تنصيب المطران أفرام معلولي متروبوليتًا على أبرشية…



2021-12-10

تنصيب المطران أفرام معلولي متروبوليتًا على أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس.
حلب، ١٠ كانون الأول ٢٠٢١

"إن التنصيب هو كتاب جديد في حياتي وفي حياة هذه الأبرشية"

"إن سيدنا بولس، بمواهبه الكثيرة، أعطى للروح معنى حين جسّده حرفاً مصفوفاً في كلمات ألّفت كُتباً شرحت الإيمان وأرشدت كثيرين إليه… هو الحلقة التي تربطني بسلسلة مطارنة هذه الأبرشية العظماء الذين خطّوا فيها تاريخاً مشرّفاً".

بهذه الكلمات زيّن المطران أفرام معلولي كلمته التي ألقاها في تنصيبه متروبوليتاً على أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما في كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس في حلب. الخدمة التي ترأسها غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيل الاحترام.

دخل موكب البطريرك يوحنا العاشر والمطران الجديد والوفود المشاركة على وقع عزف كشافة النبي الياس وأقواس نصر وسط زغاريد الجموع وهتافات "مستحق"، وعلت الأعلام مرفرفة مدون عليها كلمة أكسيوس، قاطعتها الشموع المضيئة وزينة الميلاد التي أكّدت أن حلب أبت إلا أن يبقى رأسها مرفوعاً ونفضت عنها غبار الألم.

شارك إلى جانب غبطته في خدمة التنصيب المطارنة جاوجيوس أبو زخم( حمص وتوابعهما)، إغناطيوس الحوشي(فرنسا وأوروبا الغربية)، غطاس هزيم(بغداد والكويت وتوابعهما)، أنطونيوس الصوري (زحلة وبعلبك وتوابعهما)، نقولا بعلبكي(حماه وتوابعهما) والأساقفة موسى الخوري، ديمتري شربك، غريغوريوس خوري، يوحنا بطش وأرسانيوس دحدل ولفيف من الٱباء الكهنة والشمامسة من أبرشيات مختلفة.

كما حضر السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، وأصحاب السيادة المطارنة ورؤساء الكنائس المسيحية في حلب، ورئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ ممثلا بعضو مجلس الشعب السيد عبده موصللي، والسيد وزير الاوقاف محمد عبد الستار السيد ممثلاً بمدير أوقاف حلب د. محمد رامي العبيد، والسيد وزير الداخلية سيادة اللواء خالد رحمون ممثلاً بقائد شرطة حلب سيادة اللواء عصام الشلي، محافظ حلب السيد حسين دياب، أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق أحمد منصور، وأمين فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، الدكتور إبراهيم حديد، ممثلاً بالرفيق لؤي شاشاتي عضو قيادة فرع جامعة حلب، ومعالي وزير الدفاع السابق في الحكومة اللبنانية السيد يعقوب الصراف، وعدد من أعضاء مجلس الشعب في حلب، ومفتي حلب سماحة الدكتور محمود عكام، والأرشمندريت إسحق بندلي على رأس وفد ممثلاً المطران أثناسيوس ميتروبوليت ليماسول في قبرص، وأصحاب السماحة والفضيلة والعلماء والمشايخ، ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب، سيادة اللواء بركات بركات، المحامي العام الأول في حلب، القاضي عمار موالدي، الشيخ حسام قاطرجي، رؤساء الفروع الأمنية وضباط الجيش ومدراء العامين، أعضاء المجلس الأبرشي، المسؤولين عن الهيئات والفعاليات والمؤسسات الكنسية والجمعيات الخيرية، وحشد كبير من المؤمنين للذين توافدوا من حلب ومن كل الأبرشيات والرعايا.


بعد تسليم غبطته العصا الرعائية للمطران الجديد أفرام معلولي، ألقى الأسقف المنتخب موسى الخصي كلمة مما جاء فيها:"


إنها سنوات معاناة طويلة قد مرت على وطننا ومدينتنا حلب الشهباء أتعبت البشر والحجر، ما يطرح التساؤل عن نوعية المستقبل وكيف نحياه، وبالتالي يفتقدنا الرب في هذه التعزية الإلهية بميلاد السيد المسيح الذي ننفض من خلاله غبار الاوجاع لبناء مرحلة الشفاء والتعاون، لأنها الأبرشية لا تعرف الاستسلام. نعم لقد حان وقت الراحة يا صاحب الغبطة، هذه الأبرشية تقطع عهدا أمامكم وامام راعيها الجديد وأمام سيدنا بولس الذي بذل جهده فيها حتى المنتهى، تجدد العهد وتعلن أنها لن ترتاح إلا بالقيامة والنهوض كما ان الهدف من خدمة التنصيب هذه هي تدشين مرحلة جديدة من السعي والرجاء بهمة ومحبة راعيها المطران افرام معلولي".

