النبيّ هوشع
" أريد رحمةً لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من محرقات" (٩:٦)
هوشع إسم عبري معناه «الكائن المخلّص أي الله المخلّص» أو مجازيًّا «الخلاص»، وهو مؤلّف من كلمتين: «يهوه» أي الكائن و«يشع» فعل الخلاص في اللغة العبريّة.
- هو كاتب السفر المُسمّى باسمه :سفر هوشع.
- هو النبيّ الأوّل، من حيث عدد إصحاحات نبوءته ،بين الأنبياء الصغار الاثني عشر الصغار. تسمية صغار هي بسبب قِصَر نبؤاتهم المكتوبة.
- هو ابن بئيري، تنبّأ في مملكة الشمال وعاصر سقوط السامرة عام ٧٢٢ ق. م. بيد شلمنصّر، ملك آشور. كما عاصر كلاًّ من الأنبياء أشعياء وعاموس وميخا. ويظن أن فترة نبوءته دامت أربعين سنة.
- مضمون نبوءته هي محاكمة الله لشعبه بعدما زاغ وفسد، وحثّه على العودة إلى إليه.
«إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ، لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللهِ فِي الأَرْضِ» (هو١:٤)
«قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ. لأَنَّكَ أَنْتَ رَفَضْتَ الْمَعْرِفَةَ أَرْفُضُكَ أَنَا حَتَّى لاَ تَكْهَنَ لِي. وَلأَنَّكَ نَسِيتَ شَرِيعَةَ إِلهِكَ أَنْسَى أَنَا أَيْضًا بَنِيكَ» (هو٦:٤)
الشعب تحوّل إلى عبادة الأصنام. «شعبي يسأل خشبه وعصاه، هذا هو الزنى بعينه لأن آباءهم كانوا قد نذروا الأمانة للعليّ القدير. «روح الزنى قد أضلّهم فزنوا من تحت إلههم». فليحذر الشعب والكهنة، إذاً، لأن الشعب الذي لا يفطن يتهوّر».
ويكون كما الشعب هكذا الكاهن، أعاقبهم على طرقهم، وأردّ أعمالهم عليهم. وتمثيلاً لعلاقة الربّ بشعبه، يأمر العليّ نبيّه هوشع أن يتّخذ لنفسه امرأة زانية. «اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض قد زنت زنى تاركة الربّ»)هوشع .(2:1 ويشكو الربّ حال إسرائيل لكنّه لا يطلّقها. حبّه أكبر من زناها، وهمّه أن يستعيدها بالتضيّيق والأوجاع. «هاأنذا أسيّج طريقك بالشوك... فتتبع محبّيها ولا تدركهم... فتقول أذهب وأرجع إلى رجلي الأول...» (8-6:2)
ثم يخرجها الربّ الإله إلى البريّة، قاطعًا عنها خيرات الأرض ومتعها. هناك يلاطفها لطفًا فتدعوه رجلها. «هاأنذا أتملّقها وأذهب بها إلى البريّة، وألاطفها، وأعطيها كرومها من هناك...وهي تغني هناك كأيّام صباها وكيوم صعودها من أرض مصر... اقطع لهم عهدًا في ذلك اليوم... وأخطبك لنفسي إلى الأبد... بالعدل والحق والإحسان والمراحم... ويكون في ذلك اليوم إني استجيب... وأزرعها لنفسي في الأرض...»)هوشع ١٤:٢-٢٣)
هوشع هو نبي محبّة الله الكبرى، المحبّة الموجوعة الثابتة الصابرة الراجية إلى الأبد، في مقابل وهن الشعب وبطره واستخفافه بألطاف إلهه، إلى أن تنال منه عصا التأديب وصروف الدهر والخوف والوجع والبريّة.
يبقى أن الصورة التي رسمها هوشع هي صورة علاقة الله بنا في كلّ عصر. الله المنعطف على البشريّة، المصلوب على محبّتها كلّ يوم، والبشريّة الزائغة المغلق عليها بالأوجاع والموت إلى أن تعود إلى الحبيب الأول.
ويختم هوشع نبوءته هكذا: «من هو الحكيم حتى يفهم هذه الأمور، والفهيم حتى يعرفها، فإن طرق الباب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون...» (٤١:٩)
طروبارية القدّيس هوشع النبي
لما قبلت الإعلانات الشريفة، أضحيتَ مرآةً إلهية للمعزي، أيها النبي الحكيم، لذلك أبرقت في العالم مثل مصباح نور، بسابق معرفة المستقبلات، فيا هوشع المجيد تشفع إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى.
2024-12-23
البطريرك يوحنا العاشر يلتقي…
2024-12-23
البطريرك يوحنّا العاشر يستقبل…
2024-12-24
البطريرك يوحنا العاشر يستقبل…
2024-12-25
صاحب الغبطة يستقبل المهنئين بعيد…
2024-12-26
البابا تاوضروس الثاني في اتصال…