البطريرك يوحنا العاشر يقيم قداساً إلهياً في…



2014-08-17

بقرع الأجراس وعلى وقع الموسيقى الكشفية وبالزغاريد استقبلت مرمريتا البطريرك يوحنا العاشر في ساحة البلدة. وترأس غبطته القداس الإلهي في كنيسة القدّيس بندلايمون بمشاركة المطران باسيليوس متروبوليت عكار والأساقفة ايليا طعمة، موسى الخوري، غطاس هزيم، اثناسيوس فهد وديمتري شربك والآباء الكهنة والشمامسة.

وفي نهاية القدّاس كانت لغبطته كلمة مؤثرة استذكر فيها الأيام التي قضاها في مرمريتا والوادي راعياً لأسقفية الحصن. وصلى غبطته من أجل السلام في سوريا وفي كل المشرق مؤكداً أننا مؤتمنون على الإيمان الذي رضعناه من صدور الأمهات وأنه الوديعة التي سُلمناها لنعيشها في هذه الأرض مهما قست الظروف.

وقدم غبطته للمتروبوليت باسيليوس أيقونة القديس باسيليوس وللاسقف ايليا بطرشيلاً واموفوريون. بدوره نوه الأسقف ايليا في كلمته إلى دور صاحب الغبطة ورحب به في المنطقة التي خدمها لأكثر من ١٥ سنة وقدم له بطرشيلاً واموفوريون وقدمت الرعية عكازاً.

وبعد القداس صافح غبطته المؤمنين واجتمعت الرعية إلى مائدة محبة قدمت فيها مفتاح مرمريتا لغبطته عربون محبة ومودة.

> انقروا هنا لمشاهدة كامل الصور

كلمة الأسقف ايليا طعمة:

"مبارك الآتي باسم الرب"

غبطةُ مولانا البطريرك يوحنا العاشر بطريرك انطاكية وسائر المشرق.

أصحاب السيادة أحبار الكرسي الانطاكي المقدّس، الآباء الكهنة، أيها المؤمنون.

e يسرّني أن أتكلّم في هذا المحفل البهيّ اليوم عن زيارتكم التاريخية يا صاحب الغبطة،

إنكم تزورون هذا البلدة مرمريتا في يوم استثنائي! فـ17 آب من العام 2014 ليس كنظيره من العام الفائت.
فـي 17 آب الماضي سقط في مرمريتا خمس شهداء، وفي وادينا 13 شهيداً.

لقد روّعنا ذلك اليوم حقاً. أمّا اليوم فنحن نعيش روعة حقيقية.
لقد شاءت الأقدار الإلهية أن تزورونا في نفس هذا اليوم، وكأنّكم تبلسمون جراحنا كما السامري الصالح.

لقد عرفتكم يا صاحب الغبطة عدة معرفات، إذ جاز القول:

عرفتكم أولاً كاهناً شاباً متحمّساً متسلّحاً بالمعرفة في اللاذقية يوم كنتُ أنا بعدُ شاباً يافعاً لم يتجاوز العشرين من عمره إلا بنيف.

تحلّقنا حولك في مدرسة التنشئة اللاهوتية في دار المطرانية وفي صفوف الموسيقا البيزنطية.

ثم عرفتكم ثانياً استاذاً جامعياً في معهد اللاهوت لما كنتُ طالباً فيه، وكنتم آنذاك القدوة والمثال في النصح والشرح والتدريب الليتورجي.

ثم عرفتكم ثالثاً أسقفاً وراعياً ولكن هذه المرّة بطريقة خاصة جداً.
فلمّا طلبني صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس وجاء بي إلى مرمريتا ووادي النصارى، عرفتكم من خلال مرايا العمل الرعائي.

فالكل يتحدّث عن الراعي والاسقف يوحنا آنذالك. نهضة روحية وقول وعمل.

وأعرفكم اليوم آخيراً بطريركاً جالساً على عرش انطاكية العظمى، يحمل في قلبه الجميع، ويحب الجميع، ويسعى سعياً حثيثاً إلى تجنيد كلّ طاقات الكنيسة وأبنائها لتصب في خدمة رسوليّة جامعة مقدّسة.

لم يكن ليخفَ على أحداً هنا في مرمريتا حزنهم الكبير يوم غادر يوحنا الاسقف والراعي مرمريتا، لكنهّم بصوتٍ واحدٍ اليومَ يصرخون:"غادرتنا أسقفاً لتعود إلينا بطريركاً!"

كمّ من المسؤوليات الجسام تحمل على منكبيك يا سيدي!
ليس أقلّها قضية المطرانين المخطوفين بولس ويوحنا.
ولن نكفّ عن الصراخ معك من أجل عودتهما حتى لو بُحتً أصواتنا، لأنها هي من سيخزق الصمت الدولي المخزيّ في هذه القضية.

صاحب الغبطة،
أرحّب بكم في دياركم! فأنتم من تعبتم هنا، وهذه الدار، دار المطرانية شاهد على ذلك.
أرحّب بكم مع أخينا صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس الذي يسقي ثمار جهودكم ويتعب في الحرث والمحبة الصادقة.

ومن هنا من هذا المنبر أعاهدكم يا صاحب الغبطة أن يبقى هذا الوادي: نوره الحضارة وفكره النضارة واسمه النصارى!

لكم منّا كلّ الاحترام والطاعة باسم يسوع الناصري المصلوب لأجل خطايانا والقائم من بين الاموات.

نقدّم لكم أوّلاً هدية باسم مجلس الرعيّة وكل ابناء مرمريتا واهلها.

أقدّم لكم هدية شخصية باسمي حتى تذكرونني في الدعاء والصلاة .