القدّيس زخريا النبي والد السابق



09-05

zzz

زخريّا:

زخريّا اسم عبري مؤلّف من كلمتين: "زْخَر" ويعني "ذكَر وافتكر" و "يَهْوَه" أيّ الله الذي تم اختصاره بـ "يا" ويكون معنى الاسم "الله يذكر".

زوجته تُدعى أليصابات وهو أيضًا اسم عبري مؤلّف من كلمتين: "إيل" أي الله و "شيبا" أي قَسَمَ، ويكون معنى الاسم "الله قَسَمَ".

نقرأ عن زخريّا النبيّ والد السابق في إنجيل لوقا في الإصحاح الأوّل (5‏-22، 57- 79‏).

‏كان زخريّا كاهنًا من كهنة الهيكل، من فرقة ابيّا، وهي الفرقة الثامنة من فرق بني هارون الأربع والعشرين المذكورة في سفر أخبار الأيّام الأولى، الإصحاح الرابع والعشرين.

كان لكلّ فرقة دورها في خدمة الهيكل تؤدّيه لمدّة أسبوع، من السبت إلى السبت، إذ السبت هو اليوم الآساسيّ في الطقس اليهوديّ.

كان كهنة كلّ فرقة يقومون بالخدمة على أساس القرعة، فمن وقعت عليه القرعة، كان يدخل مرّتين في اليوم إلى القسم المسمّى "القدس"، ليقدّم البخّور، فيما كان الشعب، خارجًا، واقفًا يُصلّي.

زخريّا والملاك:

‏ذات مرّة، وقعت القرعة على زخريّا ليبخّر فدخل، وإذا بملاك الرّب يظهر له واقفًا عن يمين مذبح البخّور. فلما رأى زخريّا الملاك ارتعد. فقال له الملاك لا تخف يا زخريّا لأن طلبتك قد سمعت، وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنًا وتسمّيه يوحنّا. هذا يكون سبب فرحٍ وابتهاجٍ لكثيرين. يتقدّم أمام الرّب بروح إيليّا وقوتّه ليهيئ للرّب شعبًا مستعدًّا.

 

كان زخريّا، في ذلك الوقت، متقدّمَا في السن وكذلك امرأته.

سأل زخريّا الملاك باستغرابٍ وشك، كيف يمكن أن يكون هذا وأنا شيخ وامرأتي قد تجاوزت سن الإنجاب. فأجابه الملاك: أنا جبرائيل الواقف قدّام الله أكلّمك، وها أنت تكون صامتًا إلى اليوم الذي يتحقّق فيه الكلام الذي كلّمتك به لأنّك لم تصدّقني.

‏وبالفعل، أمُسك لسان زخريّا عن الكلام من لحظتها، وبقي كذلك إلى ما بعد ولادة الصبيّ بثمانية أيّام.

 

يوحنّا:

بعد ولادة الصبيّ بثمانيّة أيّام جاءوا ليختنوا الصبيّ كما هي العادة عند اليهود، وليسمّوه باسم أبيه زخريّا. فقالت أمّه: «لا بل يسمى يوحنّا». فقالوا لها: «ليس احد في عشيرتك تسمّى بهذا الاسم».  ثم أوماؤا إلى أبيه ماذا يريد أن يُسمّى. فطلب لوحًا وكتب: «اسمه يوحنّا». فتعجب الجميع. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلّم وبارك الله.

فوقع خوف على كلّ جيرانهم. وتحدّث بهذه الامور جميعها في كلّ جبال اليهودية، فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين: «أترى ماذا يكون هذا الصبي؟» وكانت يد الرّب معه.

 

نشيد زخريّا:

امتلأ زخريّا من الروح القدس وتنبّأ قائلاً: مبارك الرّب اله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه، كما تكلّم بفم أنبيائه القدّيسين الذين هم منذ الدهر، خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا، ليصنع رحمةً مع آبائنا ويذكر عهده المقدّس، القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا أنّنا بلا خوفٍ مُنقذين من أيديّ أعدائنا نعبده، بقداسة وبّر قدّامه جميع أيام حياتنا. وأنت أيها الصبيّ نبّي العلّي تٌدعى لأنّك تتقدّم أمام وجه الرّب لتعدّ­­­ طرقه، لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم، بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء، ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام.