها جال الوفد الأنطاكي في متحف الدير الكبير الذي يحوي كنوزاً كنسيةً وافرة، محفوظة بشكل تقني عالٍ، ومنها أناجيل ومخطوطات وأيقونات وأوان كنسية وألبسة ليتورجية.
في نهاية الزيارة التُقطت صورةٌ تذكاريةٌ جماعيةٌ للبطريرك مع كل أفراد هذه الأخوية.
في المساء، عاد الوفد الأنطاكي إلى دير القديس بولس حيث مركز إقامته، وبدأتِ التهيئة للسهرانية الاحتفالية الكبرى التي ستقام ليلة السبت - صباح الأحد بمناسبة عيد القديس جراسيموس الذي من كفالونيا (حسب التقويم الشرقي)، حيث سيترأس الخدمةَ غبطةُ البطريرك يوحنا بمشاركة مطارنةٍ ورؤساءَ أديرةِ الجبلِ وشيوخه.
صور:
>المجموعة الأولى >المجموعة الثانية >المجموعة الثالثة
2024-10-06
القداس الإلهي في كنيسة الصليب…
2024-10-08
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي…
2024-10-10
نداء الأرثوذكس في لبنان "دعوا…
2024-10-16
كلمة البطريرك يوحنا العاشر في…
2024-10-31
شبكة الفصح للسنة الميلاديّة ٢٠٢٥