صلاة الختن الأولى
صلاة الختن الأولى - يوسف وشجرة التين العقيمة
مع بدء الأسبوع العظيم، وعشيّة أحد الشعانين تحديدًا، نقيم صلاة الختن، التي تقام أيضًا عشيّتَي الإثنين والثلاثاء.
"ها هوذا الختن يأتي في نصف الليل، فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظاً...:
هذه الطروبارية مأخوذة من مثل العذارى الوارد في إنجيل متى (١:٢٥-١٣) "حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.."، وكلمة ختن هي كلمة سريانيّة تعني العريس.
نجد كلمة ختن أيضًا في صلاة نصف الليل.
هذا المثل يدعو إلى اليقظة الدائمة للقاء الرب يسوع المسيح عريس نفوسنا والجهاد لبقاء مصابيحنا مليئة بزيت الابتهاج زيت الروح القدس.
لذا نحن مدعوون إلى تكثيف صلواتنا وعدم الاسترسال في الخطيئة لئلا نستغرق في نوم الإهمال ونغفل عن خلاص نفوسنا. «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ» (أف ١٤:٥)
صلاةِ الخَتَنِ الأُولى، عشيَّةَ أحدِ الشَّعانين، نتذكَّرُ أبانا يوسُفَ، الابنَ المحبوبَ لِيَعقوب، كَصُورَةٍ بارزَةٍ لِلعَهدِ القديم.
نجدُ قصَّةَ يوسف في القسمِ الأخير من سفر التكوين (الإصحاحات ٣٧-٥٠). يُعتَبَرُ يوسُفُ، في التّقاليدِ الآبائيّةِ والليتُورجِيّة، رَمزًا للمسيحِ في حياتِهِ وموتِه، نَظَرًا لفضيلتِهِ وحياتِهِ المُمَيَّزة. قُيِّدَ يُوسُفُ، وَبِيعَ كَعَبدٍ إلى المصريّين، ولٰكنّه استعادَ كرامتَهُ في أرضِ مصر. كُلُّ هٰذا يُوضِحُ سِرَّ التّدبيرِ الإلٰهِيّ، والوَعدِ، والفِداء الّذي في المسيح. فَفِي هٰذه الرِّوايَةِ الكِتابِيَّةِ حَولَ حياةِ يُوسُف، وَكيفَ آلَ انسِحاقَهُ في مِصرَ إلى حياةٍ مجيدة، صُورةٌ مُسبَقَةٌ عَنِ المسيحِ الّذي تنازَلَ وانحدر إلى الجحيم كَعَبدٍ، فَحَوَّلَ عُبُودِيَّتَهُ ومَوتَهُ إلى حياةٍ أبديَّةٍ لِكُلِّ جنسِ البَشَر.
* وفي اليومِ نفسِهِ، تتذكَّرُ الكنيسةُ حادثةَ لَعنِ التّينةِ (متى١٩:٢١)، وحادثةَ تطهيرِ الهيكل، وهُما حادثَتانِ وَثِيقَتا الصِّلَةِ بالأُسبوعِ العظيم، لِما فِيهِما من إظهارٍ لِقُدرةِ يَسُوعَ وَسُلطَتِهِ الإلٰهِيّتَين، وَمِنِ استِشرافٍ لِدَينُونَةِ اللهِ الآتِيَةِ على عَدَمِ إيمانِ قادَةِ اليَهُودِ الدِّينِيِّين. ترمزُ التّينةُ إلى عُقمِ إسرائيلَ إذْ أَخفَقَ في قَبُولِ المسيحِ واستيعابِ تعالِيمِه. لَعنُ التّينةِ مَثَلٌ ولٰكِنَّهُ جاءَ بِفِعلٍ لا بِقِصّة، وفيهِ تلميحٌ إلى أنَّ كُلَّ التّقاليدِ الدّينيَّةِ الّتي لا تأتي بِأثمارٍ سوفَ تَيبَسُ وتموت، تمامًا كما جرى لِلتِّينةِ الّتي كانت ملأى بالأوراقِ الجميلةِ الغَضَّة، إلاّ أنّها كانت بِلا ثَمَر.
- الإنجيل: متى ١٨:٢١-٤٣
نقرأ في هذا المساء الإنجيل حيث يلعن يسوع التينة ويظهر سلطانه ويعطي مثَلين عن ملكوت السموات(الإبنان والكرم).
عبرة: فبسيطرة الروح على الجسد نقتدي بيوسف العفيف ولا نتشبه بالتينة العقيمة (أي غياب الأعمال الفاضلة). التي بأوراقها غطى آدم عريه.
السلطة الحقيقة التي يظهرها المخلص هي خلاف العالم: "من أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن آخر الكل".
تحثّنا الكنيسة على السهر والاستعداد للقاء العريس: " لنذهب مع المسيح إلى جبل الزيتون لنقم سريًا معه كما مع الرسل "استعدي يا نفسي لخروجك فإن مجيء الحاكم (الديّان) قد اقترب"(مِن كتاب التريودي، القانون لعشيّة الإثنين المقدّس).
2024-10-06
القداس الإلهي في كنيسة الصليب…
2024-10-08
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي…
2024-10-10
نداء الأرثوذكس في لبنان "دعوا…
2024-10-16
كلمة البطريرك يوحنا العاشر في…
2024-10-31
شبكة الفصح للسنة الميلاديّة ٢٠٢٥