هل يوجد في بيوتنا حوار؟



هل يوجد في بيوتنا حوار؟
الحوار: الرب يسوع والسامرية ونحن.

يأتي المقطع الإنجيليّ بين الرّبّ يسوع المسيح والمرأة السامريّة (يوحنا ٥:٤-٤٢)، ليسلّط الضوء على أمر مهم جدًا في حياتنا، وللأسف قد نفتقدّه بقوّة داخل عائلاتنا ومنازلنا، ألا وهو الحوار.

حوار الزوج مع زوجته، والزوجة مع زوجها، وحوار الأهل مع أولادهم، وحوار الأولاد فيما بينهم.

تثبت الدراسات والخبرات يوميًّا أن الحوار بين أفراد العائلة الواحدة المليء بالإصغاء والمشاركة مفقود في كثير من العائلات وحتّى المؤمنة منها.١
لقد جعلتنا التكنلوجيا غرباء تحت سقف واحد.

الكنيسة ليست ضد التكنلوجيا أبدًا، لا بل هي تستعملها في بشارتها ومهامها. ولكن ما هو خطير جدًا هو الفلتان التكنلوجي دون ترتيب وتنظيم وإشراف ومراقبة، بحيث تصبح التكنلوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي الحديثة والألعاب والأفلام وما شابه كتنفيس عن ضغوطات الحياة الصعبة جدًا التي تحيط بنا.

وهنا يأتي دور الأهل في أخذ المبادرة ووضع قوانين بمحبّة، وضبط مسار الأمور بحسم وجديّة، ليبقى الحوار قائمًا داخل العائلة الواحدة وأفرادها، ولا نفقده.

فما أجمل أن تجتمع العائلة وتتشارك وتصلّي قبل أن تخلد إلى النوم ويكون الرب محورها.

حوار يسوع مع السامريّة كان من جهة مليء بالمحبّة ومن القلب، ومن جهة ثانية كان خلاصي وصريح وحاسم، لذا دخل إلى قلبها وفعل فعله، وبالتالي نقلته هي للآخرين.

أعطنا يا رب أن نجتمع حول بئرك الذي لا ينضب، وتشرب عائلاتنا من ماء الحياة الشافي الذي أنت تعطينا إياه، كي نستنير بك وترتوي قلوبنا منّك لأنّ يسوع هو الحياة، وخارجك ستبقى نفوسنا عطشى ونفوسنا تائهة ومضطربة، لأن ماء الدهر الفاني لا يروي ولا يجمع بل يفرّق ويشتّت.