البطريرك يوحنا العاشر من أستراليا "نحن مسيحيين…

2017-12-15

البطريرك يوحنا العاشر من أستراليا "ننوه بأهمية العلاقة مع سائر الأخوة من الطوائف المسيحية المشرقية. نحن مسيحيين ومسلمين بناة حضارة مشرقية".

سيدني، ١٥كانون الأول ٢٠١٧

في إطار زيارته التاريخية لأستراليا للإحتفال بتنصيب المطران الجديد باسيليوس قدسية متروبوليتا" على أبرشية أستراليا ونيوزيلندا والفليبين، كانت للبطريرك يوحنا العاشر محطة عند المطرانية المارونية في سيدني بدعوة من راعي الأبرشية أنطوان طربية الذي أعد له إستقبالا" يليق بغبطته عند مدخل المطرانية.
ومن ثم توجه الجميع إلى بيت مارون وأقيمت صلاة الإستقبال في حضور رؤساء الكنائس المشرقية الرسولية في أستراليا والوفد الكنسي المرافق لغبطته وفعاليات ومؤمنين.
تخللت الصلاة كلمة للمطران أنطوان طربيه قال فيها:" يسعدنا أن نتأهل بغبطتكم والوفد المرافق لكم في زيارتكم التاريخية هذه إلى أستراليا، والتي أردتم القيام بها بهدف تفقد أبنائكم في بلدان الإغتراب، وبخاصة من أجل تولية أخينا المتروبوليت الجديد باسيليوس قدسية على أبرشية أستراليا ونيوزيلندا والفليبين للكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية خلفا" للمثلث الرحمات المطران بولس صليبا.
وأضاف، لا يسعنا إلا أن نتوج لقاءنا مع غبطتكم بالصلاة معا" إلى الرب يسوع، طفل مغارة بيت لحم وأمير السلام، من أجل السلام في سوريا والعراق وجميع بلدان الشرق الأوسط والعالم، ومن أجل عودة جميع المهجرين إلى ديارهم، ولا سيما المطرانين يوحنا وبولس.
وتابع، إن زيارتكم لدار المطرانية المارونية هي زيارة نعتز بها مدركين ما لها من أهمية ودلالات على صعيد العلاقات التاريخية التي تجمع ما بين كنيستينا في أستراليا والعالم ووطننا الأم، فنحن أنطاكيين ونعي تماما" أهمية التراث الأنطاكي المسيحي وما لروابط التعاون بيننا من محطات ووقفات روحية وإجتماعية وإيمانية، كانت تصب دائما في إطار التنسيق المشترك لخير المؤمنين ونموهم في ملء قامة المسيح، الضامن لوحدتنا وتعاوننا بروح المحبة والإنفتاح والإحترام المتبادل.
وتطرق المطران طربيه الى عمل مجلس الكنائس الشرقية الرسولية في أستراليا والذي يظهر جليا" وجه المسيح المحب والغير المنقسم.
وإلى المطران الجديد باسيليوس قدسية توجه بالمطران طربيه بالقول:" نعاهدك أن نقف ألى جانبكم لتقديم كل الدعم والمساعدة الواجبة، وعسى الطفل الإله الذي سنحتفل بعيد ميلاده قريبا"، يكون لنا المثل والملاذ ومصدر القوة والنعمة لرعاية شعبنا".
مقابل ذلك، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة جوابية شاكرا" فيها المطران أنطوان طربيه وأصحاب السادة المطارنة والمؤمنين على حفاوة إستقبالهم قائلا:" ما أجمل وما أحلى أن يجتمع الأخوة معا"، وها نحن نجتمع اليوم في بيت مارون لنؤكد على محبتنا لبعضنا البعض وعلى الأخوة التي تجمعنا.
وفي هذا السياق تستوقفني في هذه اللحظات القمة المسيحية الإسلامية التي إنعقدت في بكركي وإعتذرت عن حضورها بسبب وجودي في أستراليا، لكنني تابعت ما إنبثق عنها لا سيما في ما تعلق بقضية القدس التي تعد مدينة السلام وأنظارنا تتجه إليها دائما" ولا نستطيع قبول قرار الرئيس الأميركي ترامب بحق القدس لأنه قرار مخالف للشرعية الدولية.
وتابع غبطته، نعيش في بلادنا اليوم اوضاعا" صعبة، نعيش في بلادنا حيث ولد الرب يسوع وحيث ولد الرسول بولس، أزمة تهجير وخطف وتدمير لكننا وبالرغم من تلك السحابة الداكنة نريد أن نبقى حيث شاء الرب أن نولد وأن نكون، بحيث لا يمكننا أن نتصور الشرق الأوسط دون المسيحيين، لأن وجودنا في تلك الديار هو وجود من صلب المجتمع وكيانه وتربطنا مع أخوتنا المسلمين علاقات طيبة ومستقبلنا ومصيرنا واحد وبالتالي فإن دعوتنا اليوم هي أن يضع الواحد منا يده بيد الٱخر لبناء مجتمعاتنا وأوطاننا".
وإلى المؤمنين توجه غبطته بالقول:" أنتم هنا وأنتم على إمتداد لكنيسة أنطاكية في هذه الديار والبلاد، وتحملون في داخلكم هذا الإرث العظيم الذي يتجلى بوديعة الإيمان التي تنقلونها إلى أحفادكم حسب التسلسل الرسولي.
وتساءل غبطته أين هي حقوق الإنسان اليوم أين أضحت مفاعيلها في ظل التمادي بانتهاك حقوق الإنسان وعمليات الخطف المهينة.؟ ومنها قضية مطراني حلب بولس ويوحنا بحيث لا يسعنا أمام ذاك الصمت الدولي المريب سوى أن نرفع الصلاة من أجل عودتهما وعودة سائر المخطوفين.
وأشار البطريرك يوحنا إلى أن المجتمع بات بحاجة إلى ثقافة محبة وليس إلى ثقافة قتل وترهيب، وثقافة المحبة لا يتم تلقفها إلا من خلال إحترام الٱخر كما هو دون تمييز بين الأخ وأخيه، وها هي ثقافتنا في تلك الديار ثقافة سلام ومدعاة فرح وصوت حق".
وختم كلمته بالإشادة بالدور الذي يؤديه مجلس الكنائس الشرقية الرسولية في أستراليا، باعثا" التحية من بيت مارون إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وإلى أصحاب الغبطة البطاركة ورؤساء الطوائف".
بعد ذلك، قدم غبطته أيقونة العذراء مريم ألى المطرانين أنطوان طربيه وروبير رباط.
وبدوره، قدم المطران روبير رباط أيقونة للبطريرك يوحنا تحمل شعار الراعي الصالح.
تلا ذلك، لقاء في صالون المطرانية شارك فيه المدعوون والسادة المطارنة والأخوات الراهبات.