البطريرك يوحنا العاشر من الولايات المتحدة:…



2017-10-24

البطريرك يوحنا العاشر من الولايات المتحدة: متجذرون في الشرق كأرز لبنان
واشنطن ٢٤ تشرين الأول ٢٠١٧

في إطار زيارته للولايات المتحدة، التقى البطريرك يوحنا العاشر أعضاء من الكونغرس وشارك في ندوة في مركز دراسات هدسون وشارك في افتتاح مؤتمرIDC عن المسيحيين في الشرق.

وقد جرت اللقاءات بحضور مطران أمريكا جوزيف زحلاوي والوفد المرافق.

وفي اللقاء مع بعض أعضاء الكونغرس، تطرق غبطته إلى ما يجري في الشرق وإلى ثوابت الكنيسة الأنطاكية ومبادئها في خضم مايجري من أحداث في سوريا.

ولفت غبطته أن ما يجري فيها من إرهاب هو غريب عن ماضي وحاضر العلاقة بين كل أطيافها.

وشدد على الدور المطلوب من الجميع في نقل صورة حقيقية عما يجري لافتاً إلى أن منطق الأكثرية والأقلية لا يقوم ههنا لأن المسيحيين أصلاء في الشرق وكان لهم ومازال دور طليعي وريادي سياسي ووطني واقتصادي وثقافي وذلك في كل بلدان المشرق بما فيها سوريا ولبنان.

كما لفت إلى أن منطق التقسيم هو أسوأ ما يُمكن.

وكانت لغبطته ندوة في هذا السياق في مركز هدسون للدراسات، قدم فيها صورة عما يجري من أحداث.



ونوه غبطته بدور الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، وهي الناطقة بالعربية، والمسيحيين المشرقيين عموماً في بناء جسور الحوار بين الشرق والغرب والمسيحية والإسلام.

وأشار غبطته إلى الجهود التي تبذلها البطريركية عبر دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في مد يد المساعدة إلى كل إنسان ومن كل الأطياف.



وشارك البطريرك يوحنا في افتتاح مؤتمر "الدفاع عن المسيحيين" وشارك في المؤتمر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وكان لغبطة البطريرك يوحنا كلمة جاء فيها:



"أعبر عن فرحي لوجودي بينكم ولزيارتي الولايات المتحدة ونضم صوتنا الى صوت غبطته وننظر إلى حكومة الولايات المتحدة آملين الدفع باتجاه إيجاد حلول سلمية في العالم والشرق الأوسط، في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وكل أنحاء المنطقة. نحمل دوماً وديعة السلام وبشرى الخلاص والفرح والحق. والكنيسة هي عمود الحق وسط العالم المضطرب وتبقى شاهدة للحق حتى لو رفعت على الصليب على شاكلة سيدها".

وأضاف غبطته:

"أوكد من على هذا المنبر أن مسيحيي الشرق الأوسط باقون هناك.

نحن ولدنا حيث شاء الرب أن نكون. وهناك نعيش وهناك سنموت.

وكل ما يحصل من قتل وإرهاب وتكفير هو غريبٌ عنا وعن الشرق.

وهو يحمل الدمار والخراب وقتل البشر وهدم الحجر. نحن لا ننسى موضوع خطف مطراني حلب يوحنا وبولس ودمار العديد من الأديرة والأوقاف التي دمرت وحرقت وسرقت.

لكن ومع كل ذلك، أؤكد لكم ورغم كل هذه الظروف القاسية، نحن باقون لأننا متجذرون في تلك الأرض كأرز لبنان.

نحن لسنا ضيوفاً. نحن أصحاب حق وأصحاب أرض. يسألوننا عن الوجود المسيحي. ونقول: نحن لا نستطيع تصور الشرق الأوسط من دون مسيحيين. وهذا ما يقوله المسلمون أيضاً في الزمن الحاضر".

وتابع:

"نسمع عن أقلية وأكثرية. نحن لسنا أقلية. ودور المسيحيين لا يُحسب بالتعداد الرقمي. نحن نؤكد على دورنا ونؤمن بالعيش الواحد المشترك. نحن رسل محبة وسلام.

وندعو إخوتنا للتكاتف وبناء البلاد. نوجه الدعوة إلى كل الأسرة الدولية والمجتمع الدولي أن يعرفوا أننا هكذا وأن يدفعوا باتجاه إيجاد حل سلمي لكل ما يحصل في المنطقة وفي سوريا بالتحديد. وأختم بقول الرب: هو في وسطها فلن تتزعزع".

ولدى إجابته على بعض الأسئلة، أضاف البطريرك:

"نحن نرفض الحلول المعلّبة. لسنا مجرد تلاميذ صغار. لنا الحق أن نُسمع ولدينا كلمة الحق لنقولها. نحن نريد سوريا واحدة موحدة وآمنة.
ونريد لبنان واحداً وموحداً وآمناً. من حقنا أن نَنشُد وحدة بلادنا ومن حقنا كمشرقيين أن يكون لنا كلمة في تقرير شؤوننا ومصيرنا".