من ثم تحدث غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيل الإحترام قائلا:"

أردت ان أكون معكم وبينكم في حلب لتنصيب أخ عزيز وتسليمه مهام الأبرشية في هذه المدينة الجريحة باختطاف راعيها. نعم سلمناك عصا الرعاية وقلنا لك تشجع وتقوى لتتمكن من ان تشق امواج البحر وتقود شعبك الجديد من كل عيب أو شائبة، هذه هي عصا الخدمة والمسؤولية، سلمناها للمطران الجديد ابن جديدة عرطوز الدمشقية وشهادتي به مجروحة مذ ان عرفته حتى يومنا هذا.".


تابع غبطته:"

منذ الفي عام وانطاكية المحبة لسيدها يسوع المسيح تشق امواجها. واسمحوا لي ان اتوجه بالتقدير الى كل من ساهم في تخفيف المعاناة عن أبناء الأبرشية واخص بالذكر، قدس الارشمندريت موسى الخصي والأخوات الراهبات، ورسالتنا اليوم تبقى الثبات في الأرض رغم كل شيء لأننا صخرة من هذا الشرق، كما أتوجه الى اهلنا في الاسكندرون وأنطاكية بطيب السلام، وانقل اليكم سلام دمشق، وأنتم في قلبنا وصلاتنا دوما".

بعد ذلك، القى مفتي حلب الدكتور محمود عكام كلمة السيد وزير الأوقاف عبد الستار السيد قال فيها:"

أتوجه الى غبطتكم ونيافة المطران الجديد افرام معلولي والى الأسقف المنتخب موسى الخصي بالسلام والتهنئة، ونقول للمطران الجديد أننا معك وسنعمل يدا بيد من اجل خير مجتمعنا ليصبح مجتمعا تسوده المحبة والسلام ".

في سياق متصل، القى المطران يوحنا جنبرت كلمة رؤساء الكنائس المسيحية في حلب أبرز ما جاء فيها:"

ايها المطران الجليل افرام معلولي، بلغنا أنك من رواد العمل المسكوني، وانك على اضطلاع وعلم بالمسار المسكوني اللافت في مدينتنا، وإن إخوانك أساقفة حلب الأحد عشر يلتقون بشكل دوري على مدار السنة، لذلك ترانا ننتظرك مجتمعين، ٱملين أن نراك تضيف طاقاتك المشهود لها الى طاقاتنا، لكي نحسن معا فعالية العمل الخدمي في سبيل أبناء هذا الوطن".

بعد ذلك، كانت كلمة للأستاذ نسيم عفيصة من مجلس الابرشية قال فيها:"

إن تنصيب المطران الجديد افرام معلولي لهو فرحة جديدة للأبرشية التي عانت سنوات طوال من تجارب قاسية واليوم بحضوركم يا صاحب الغبطة تصبح الفرحة فرحتين مع حضور الأب المحق ونرجو ان تبقى حلب في فكركم وقلبكم".

أما الكلمة الختامية فتوّجها المطران الجديد أفرام معلولي بكلمات ألهبت قلوب الحاضرين بشعلة الأمل والرجاء مع ميلاد الأبرشية من جديد وذلك بعد تقديمه الشكر لصاحب الغبطة ولأعضاء المجمع الانطاكي المقدس، ولقدس الأرشمندريت موسى الخصي ولعائلته قائلا:"

إن التنصيب هو استجابة لنداء الرب الذي دعاني الى الرعاية، فألبسني تاج مسؤولية أوكلها لي صاحب الغبطة، قررت أن اجعل منه تاج عز وفخر لمدينة حلب، إن التنصيب هو فرح لقاء الراعي برعيته في هذا العرس الكنسي، لقاء القلوب التي ستدمع معا وستفرح معا.

إن التنصيب هو كتاب جديد في حياتي وفي حياة هذه الأبرشية، في الصفحة الاولى يكتب الله عنوانه:" أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". لهذا ستبدأ رحلتنا معا في حلب وسيكون باب المطرانية مفتوحا أمام الجميع وسأكون أنا وكهنة هذه الأبرشية في خدمتكم وسنعمل كلنا معا، إكليروسا وشعبا، لما فيه خير كنيستنا واعتبروني حلبيا مثلكم وكل حلبي سيكون قريبا لي، بل وكل إنسان يود أن يجعل من قلبه مذبحا للرب والقريب يقدّم عليه ذاته قربان محبة لله ولكل أخ له في الإنسانية".

هذا وقد قدّم المطران افرام معلولي خلال تلاوة كلمته الرسمية صليب بركة لصاحب الغبطة يوحنا العاشر ليرفعه بيمينه وليستمر بمباركة المطران افرام وشعب أنطاكية المؤمن.
كما قدم للمطران بولس يازجي ايقونة ستبقى موجودة في حلب، التي لطالما أحبها وعمل لاجلها.

وأخيرا، قدّم لوالدته اول صليب قلده إياه غبطته حين صيّر أرشمندريتا".

في ختام الصلاة، تقبّل غبطته والمطران الجديد التهاني من الشعب المؤمن وسط أجواء أكّدت أن ميلاد حلب أتى باكرا ليخرجها من صمتها وليعلن بشارة الميلاد الحقيقي فيها.