البطريرك يوحنا العاشر من بخارست - لا نود أن نرى…



2014-11-28

"لا نود أن نرى في ديارنا مرتعاً لإرهاب متنقل"

غادر غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس على رأس وفد كنسي بيروت في زيارة سلامية إلى رومانيا. وكان في استقبال غبطته والوفد المرافق في مطار بخارست المطران نيفون ممثلاً غبطة البطريرك الروماني دانيال. استهلت الزيارة بصلاة الشكر التي أقيمت في كنيسة القديسين قسطنطين
315 وهيلانة في المقر البطريركي في بخارست وهي الكنيسة المرتبطة تاريخياً بكنيسة أنطاكية فقد دشنها البطريرك الأنطاكي مكاريوس الثالث أواسط القرن السابع عشر. وبعد صلاة الشكر رحب البطريرك دانيال بالبطريرك وبوفده المرافق مؤكداً على عمق العلاقة التي تربط الكنيستين النطاكية والرومانية. وقدم غبطته عرضاً موجزاً لهذه العلاقات التاريخية والتي تكرسها الزيارة الحالية. وأكد أن الكنيسة الرومانية تصلي وتعمل من أجل تقديم الدعم اللازم للكنيسة الأنطاكية وخصوصاً في هذه الأوقات الصعبة.
ورد البطريرك يوحنا بكلمة نوه فيها إلى خصائص كل من الكنيستين وتطرق إلى العلاقة التاريخية بينهما والتي تجسدت في كثير من الأحيان في فعل محبة.
وتطرق غبطته إلى الوضع في سوريا فقال: "آتيكم اليوم وفي القلب غصة لما يحدث في ربوع كنيسة أنطاكية. إلا أن غصة الألم عندنا نكويها بوهج رجائنا بالرب وأمواج الظلمة الحاضرة نكتسحها بمرساة العزيمة وعتاقة الإيمان المختمر في نفوس مؤمنينا. منذ أكثر من ثلاث سنين وسورية تدفع من دماء أبنائها ثمن الكرامة والسيادة. هي لا تدعي أنها الدولة المثالية. وأنى لأحد في هذه الدنيا أن يدعي مثالية الدولة في أي مكان. وقد أكدنا ونؤكد أن الحل فيها بالحوار سياسي وسلمي. يكفينا شعارات معسولة، وليكن شعار كل الأفرقاء الآن عودة الأمان إلى كل شبر في سوريا. وهذا ليس بالمستحيل فنحن نذكر دوماً كيف كانت ربوع هذا البلد مرتعاً للسلام قبل ٢٠١١. نحن لا نود أن نرى في ديارنا مرتعاً لإرهاب متنقل لا يعرف حدود الدول. نحن لم نعهد فيها ولا في أي بقعة من الشرق تكفيراً وخطفاً وتهجيراً للمسيحيين ولغيرهم. لم يكن مطارنة حلب يوحنا وبولس المخطوفان منذ أكثر من سنة ونصف وكهنتها إلا سفراء سلام في هذا العالم ومؤتمراته، فأين العالم ومؤتمراته ومحافله الدولية مما يجري في قضيتهم من تعتيم. أين العالم مما يجري في كل الشرق الأوسط من ويلات ليس أولها الأزمة في سوريا ولا آخرها تدمير العراق والعبث باستقرار لبنان؟
كما تطرق البطريرك لما يجري في لبنان مؤكداً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار فيه. وجاء في كلمته: "نحن نتألم أيضاً مما جرى ويجري في لبنان ومن تعطيل لمؤسساته الدستورية ورهن تلك الأخيرة بتوازنات الخارج في حين أن ارتهانها الأول والتزامها الأول يجب أن يكون خدمة المواطن. لكن شعورنا بالألم هذا ينمحق أمام ثقتنا بسيد السماء الذي نضع تحت صليبه المحيي كل أوجاعنا لنتلقف كمريم والنسوة فرح القيامة المجيدة. أرفع صلاتي في هذه الأيام المباركة من أجل سلام كل العالم. وأصلي بشكل خاص أن يحفظكم الرب يا صاحب الغبطة مع كل أخوتكم في رومانيا. حفظ الله هذا البلد والقيمين عليه. حفظ الله سوريا ولبنان والشرق الأوسط. وليكن طفل المغارة نبع عزاء لكم ولنا.