اليوم الثاني من زيارة غبطة بطريرك أنطاكية يوحنا…

اليوم الثاني من زيارة غبطة بطريرك أنطاكية يوحنا العاشر والوفد المرافق له إلى الجبل المقدّس، بستان والدة الإله.

دير اللافرا الكبير، أقدمَ الأديرةِ الآثوسية، كان المحطة الثانية من هذه الزيارة السلامية للجبل المقدّس.

لمحة عن دير اللافرا الكبير

كلمة "لافرا" تعني باليونانية مجموعةَ أساقيط ومناسكَ مُرتبطٍ بعضُها ببعضٍ بنظام حياة رهبانية مشترك، تشكّل معًاعائلةً رهبانية واحدة مع المحافظة على خصوصيةِ كلِّ إسقيط.

هذه حال هذا الدير الذي يضم اليومَ أكثرَ من ستين راهباً مُقيماً في حياة الشركة ضمن أسوارِ الدير العاليةِ، وأكثر من ثلاثمائةِ راهبٍ يَعيشون في القلالي والأساقيطِ الرهبانية المحيطةِ به.

أهميّته تعودُ إلى مؤسّسه القدّيسِ أثناسيوس الآثوسي (القرن العاشر).

 يُعتبر هذا القدّيس أباً للرهبان الآثوسيين ومؤسّساً ومُطلِقاً للحركة الرهبانية في الجبل المقدّس في أديارٍ كبيرة وصغيرة، بالإضافة إلى أساقيطَ وقلالٍ تابعةٍ لها كما نعرفها اليوم.

الحياةُ النسكية، وإن كانت موجودةً في الجبل المقدّس منذ قرون المسيحية الأولى قبل تأسيس دير اللافرا الكبير، إلاّ أنّها لم تكن مُنظّمة ومُنتظِمة بالشكلِ والمضمونِ الذي نعرفه منذ عهد القدّيس أثناسيوس وحتى يومِنا هذا.

كان قدّيسنا، الذي لا تزال رفاتُه موجودةً في دير اللافرا، شخصاً نافذاً قريباً من البلاط الملكي البيزنطي، وصديقاً للإمبراطور البيزنطي نيكيفوروس فوكاس الذي كان يبغي الحياة النسكيةَ والتوحّدَ دون أن يتمكّن من تحقيق هذا الحلم.

أرسل الإمبراطورُ المحبُّ للرهبنةِ القدّيس أثناسيوس ليقوم بتحقيق حلْمِهِ، وأمدَّه بالمال والثرواتِ والنفوذ لتنفيذ هذا المشروع، فكان ديرُ اللافرا الكبير.
 

البطريرك والوفد الأنطاكي في اللافرا الكبير

43 انطلق الجميع صباحاً من مرفأ دير القدّيس بولس الآثوسي إلى مرفأ " دافني"، المرفأ الأساسي للجبل (والكلمة تعني ورق الغار)، ومن هناك برًّا إلى دير اللافرا الكبير، والصلوات وقرع الأجراس تشهد وتسبّح.

كان في استقبال البطريركِ كلٌّ من رئيسِ الدير الأرشمندريت بروذروموس ورهبانِ الدير وشيوخِه، ومن ثم توجّه الجميع إلى الكاثوليكون، كنيسةِ الدير الرئيسية المليئة بالجدارياتِ والأيقوناتِ والثُّريّات الكنسية المنارةِ بالشموع، لتلاوة صلاة الشكر وتبادل الكلمات.

في نهاية الخدمة وكتعبيرٍ من رئاسة الدير ورهبانه عن أهميةِ الزيارة والزائرِ الكبير، عُرِضت كنوزُ الدير، أيّ رفاتُ قدّيسين كبار، وسجد الجميع إكراماً لها وتبرَّكوا منها.

سجدوا للصليب الذي كان يرتديه القدّيس أثناسيوس الآثوسي والذي يحتوي على جزء من خشبة الصليب المقدّس، وكذلك لرفاتِ كلّ من القدّيسين يوحنا السابق، واستفانوس أول الشمامسة، وباسيليوس الكبير، وميخائيل سيناغون، ونيلوس الآثوسي، ويوحنا كوكوزيليس، وألكسندروس، وأندراوس المدعوِّ أولاً، ويوحنا الذهبي الفم، ونكتاريوس.

كذلك تبرَّكَ الوفدُ من قبر القدّيس أثناسيوس مؤسس الدير.

بعدها تشارك الجميع المائدة الرهبانية.

البطريرك والوفد الأنطاكي في "الأكاديمية الآثوسية" 

82 فترة بعد الظهر تخللتها زيارةٌ هامةٌ برمزيتها إلى "الأكاديمية الآثوسية"  التابعة لدير الفاتوبيذي  (Athoniada) والتي تأسّست سنة 1749م وأُغلقَتْ فترة من الزمن لتعود وتفتح أبوابها سنة 1845م، وتصبح تابعة ل "كارييس" عاصمة الجبل المقدّس ومركز إدارته.

بدأت الزيارة بصلاة شكرٍ شارك ورنّم فيها حشدٌ كبيرٌ من طلاب الأكاديمية وأساتذتها، ومن ثم جرى الاستقبال في قاعة الأكاديميّة الكبرى حيث أنشد الطلاب تراتيل مختلفة بلغاتٍ عدّة، وبالمقابل رتّل الوفد الأنطاكي باللغة العربية.

في المساء عاد الوفد الأنطاكي إلى مقر إقامته في دير القدّيس بولس الآثوسي.

الصور:

>المجموعة الأولى    >المجموعة الثانية    >لمجموعة الثالثة    >المجموعة الرابعة    >المجموعة الخامسة