القدّيسان إيّاسُن وسوسيباترُس الرسولان ورفاقتهم…
أصل القديس إيّاسُن من مدينة طرسوس الكيليكية، مدينة بولس الرسول، غير أنه تعرف به في مدينة تسالونيكي، حيث استضاف إيّاسُن بولس وسيلا (أعمال الرسل 17: 5-9). بعد ذلك لجق إيّاسُن ببولس في رحلته إلى مقدونية وآسيا، برفقة تلاميذ آخرين منهم سوسيباترُس الذي من آخائيا البوليبونيز اليونانية. وقد التصقا ببولس حتى أنه قال عنهما في رسالته إلى أهل رومية إنهما نسيباه. ويذكر التقليد أن بولس كلف إيّاسُن بكنيسة طرسوس وسوسيباترُس بكنيسة أيكونيوم. بعد أن ثبت الرسولان دعائم المسيحية في هاتين المدينتين ارتحلا إلى الغرب ليكرزا بالإنجيل، فلما بلغا جزيرة كورفو اليونانية شرعا في بناء كنيسة إحياء لذكرى أول الشهداء إستفانوس رئيس الشمامسة، وعوض أن يكرزا ببراهين تمتّ إلى الحكمة البشرية رفعا أناشيد متواترة لتمجيد الله فاجتذبا العديد من الوثنيين إلى المسيح.
ملك الجزيرة كيركيليانوس الوثني وألقى بهما في السجن، هناك التقيا مع سبعة لصوص: ساتورنينوس وفوسيتيانوس ويانواريوس ومارساليوس وأوفراسيوس وماموس. وقد تمكن الرسولان بنعمة الله وصبرهما من هداية اللصوص إلى الإيمان بالمسيح، إضافة إلى أنطونيوس الجلاّد.
قطع الملك يد أنطونيوس، لكن ملاك الرب شدده لئلا يخور عزمه. واستجابة لصلاته أثار الله زوبعة صعقت زوجة الملك وولديه. رغم كل شيء لم يلن الملك بل حاول أن يلقي اليد على أنطونيوس فشلّت ذراعه. وعوض أن يتعظ أمر بقط رأس أنطونيوس خارج المدينة. بعد يومين استدعى الملك كلاً من إيّاسُن وسوسيباترُس وعرض عليهما المبارزة مع أحد السحرة. هذا تمّكن في ساعة واحدة من إنبات قمح وتحويله إلى خبز ساخن. يذكر أنه لما بدأ الساحر بتلاوة شعوزاته اضطربت الحيوانات والطبيعة في الجوار وأخذت تتصرف بطريقة غريبة. كل الحاضرين اندهشوا لهذه القوى الشيطانية، ما خلا القديسين الرسولين الذين دعيا باسم الرب فسقط الساحر للحال صريعاً. فإذ بالخليقة تستعيد مسارها الطبيعي فهتف الجميع: "أجل إله إيّاسُن وسوسيباترُس هو الإله الحقيقي وحده". في اليوم التالي استجوب الملك اللصوص، وقد عاينت كيركرة ابنة الملك الجلسة. فاعترفت بإيمانها بالمسيح وهي فتاة في الخامسة عشرة من العمر. نالت الفتاه العذاب المتنوع ثم أُودعت في السجن، وأرسل إليها عبد حبشي متوحش ليذلها، ولكن بقوة الله جاء دب واستقر عند مدخل السجن، وزأر بالعبد إلا أن الفتاه أسكتته وهدت الحبشي إلى المسيح ودعته خريستوذولوس. فأمر الملك بإعدامه. ثم توجه إلى السجن فوقف الدب بوجهه على أثر ذلك أضرم النار في السجن فهرب الدب إلى الغابة فيما بقيت كيركره محفوظة بنعمة الله في وسط النار، وبعد ثلاثة أيام انطفأت النار كانت الفتاة جالسة بهيّة سالمة، فأخذها وعلقها في وسط المدينة رأسها إلى أسفل ورُميت بالسهام فأكملت الشهادة. بعد ذلك أمر الملك القاء اللصوص في قدور مليئة بالوفت المشتعل، فنالوا الشهادة، ولما علم الملك أن شهادتهم كانت هداية لكثيرين. إثر ذلك أُطلق سراح الرسولين إيّاسُن وسوسيباترُس اللّذين ثبّتا بكرازتهما المؤمنين الجدد. لكن لم تدم طويلاً. فإن داسيانوس ألقى القبض عليهما وأمر بإلقاء سوسيباترُس في برميل من القار المشتعل فرسم سوسيباترُس علامة الصليب وقدم نفسه ضحية حيّة لله، فامتدت ألسنة اللهب إلى الجوار والتهمت العديد من الوثنيين. ارتعب الملك وارتمى أرضاً وسأل إله سوسيباترُس العفو ثم لجأ إلى إيّاسُن ليعلمه الإيمان واعتمد واتخذ اسم سوسيباترُس. تعيّد لهم كنيستنا الرومية الأرثوذكسية في التاسع والعشرين من شهر نيسان.
2024-10-06
القداس الإلهي في كنيسة الصليب…
2024-10-08
بيان صادر عن المجمع الأنطاكي…
2024-10-10
نداء الأرثوذكس في لبنان "دعوا…
2024-10-16
كلمة البطريرك يوحنا العاشر في…
2024-10-31
شبكة الفصح للسنة الميلاديّة ٢٠٢٥